رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن 2937 نزيلاً من المؤسسات العقابية والإصلاحية
خلال جلسة أقيمت ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2025
الفائزون بجائزة كنز الجيل 2025 يكشفون أسرار تجاربهم الإبداعية
ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، في الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر الجاري، استضاف قصر المويجعي جلسة حوارية مع الفائزين بالدورة الرابعة من جائزة كنز الجيل، سلّطت الضوء على تجاربهم الإبداعية، وإسهاماتهم في مجالات الشعر والفنون والدراسات الأدبية، وسط حضور جماهيري واسع.
واستضافت الجلسة، التي أدارتها الشاعرة والناقدة الدكتورة عائشة الشامسي الفائزين بالجائزة وهم: الروائي والباحث علي أبوالريش، الفائز في فرع الدراسات والبحوث، والشاعر الكويتي حامد زيد العازمي الفائز في فرع الإصدارات الشعرية، والشاعر العماني علي الحارثي الفائز في فرع المجاراة الشعرية، والفنانة المصرية نجاة فاروق سليمان الفائزة بفرع الفنون، والشاعر الإماراتي محمد راشد الشامسي الذي حاز لقب " الشخصية الإبداعية " تقديرا لثراء إنتاجه الشعري، وعطائه المتميز منذ سبعينيات القرن الماضي. وفي بداية الجلسة، تناول الكاتب والباحث الإماراتي علي أبوالريش رؤية المغفور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في التعامل مع الشعر، مشيراً إلى أن الشيخ زايد لم ينظر إلى الشعر ككتابة عادية بل كضرورة وجودية، إذ استطاع منذ البداية بناء قصيدة بالحب، وصنع من الحب وطناً. وأكد أن هذا المزيج جعل من الأب المؤسس إنساناً وشاعراً في آن واحد، بحيث لا يمكن الفصل بين زايد والحب، مشيراً إلى أنه جعل من الحب نخلة، وطائراً يحلق بحريّة، وأوجد من الحب إنساناً يمتلك إرادته.
وأضاف أبوالريش أن عدم الاختيار يعني عدم الوجود، ومن هذا المنطلق يمكن فهم أثر دولة الإمارات، التي على الرغم من مساحتها الجغرافية المحدودة، إلا أن تأثيرها كبير لأنها قامت على الحب، ما مكن الشيخ زايد من صناعة وطن متكامل، يجمع بين الفلسفة والشعر، فكلاهما يقوم على التأمل والإبداع والمفردة التي تتلاحم مع الإنسان والوجود. وأشار إلى أن قصائد الشيخ زايد أو مشاكاته تظهر التزامه بالمساواة بين البشر، إذ كانت نصوصه تتميز بالحب والمودة. وأكد أن الدراسات السابقة حول شعر الشيخ زايد، على الرغم من أهميتها، تظل مختزلة، داعياً إلى إنشاء "أكاديمية الشيخ زايد للشعر الشعبي" لدراسة شخصيته الفكرية والسياسية والثقافية، بوصفه شخصية شاملة لا يمكن حصرها في الشعر فقط. من جانبه، استعرض الشاعر الكويتي حامد زيد الفكر السائد قبل إصدار ديوانه الأول في العام 2000، مشيراً إلى أن الشعراء كانوا يرون الديوان "مقبرة الشاعر"، إذ اعتقدوا أن إصدار الديوان يعني توقف الشاعر عن الكتابة، لأن الديوان يحفظ كل موروثه الشعري. لكنه أكد أنه أصدر ديوانه الأول وهو في ذروة عطائه. وأضاف أن أحد الصحفيين أشار إلى أن وضع عبارة "الديوان الأول" على الغلاف كان إشارة ضمنية لاستمراره، وهو ما تحقق بالفعل مع صدور دواوينه اللاحقة.
وأشار حامد إلى أن الديوان الخامس، الذي فاز بالجائزة، يعد الأكثر نضجاً من بين دواوينه السابقة، إذ شهد تنوعاً في أنواع الشعر بين المدح، والوطنيات، والعاطفي، والغزلي، بالإضافة إلى قصائد إنسانية كتبها لمواقف محددة لدعم بعض الأشخاص، مؤكداً أنه استأذن أصحاب القصائد الخاصة قبل نشرها في الديوان، ما أكسبه ثراءً أكبر في التنوع الشعري مقارنة بدواوينه السابقة.
أما الكاتب العماني علي الحارثي، فأوضح أهمية تقييم المجاورة الشعورية عند دراسة نصوص شخصية مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً إلى أنه يجب النظر إلى ما وراء الكلمات والوزن والقافية، والبحث عن الرؤية التي يقدمها النص. وأضاف أن المجاورة الشعورية تجعل القارئ يشعر كأنه تلميذ أمام مدرسه، إذ يجب الاستماع والفهم قبل الكتابة أو التفسير. وتناول الحارثي ثلاثة ملامح رئيسة في قصيدة الشيخ زايد "لي سرت م العين سرايه"، الأولى حضور شخصية الشيخ زايد الإنسان وليس الحاكم، إذ يقدم النص بلغة الإنسان العادي لفتح نافذة تواصل صادقة مع المتلقي. والملمح الثاني اعتماده على اللفظ البسيط والمعنى العميق، ما يمكنه من تقديم الحكمة والنصيحة ككنز للأجيال القادمة. أما الملمح الثالث فاحتفاؤه بإبداع الآخرين داخل النص، ما يخلق مساحة مشتركة للامتداد الإبداعي، ويتيح للقراء المشاركة في الشعور الشعري. وتحدثت الفنانة التشكيلية المصرية نجاة سليمان، عن لوحتها الفنية المستمدة من قصيدة الشيخ زايد "لي سرت م العين سرايه". وأوضحت أنها شاركت في المسابقة أربع مرات، وقد تحقق لها النجاح هذه المرة، معتبرة أن حصولها على الجائزة يمثل تقديراً لمسيرتها الفنية، ويحفزها على الاستمرار في تقديم أعمال تسهم في إثراء المشهد الثقافي والفني. وأشارت إلى أن القصيدة عذبة وتسمح بالخيال الواسع، ما يمنحها كفنانة تشكيلية إمكانية أخذ المفردات اللغوية وتحويلها إلى مفردات بصرية، مؤكدة حبها للتراث وسعيها الدائم لاختيار قصائد تحفزها على الرسم. وأضافت أن الجائزة تمثل اعترافاً بالجهود المستمرة للفنانين في مجالاتهم، وتشكل مصدر فخر وتشجيع لها.
من جهته، أعرب الشاعر الإماراتي محمد راشد الشامسي عن اعتزازه بتكريمه بجائزة "الشخصية الإبداعية"، مشيراً إلى أن هذا التكريم يمثل تقديراً لمسيرته الشعرية الطويلة وعطائه المستمر. وأكد أن تجربته الشعرية كانت متأثرة برؤية الشيخ زايد إذ شكلت قيم الحب والوطن والإنسانية محوراً أساسياً في أعماله، مضيفاً أن الجائزة تحفزه على الاستمرار في تقديم نصوص شعرية تعكس تراث الدولة الثقافي.