الصيف والعلاقات الزوجية

الضغط النفسي وتغير المزاج سمات صيفية للبيوت العربية

الضغط النفسي وتغير المزاج سمات صيفية للبيوت العربية

• سامي سعد :إغلاق المدارس وحالة الفراغ التي يعيشها الأبناء، سبب رئيسي في خلاف الزوجين
• وفاء عرفة: الأعصاب في الحرّ تكون على المحك، فأي خروج على المألوف يشحنها
• هند العليمي:الخلافات الزوجية تزداد في الصيف لكن يبقى السبب هو طبع الإنسان
• أسماء علي:إرهاق العمل والزحام يضاف إليه الحرّ الشديد يستفز الزوج
• أحمد سيف:الصيف يعد المناسبة المثلى لزوجتي حيث تصبح أكثر شراسة من ذي قبل
• أحمد أمين:هناك رجال يتسببون في إذكاء نار المشاكل بتصرفاتهم اللامسؤولة
• ماجد الدسوقي: يزداد معدل الخلافات الزوجية بنسبة 65 % بموسم الصيف     
• علاء الحويل: الرجل أكثر من المرأة عرضة للتقلبات المزاجية بسبب الحرّ


((هبت علينا حرارة الصيف الساخنة والتهبت معها المشاكل الزوجية وارتفعت صيحات النقار والخناق بين الأزواج.فالزوج يلوم زوجته بأنها سبب الخلافات وطلباتها تزداد في فصل الصيف و في الجانب الآخر تصرخ الزوجة وتتهمه باختلاق المشاكل.

وهذا ما جعلنا نتساءل هل فصل الصيف له علاقة بارتفاع حدة المشاكل الزوجية ؟ أم أنه شيء طبيعي لتفرغ الزوج والزوجة ، دون عمل، مما جعل هناك وقت فراغ أدى إلى خلق هذه المشاكل ونفتش في هذا التحقيق عن ظاهرة ملحوظة تهم الأسرة والمجتمع ووجهنا أسئلتنا إلى شرائح مختلفة من المجتمع الإماراتي وأيضا سؤال المختصين بعلم النفس لكي نفهم الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة )).

يُقدِم الاستشاري الهندسي سامي سعد، وجهة نظره في الموضوع، مُشيراً إلى أن إغلاق المدارس وحالة الفراغ والفوضى التي يعيشها الأبناء، سبب رئيسي في خلاف الزوجين، حيث يتحول البيت في الصيف، إلى مهرجان من الفوضى والضّجة ورغبة الأبناء المستمرة في الخروج واللهو واللقاء مع الأصحاب، وكل هذا يتطلب تفرغاً كبيراً من الأهل. هذا العجز عن تلبية طلبات الأبناء، يُطلق شرارة الخلاف بين الزوجين، فكل منهما يريد رمي الحِمْل على الآخر، المرأة المشغولة بواجباتها من جهة، والرجل المشغول بوظيفته من جهة أخرى، وإلحاح الأبناء الذي يشبه الدق على الطبل، يفقد الأبوين السيطرة على أعصابهما، فيختلفان ويتشاجران على الرغم من تفاهة الأسباب،
مضيفاً: إن إشتعال الخلافات الزوجية في الصيف لا يكشف أي خلل في العلاقة الزوجية، إنه مجرد تعصيب لا أكثر يصعده الأبناء ويكمل عليه حرّ الصيف".

ترى وفاء عرفة ربة منزل، أنّ "الصيف هو بمثابة مسلسل تبدأ حلقاته الأولى بالحرّ وتنتهي بالصِّياح
حيث يفاجئنا الصيف في كل عام بما لا نتوقع، فمشاكله أكبَر من حسناته، إنه فصل الفوضى المنزلية بامتياز، ويا للكارثة لو قرر الزوج تمضية إجازته في البيت،
ونسألها: من الذي يثير الأعصاب أكثر، الزوج أم الأبناء؟ تجيب ضاحكة: الاثنان معاً، فقبل أن يأتي الصيف وتبدأ إجازات المدارس، يكون البيت مثل المملكة التي لا يحكمها إلا ملكة واحدة هي المرأة، ولكن مع بدء الإجازات، يتحوّل النظام إلى فوضى، الأمر الذي يجر المرأة إلى العصبية رغماً عنها".
وإذ تعترف وفاء،  دون قصد، بأنها شريك فعال في خلافات الصيف، تعود لتؤكد: بصراحة إنّ الأعصاب في الحرّ تكون على المحك، فأي خروج على المألوف يشحنها، وأي انفعال يصدر عن الشريك يحرقها، ليكون الصيف والأعصاب وزحمة البيت أعداء العلاقة الزوجية".

* وقالت (هند العليمي) باحثة في علوم اللغة ،وهي زوجة وتعاني من هذا الموضوع
الخلافات الزوجية تزداد في فصل الصيف، أو في الإجازة الصيفية، ولكن يبقى السبب هو طبع الإنسان، فالطبع يغلب التطبع،
وتضيف هند:إذا ما تصنع الإنسان الهدوء وحاول كبت نفسه وغيظه، فقد يصل به الأمر إلى فقد صوابه نتيجة لتراكمات سابقة، ولعل الصيف يفجر ما قد كبت في داخل النفس، ويظهر الإنسان على حقيقته، فالإنسان العصبي أو سريع الغضب لا يمكن أن يبقى هادئاً لمدة طويلة، فمع تكرار الخلافات سوف يتصرف بطبعه الذي جبل عليه، بل لا يمكن لأي شخص أن يغير طباع الشخص الذي أمامه حتى ولو كان زوجه·

وهذا ما يجعل الخلافات بيني وبين زوجي تزداد حدتها في فصل الصيف وهذه الطباع أراها واضحة وضوح الشمس في زوجي .
وتؤكد هند على أن أسباب الخلاف دائما ما تكون على شيء تافه جدا لا يستدعي التحدث أو خلق مشاكل عليه . ومن هنا أقول إن حدة الخلافات تزداد مع الإنسان سريع الغضب، بينما الإنسان الهادئ لن تستطيع الخلافات أن تتغلب عليه، بل هو الذي يتغلب عليها ·

* وتشير (أسماء علي) موظفة في مكتب استشاري هندسي على الأسباب الحقيقية لكثرة الخلافات بين الأزواج في فصل الصيف، قائلة :
من خلال تجربتي وتقييمي لفصل الصيف يمكن أن أقول إن الإجازة الصيفية سلاح ذو حدين، فالصيف طبيعة حرارته مرتفعة ورطوبته عالية، تجعل الشخص بخاصة الأفراد العاملين والموظفين في ضغط عصبي ونفسي كبير، فالإرهاق في العمل والزحام وضغوط الحياة اليومية يضاف إليه الحر الشديد يستفز الزوج أو الزوجة لأتفه الأسباب، وبالفعل بالنسبة لي كزوجة وموظفة أتفادى أن أتحدث إلى زوجي عندما يعود من العمل إلا بعد أن ينال قدرا من الراحة لتغيير حالته النفسية والمزاجية.

وأشارت أسماء إلى جانب آخر قائلة. وجود الأولاد باستمرار في المنزل في الإجازة الصيفية  دون وجود برنامج للترفيه يصيبهم  بالملل والاكتئاب مما ينعكس على سلوكياتهم وتنشأ عنها خلافات ومشاجرات مع بعضهم البعض الأمر الذي يجعلها تتعدى الزوجين.

*وأكد (أحمد سيف) مسؤول الضيافة في أحد الفنادق الكبرى في أبوظبي قائلا:
من واقع تجربتي القصيرة في الزواج أستطيع الجزم بأن التنكيد عادة نسائية وأنها سبب كل المشاكل التي تحدث في كل البيوت.
ويضيف أن زوجته ليس لها وقت معيّن لإثارة المشاكل معه لكنه لاحظ أن فصل الصيف يعد المناسبة المثلى بالنسبة إليها حيث تصبح أكثر شراسة من ذي قبل، فهي تريد أن تخرج كل مساء من البيت دون مراعاة الظروف المادية للأسرة وعندما يتركها ويخرج إلى المقهى يزداد غضبها وتنفجر في وجهه عندما يعود إلى البيت.
وتابع سيف . ألاحظ على ضيوف الفندق هذه المنازعات أيضا فأرى بعض الأزواج يحجزون لأسبوع مثلا في الفندق وبعد يومين تجدهم ألغوا هذا الحجز ، لنشوب خلاف بينهم وهذا الموضوع معدله زائد في فصل الصيف .

*ويحدثنا (أحمد أمين) مدير مبيعات مؤسسة حورس قائلا:
بعض الزوجات تعشق السفر وتقدسه ربما أكثر من تقديسها للحياة الزوجية، فهي تريد السفر عدة مرات في السنة، وفي كل إجازة أو عطلة صيفية لابد أن تذهب إلى بلد جديد . فهي لا تحب أن تزور البلد الواحد مرتين·
والزوج لا يستطيع أن يلبي مصاريف السفر الباهظة عدة مرات في العام، لكنه إذا فكر في رفض طلب زوجته تحولت حياته إلى جحيم وخلافات يومية لا تنتهي· أما الأمر الأصعب الذي يشعر معه بالإهانة فهو أن الزوجة تسافر- إن رفض - بصحبة أهلها أو دونهم فالإجازة بالنسبة لي موعد مع الخلافات.
واستطرد قائلا لا أنكر أن هناك رجالاً يتسببون في إذكاء نار المشاكل بتصرفاتهم اللامسؤولة حيث يتصرف بعض الأزواج وكأنهم لا يزالون في عهد العزوبية وهذا من شأنه تفجير الخلافات الزوجية.

*أما من الناحية النفسية يتحدث عنها (ماجد الدسوقي) أخصائي علم النفس مستشهدا بدراسات نفسية حيث قال :
أكد أخصائيون نفسيون أن أسباب ازدياد الخلافات بين الأزواج وحالات الاكتئاب في الصيف ترجع إلى حدة المزاج العصبي الذي يصيب البشر، حيث إن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من إفراز ما يسمى بهرمون (الأدرينالين) والذي من شأنه أن يرفع درجة التوتر.
أما في الشتاء فالإنسان بطبيعة الحال يشعر بحاجة إلى الدفء، والعلاقات الإنسانية بشكل عام، وليست فقط العلاقة بين أي زوجين،
تنشط كردة فعل على طبيعة المناخ، وكأن المناعة أو التكوين الداخلي للإنسان يدفعه لا إراديا لاكتساب مشاعر دافئة تحميه من برودة المناخ، ومن الطبيعي في هذه الأثناء أن تكون الحالة المزاجية بين الزوجين جيدة، وبعيدة عن الخلافات والتوتر. وأضاف الدسوقي .

بأن دراسة علمية أجريت في بعض الدول العربية ذهبت إلى: أن معدل الخلافات الزوجية تزداد بموسم الصيف بنسبة 65%، مقابل فصل الشتاء، وأن فصل الصيف يستحوذ على نصف حالات الطلاق التي تقع على مدار العام، وترجع الأسباب إلى الحالة المزاجية السيئة التي قد تصيب الأسرة في فصل الصيف.
وأوضحت الدراسة أيضا أن الأطفال لهم نصيبهم من ارتفاع درجة الحرارة، حيث يتغير مزاجهم إلى المزاج السيىء، ويلاحظ عليهم الملل والتعب النفسي والبدني، وتصبح سلوكياتهم قلقة وعنيفة، وهذا يتجلى عبر كثرة المشاجرات بين الإخوان في المنازل والمدارس، وأحيانا نجد بعضهم تنخفض عندهم الشهية للأكل، وكذلك تعرضهم للعنف من قبل الأسرة بسبب التوتر والضغط النفسي، وتغيرات حالات المزاج، وعدم الصبر، وكل هذا بسبب ارتفاع درجة الحرارة .

ويؤكد استشاري الطب النفسي الدكتور علاء الحويل،يتأثر المزاج بشكل سلبي بالطقس الحار، حيث يميل الشخص إلى العصبية والاكتئاب والتوتر والصراخ والانفعال السريع ولو لأتفه الأسباب.
ويكشف د. الحويل عن دراسة أميركية تفيد بأن "الرجل أكثر من المرأة عرضة للتقلبات المزاجية بسبب الحر، حيث يؤثر الحر في الوظائف الذهنية الخاصة به، الأمر الذي يؤدي إلى التشتت وفقدان الانتباه والتركيز وكثرة الأخطاء في العمل، وصعوبة الاستيعاب وقلة الصبر".

يضيف من هنا يأتي تفسير ازدياد الخلافات الزوجية في الصيف، حيث تتضافر كل تلك العوامل لشحن أعصاب الأزواج الجاهزين نفسياً لمثل تلك الخلافات، فالصبر معدوم، والتركيز مشتت، وتحمل الشريك مسألة صعبة في ظل الضغوط النفسية، الناتجة عن الحر وما يسببه من مشاكل غير مباشرة". ويشير إلى أن "الجو الحار ليس السبب الوحيد في إشعال الخلافات الزوجية"، حيث يجد الدكتور الحويل أن "ضغوط العمل من مشاكل التركيز وتَوتر المزاج،

من المسبّبات التي يجب تُؤخَذ بعين الاعتبار، ونحن نتحدث عن خلافات الصيف الزوجية. فالزوج، وما إن يعود إلى البيت حتى يجد نفسه عاجزاً عن كبت توتره، فيُفجّره في وجه زوجته التي تكون جاهزيتها النفسية للشجار عالية المستوى، نظراً إلى ما يفرضه وجود الأبناء في العطلة الصيفية، من متاعب جسدية تتحملها طوال الوقت، ناهيك عن الإهمال النفسي الذي يشعره الرجل في علاقته الزوجية، بسبب انشغال زوجته عنه بأمور الأبناء ومتطلباتهم، فتزداد حساسيته ويصبح على استعداد دائم للدخول في خلاف وصدام مهما كان، ليكون في جو آخر وفي ظروف أسرية أخرى.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot