الطفل العراقي لم يمت من البرد.. وسائل التواصل تقع في الفخ

الطفل العراقي لم يمت من البرد.. وسائل التواصل تقع في الفخ


تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، شريط فيديو يظهر ما قيل إنه طفل عراقي يموت بين أحضان شقيقه في الشارع من شدة البرد. وراح كثيرون يبدون تأثرهم بما حل بالطفل، وصب فريق آخر جام غضبهم على فساد الساسة في العراق الذي أفضى إلى شيوع الفقر والجوع في البلاد. لكن مهلا، هل الفيديو حقيقي؟ هل توفي الطفل أصلا؟ الحقيقة هي لا. بداية، تناقضت الروايات التي تناقلها رواد موقع التواصل، فالبعض قال إن الحادثة وقعت في البصرة والبعض الآخر قال إنها تمت في بغداد. ويظهر الفيديو المنتشر على شبكات التواصل والمرفق بموسيقى حزينة عددا من العسكريين والمدنيين الذين يتحدثون مع طفلين ملقين عن الأرض، وكانت لهجة الجنود عراقية في بعض المقاطع  غير واضحة المعالم. لكن بعد بحث بسيط، تبين أن الفيديو منتشر منذ أكثر من عام، وتحديداً في 5 ديسمبر 2019، على قناة في موقع “يوتيوب” تعود إلى صحفي يدعى “أبو الفقار الطراز”، ولم يشر الصحفي حينها لا من قريب أو بعيد إلى وفاة الطفل بسبب البرد.
وكان كل ما في الأمر أن الطفلين غالبهما النعاس في منطقة صناعية قرب مدينة البصرة، جنوبي العراق، بعد يوم شاق من العمل في منطقة صناعية يطلق عليها حمدان. ومع ذلك، قصتهما تثير الشفقة، فما الذي يجبر طفلين في مقتبل العمر على العمل في الشوارع، في بلد يطفو على بحر من النفط؟ ويروي الطراز لموقع “سكاي نيوز عربية” بعضا من تفاصيل قصة الطفلين الأخوين.