حمدان بن زايد يرفع علم الدولة في حصن الظفرة احتفالاً بيوم العلم
العالم يدفع فاتورة الحرب في أوكرانيا
اتسعت رقعة الآثار السياسية والاقتصادية على الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل أسبوعين، لتمتد آثاره إلى جميع دول العالم، في وقت يفرض فيه الواقع الجديد تحديات اقتصادية صعبة بسبب اضطراب سلاسل توريد المواد الغذائية والصناعية.
وسلطت صحف عربية صادرة أمس الجمعة، الضوء على تداعيات هذه الحرب على العالم وعلى الشرق الأوسط بشكل خاص، وأفق إيجاد مسار يفضي إلى انتهائها.
وقالت إن “الحرب الروسية الأوكرانية الغربية تسير بوتيرة متصاعدة، وتأخذ أشكالاً متعددة من المواجهة العسكرية والاقتصادية الضارية التي ترخي بظلالها السلبية على العالم». وأضافت “السيناريوهات المتشائمة عن احتمال اندلاع حرب نووية لا تبدو واقعية، وكذلك احتمال اندلاع حرب أوروبية، لأن الدول الغربية ليست في وارد اللجوء إلى هذا الخيار الكارثي، فهي تعلن أنها لن تنخرط في الحرب مباشرة، مع الإبقاء على توفير الدعم العسكري لأوكرانيا».
وتابعت أن “روسيا تقول إنها لا تريد احتلال أوكرانيا وتفضل تحقيق أهدافها في أوكرانيا عبر المفاوضات، وهذا يعني أنه لا بد من المفاوضات كسبيل وحيد للوصول إلى تسوية، طالت الحرب أم قصرت، وبالتالي فإن الجهود المبذولة من جانب العديد من الدول للوساطة، هي في نهاية المطاف التي ستؤدي إلى دينامية سياسية إيجابية تنتهي على طاولة المفاوضات، ثنائية أو متعددة الأطراف».
وقالت الصحيفة: “لا مفر في نهاية المطاف من حوار وطاولة مفاوضات، واتفاق على تسوية ممكنة، لأن كل الحروب انتهت إلى اتفاقات من خلال المفاوضات».
فاتورة الحرب
ورأى الكاتب في صحيفة “الشرق الأوسط” جبريل العبيدي، أن فاتورة الحرب في أوكرانيا تضاعفت حتى وصلت إلى الشرق الأوسط، الذي أغلبه لا يدعم الحرب ولا يشارك فيها، بل كان الحياد الصبغة السائدة في مواقفه.
وقال الكاتب: “لكن هذا الحياد لن يجعله في مأمن من أزمة تهدد الأمن الغذائي بدرجة كبيرة، وليس فقط الاقتصادي؛ فسعر رغيف الخبز والدقيق اشتعل ناراً مع ارتفاع أسعار الوقود، التي تنعكس على وسائل النقل، بما فيها نقل البضائع والسلع، وليس فقط الركاب، فروسيا وأوكرانيا من أكبر مصدّري القمح والوقود، خاصة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا».
وأضاف “العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تسببت في ضرب الزراعة الأوكرانية، ولو بقطع الطرق ومنع تنقّل المنتج من مكان لآخر وفرار الأيدي العاملة بسبب القصف، الأمر الذي تسبب في فساد المحاصيل الزراعية، وبالتالي نقص كبير في الإنتاج، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأسعار».
وتابع الكاتب “الزراعة المهملة في الشرق الأوسط مفتاح الحل مستقبلاً، للنجاة من أي موجة جوع أو مجاعة، لو اندلعت حرب عالمية ثالثة بشكلها النووي، أما شكلها الاقتصادي، فقد بدأت الحرب العالمية الثالثة اقتصادياً وسياسياً، ولا ينقصها سوى الاشتباك العسكري المباشر، وإن كان غير المباشر، عبر الدعم اللوجيستي بالعتاد والتقنية لأوكرانيا، قد بدأ بالفعل».
وقال الكاتب إن “فاتورة الحرب يبدو أن الجميع سيدفع جزءاً منها، شاء أم أبى، فالحرب التي كرهنا انطلاقها، ولم نشارك فيها ولا دعمنا طرفاً فيها، وجدنا أنفسنا ضحية لنتائجها، بشكل أو بآخر، مما يدفعنا إلى ضرورة الجدية في إيجاد بدائل محلية يمكنها مواجهة كوارث الغلاء والشح التي تتسبب فيها حروب خارج منطقتنا».
مسار الحرب
بدوره رأى الكاتب في صحيفة “النهار” فارس خشان، إن مسار الحرب الروسية على أوكرانيا، أصبح أمام محطة مهمة للغاية في حسم الاتجاهات، إمّا نحو بداية تلطيف العمليات العسكرية الهجومية، وإمّا نحو تعنيفها إلى مستويات دموية غير مسبوقة.
وقال الكاتب إن “روح المواجهة التي تميّز زيلينسكي، لم تمنعه، وهو يحصي الكوارث ويتأمّل في الحقائق، من إيجاد ثغرة ليعبر منها الى الواقعية السياسية التي تحتّم عليه تقديم تنازلات لمصلحة الحدّ من الخسائر، وهــــــذه الواقعيـة السياسية، وعلى الرغم من ورم القوة الذي يعتمل في رأسه، فرضت نفسها، أيضاً، على فلاديمير بوتين الذي واجه مقاومة أوكرانية أقوى بأضعاف من تلك التي توقّعها».
وأضاف “لقد وصل زيلينسكي الى قناعة تامة بأنّ حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مستعد أن يقاتل فلاديمير بوتين حتى آخر مواطن أوكراني، ولكنّه غير مستعد أن يخسر في مواجهته جندياً واحداً».
وتابع الكاتب “الخطوات الأوكرانية-الروسية التي تحتاج، بذاتها، الى عناية كبيرة بالتفاصيل، غير قابلة لحسم كل أوجه المشاكل الروسية-الأوكرانية، إذ إنّ موسكو ترفض انضمام كييف الى الاتحاد الأوروبي، وقد زادتها الخطوات الأوروبية “القوية” و”الصادمة” و”المفاجئة” ضدّها قناعة بذلك».
وقال الكاتب: “عليه، فإنّ الأنظار سوف تتسلّط على قرارات قمة فرساي التي سوف تدرس طلب أوكرانيا الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، بموجب إجراءات استثنائية، نظراً لاستثنائية الظرف الأوكراني نفسه، وإنه من حيث المبدأ يعرف زيلينسكي أنّ قبول طلبه قد يكون مستحيلاً، لأنّه يفتقد الى الإجماع الضروري، خصوصاً في ظل معارضة سابقة سجّلتها كل من فرنسا وهولندا، وتالياً، إذا لم يحظ بالاستثناء الواجب، فإنّ أحداً لا يضمن أن يتراجع عن طلبه كما سبق أن فعل بخصوص طلب الانضمام الى “حلف شمال الأطلسي».
ذكريات الحرب
من جانبه، قال الكاتب حسين علي حسين، إن “ما يجري الآن بين روسيا وأكرانيا يعيدني إلى حرب الخليج، التي ضخت من أجلها المليارات وأدخلت الرعب في ديار العرب، وكان السبب في تلك الحرب المجنونة، حاكم اسمه صدام حسين، بلع طعم تلك الدول».
وأضاف “ما نشاهده من آثار للحروب في أي بقعة من العالم يعطينا رسالة واضحة، أمة لا تأكل مما تزرع، ولا تلبس مما تنسج، سوف تعاني كثيراً في أزمات مثل التي نراها الآن، وأثرت وسوف تؤثر على العالم كله».
وتابع أن “من يتغطى ببعض الـــــــدول في تأمين حاجـــاته سيظل عرياناً حتى يعود إلى أحضانها».