خلال جلسة افتراضية عقدت على هامش حفل إعلان الفائز بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة اللاجئين
القلب الكبير تستعرض تجارب ثلاث منظمات تعمل في مساعدة اللاجئين حول العالم
نظمت مؤسسة القلب الكبير، المؤسسة المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، مؤخراً، جلسة نقاش افتراضية بعنوان "تطوير استراتيجية مرنة وقابلة للتكييف للاستجابة للأزمات"، بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وجاءت الجلسة على هامش حفل الإعلان عن الفائز في الدورة الخامسة من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، الذي عقد يوم الأحد 20 يونيو الجاري، ونالت فيه منظمة "ريفيوشي" في كينيا الجائزة لهذا العام.
وتحدثت خلال الجلسة مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير، وممثلات عن المؤسسات التي حصلت على المنحة الاستثنائية التي قدمتها القلب الكبير بتمويل مشترك مع مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة وبلغ قدرها 1.1 مليون درهم إماراتي (300 ألف دولار)، وهن كل من: آن سويني الشريك المؤسس لمنظمة "ريفيوشي"، وأروى ديمون، مؤسِسة "الشبكة الدولية للإعانة والإغاثة والمساعدة" (إنارا)، وتابان شوريش، مؤسِسة منظمة "زهرة اللوتس".
واستهلت الجلسة مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير، بكلمة قالت فيها: "تماشياً مع جهودنا المتواصلة من أجل حماية حقوق المرأة وتعزيز مشاركتها في عملية صنع القرار، قدّمنا منحة خاصة بقيمة 1.1 مليون درهم، جاءت بتمويل مشترك مع مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة خلال دورة هذا العام من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، وذلك تكريماً للجهود التي بذلتها كل من مؤسسة "ريفيوشي" و"الشبكة الدولية للإعانة والإغاثة والمساعدة" (إنارا) و"زهرة اللوتس"، والتي ستتقاسم المنحة بالتساوي فيما بينها، حيث ستستثمرها في إنشاء مشاريع لدعم الفتيات والسيدات في مختلف المجالات الحياتية، ويسرنا أن نعمل بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومؤسسة نماء لتحقيق هذه الأهداف، الأمر الذي يعكس التزامنا بالاستفادة مما نملكه من موارد وإمكانات لتوفير حياة أفضل للجميع".
وأضافت: "تبحث مؤسسة القلب الكبير بشكل متواصل عن المشاريع التي تهدف إلى تمكين السيدات والفتيات وكافة أفراد المجتمع، وقد حققت هؤلاء السيدات اليوم إنجازاً رائعاً ليس فقط في مجال العمل الإنساني بل أيضاً على الصعيد المهني، ونحن من خلال جائزة الشارقة الدوليّة لمناصرة ودعم اللاجئين، نسعى إلى الاحتفاء بالمنظمات التي تمكنت من تقديم الدعم للاجئين وأحدثت فرقاً إيجابياً حقيقياً في حياتهم".
دمج المرأة في المجتمع
وحول نشاط منظمة "ريفيوشي" في كينيا، قالت آن سويني الشريك المؤسس للمنظمة: "نحن المنظمة الوحيدة في كينيا التي تقدم خدمات متكاملة للاجئات من الفتيات غير المصحوبات من ذويهنّ والسيدات وأطفالهنّ في المناطق الحضرية حصراً، ويشمل ذلك توفير منازل آمنة لهنّ في نيروبي، وتقديم برنامج خاص لتمكين الفتيات من خلال الدورات التعليمية المكثفة والجلسات التدريبية لتعليمهنّ المهارات الحياتية، إلى جانب برامج تكنولوجيا المعلومات، وعدد من المبادرات حول سبل تعزيز الدخل وتحسين الحياة المعيشية."
وأضافت: "اليوم نقدم خدماتنا لحوالي 3,500 سيدة وفتاة، كما نجحنا في الوصول إلى أكثر من 30 ألف سيدة لاجئة وتمكنا من مساعدتهنّ على الاندماج من جديد في مجتمعاتهنّ".
من الإعلام إلى العمل الإنساني
خلال تغطيتها لمنطقة الشرق الأوسط كمراسلة دولية لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، شهدت أروى ديمون، مؤسسة "الشبكة الدولية للإعانة والإغاثة والمساعدة" (إنارا) النقص الحاد في خدمات الرعاية الصحية والطبية المقدمة للأطفال المصابين والجرحى في مناطق الحروب، وشعرت بأن عليها واجباً إنسانياً تجاههم، وأكدت أن إطلاقها للمؤسسة جاء بسبب مشاهدتها للأطفال الذين هم بأمسّ الحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية ولا يستطيعون الوصول إليها، بالإضافة إلى إيمانها الراسخ بواجبها الأخلاقي تجاههم، حيث لم يكن واجبها الصحفي وحده كافياً.
وقالت: "لطالما كنتُ شاهدة عيان على حاجة الأطفال الماسة للرعاية الطبية في القرى والبلدان التي زرتها خلال مهماتي الصحفية في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا تركز مؤسسة (إنارا) على توفير المساعدات الطبية في المناطق التي لا يمكن للمنظمات الأخرى الوصول إليها، لعلاج الأطفال المصابين بسبب الحرب وضمان تقديم الرعاية الصحيّة التي يحتاجونها لحماية مستقبلهم".
نقطة التحول
تابان شوريش، مؤسِسة منظمة "زهرة اللوتس"، ناجية من الإبادة الجماعية في العراق، لجأت مع عائلتها إلى المملكة المتحدة قبل ست سنوات، وكانت تعمل في إحدى شركات إدارة الأصول عندما اندلعت الأزمة الإنسانية في منطقة كردستان شمال العراق، وكانت تلك نقطة التحول في مسيرة حياتها حيث بدأت عندئذٍ بالعمل في إحدى المؤسسات الخيرية المعنية بدعم النازحين في تلك المنطقة.
حول تجربتها قالت شوريش: "منذ ذلك الحين، تغيرت حياتي بالكامل، فقد أمضيت مع المؤسسة 15 شهراً، قمت خلالها بمختلف الأعمال في الخطوط الأمامية بما في ذلك بناء المخيمات والمدارس وتوزيع المساعدات، وعندما عدت لم أستطع التأقلم مع ظروف العمل الاعتيادية".
عندما قررت شوريش تأسيس منظمة "زهرة اللوتس" من منزلها في العاصمة البريطانية لندن، لم تكن لديها أي فكرة عن آلية تقديم المساعدة للاجئات، فبادرت إلى سؤالهنّ عن احتياجاتهنّ بشكل مباشر، وحول هذه الخطوة قالت: "جميع السيدات اللواتي قابلتهنّ تعرضن لصدمات شديدة بسبب السجن أو الاعتداء، كما شهدن قتل أفراد عائلاتهنّ أمام أعينهنّ، والكثير منهنّ حوامل ولا عائل لهنّ، وكلّ ما أردنه هو مساعدتهنّ على بناء حياتهنّ من جديد والعيش بكرامة".
وإلى جانب إنشاء ملاجئ آمنة للسيدات في أربع مخيمات للاجئين في منطقة كردستان ومحافظة دهوك، كوّنت شوريش فريقاً لتعليم اللاجئات العديد من المهارات الحياتية مثل الخياطة والخبز والتغليف، وتملك "زهرة اللوتس" اليوم ثلاثة مراكز تتوزع في أنحاء كردستان.