خسائر كبرى في المركبات والشاحنات الروسية في الأسبوع الأول من الهجوم

الطائرات الروسية دون طيار تقلب المشهد في الحرب ضد أوكرانيا

الطائرات الروسية دون طيار تقلب المشهد في الحرب ضد أوكرانيا


عن دور الطائرات الروسية دون طيار في الحرب ضد أوكرانيا، كتب الخبير سام كراني-إيفانز في مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، إن تقييماً دقيقاً للمشهد التقني في الحرب الروسية الأوكرانية يشكل تحدياً للمراقب الأجنبي.
ونجحت الحملة الإعلامية الأوكرانية في إضفاء مفهوم غير واقعي على النزاع. وكانت المعلومات الروسية نادرة، وضبابية أو الاثنين معاً.
ومع ذلك، يمكن تقييم قدرات الطائرات الروسية دون طيار التي استخدمت في النزاع من مصادر مختلفة. وتفترض الأدلة التي جمعت بناء على الخسائر الروسية منذ بداية النزاع، أن القوات الروسية لم تدخل الحرب بقدراتها في مجال الطائرات دون طيار لدعم عملياتها العسكرية. ومع ذلك، يبدو أن روسيا تتجه الآن نحو نشر هذه الطائرات التي كان المراقبون يتوقعون إطلاقها منذ بداية الحرب.

طائرات أورويون
إن الظهور الأول الملحوظ لطائرة روسية دون طيار كان من خلال ضربة أعلنتها وزارة الدفاع الروسية في 4 مارس (آذار) الجاري بطائرة دون طيار من طراز أورويون.
وأورويون أول طائراة دون طيار، مسلحة تدخل الخدمة مع القوات الجوية الروسية، بعدما استكملت انتشارها العملياتي في سوريا بحلول 2018.
ومثلها مثل أنظمة التسلح الروسية، نفذت أورويون مهمات استطلاعية وغارات في سياق تطويرها. ورغم نجاحها الظاهر، فإن أورويون لم تدخل الخدمة إلا في يونيو (حزيران) 2020، وبأعداد محدودة.
وفيما يشير ظهور أورويون إلى تقدم تكنولوجي روسي، فإنها لم تلعب حتى الآن الدور الأساسي في جهود الحرب الروسية. وكان دور الطائرات دون طيار من طرازي أورلان-10 وإيلرون-3 أكثر أهمية، إذ وفرت معلومات استخباراتية حيوية فضلاً عن الاستطلاع التكتكي.

ثلاثة أدوار
وكانت ثمة تقارير قليلة عن دور أورلان -10 والأنواع الأخرى من الطائرات دون طيار في بداية النزاع. وتوحي الطريقة التي كان تتوزع بها الفرق الروسية وافتقارها إلى التنسيق، بأن هذه الطائرات لم تستخدم بالطريقة التي كان يفترض أن تستعمل بها.
ومع ذلك، فإن تفادي إسقاط أورلان-10 منذ الأسبوع الثالث للغزو، وحسب الفيديوهات التي تنشرها وزارة الدفاع الروسية، يشير إلى أن الوضع لم يعد كذلك. وتفيد تقارير غير مؤكدة بأن أورلان-10 تؤدي بثلاثة أدوار رئيسية، دعم القوافل البرية، ومكافحة عمليات الاستطلاع التخريبية، وتنفيذ مهمات استطلاع وقصف.
إن الدور الأول واضح إذا قارنا حجم الخسائر التي تكبدتها القوافل الروسية في بداية الهجوم. وتتحدث بعض المصادر عن خسائر كبرى في المركبات والشاحنات الروسية في الأسبوع الأول من الهجوم قبل أن تبدأ في التراجع. إن تقييم هذا التغيير، أمر صعب، لكن ربما أتاحت الحماية التي وفرتها هذه الطائرات للقوافل، للجيش الروسي خفض خسائره بتوجيه ضربات استباقية للكمائن الأوكرانية.
أما عن الدور الثاني، فإن الفيديوهات التي تنشرها وزارة الدفاع الروسية، تظهر أن القصف المدفعي ينسق بالطائرات دون طيار، خاصة أورلان-10 ، بما في ذلك استعمال القذائف الموجهة بالليزر من عيار 152 ملليمتراً من طراز 2 كي 25 كراسنوبول، وتضيء الطائرات دون طيار المواقع المستهدفة بالليزر.
وبرز الدور الثالث لهذه الطائرت بعد إلحاق خسائر بالقوات الأوكرانية. إذ أن الصور التي تلتقطها هذه الطائرات الروسية تستخدم في تنسيق الضربات الصاروخية بعيدة المدى، التي تسببت في تدمير راجمات صواريخ أوكرانية ومراكز تخزين صواريخ. إن هذه القدرات ستحسن سرعة الرد الرد الروسي ودقة استهداف القوات الأوكرانية.