مجلس شباب الإمارات للعمل الإنساني يناقش تعزيز دور الشباب في العمل الإنساني التطوعي
اللبان العُماني.. كنز وطني يثري ثقافة السلطنة
في صحراء جنوب سلطنة عمان، تقف شجرة اللبان شامخة لتقدم مادة عطرية كانت تقدر ذات يوم بما هو أغلى من الذهب. وعلى مدى قرون تنتج أشجار وادي دوكة القديمة في محافظة ظفار مادة اللبان الثمينة لتغذي طرق التجارة التي تجاوزت شبه الجزيرة العربية. ولا يزال اللبان يشكل إلى الآن جانبا مهما من الثقافة العُمانية ويعد تقليدا حيا يستخدم في الطقوس الدينية والبخور والعطور. وقال محمد فرج خميس إسطنبولي رئيس العمال في محمية وادي دوكة "هذه الأشجار قديمة جدا وتتراوح ما بين الخمسة آلاف سنة ما قبل الميلاد، وكان الأشوريون والرومان من أهم مراكز تجارتهم مع الأشوريين والكنعانيين يتسابقون مع سفن الفراعنة إلى سلطنة عُمان وخاصة جنوبها، في محافظة ظفار ما فيه شك، وكما تعلم إنه كان في قديم الزمان ياخذوا هذا اللبان والذي أطلقوا عليه اسم اللبان المقدس ويستخدموه في أفراحهم وأتراحهم وجنائز الحكام والملوك في هذاك الوقت". ومع بدء موسم الحصاد في يونيو حزيران، يُجمع اللبان من خلال عدة شقوق في جذع الشجرة ثم يُترك لفترة حتى يتصلب ويتشكل. وأردف إسطنبولي قائلا "كيفية استخراج اللبان لما نبدأ من شهر ستة، طبعا الضربة الأولى بنسميها التوقيع لأن بتكون الشجرة هذي متوقفة صار لها فترة ثلاثة أشهر، فأول ضربة بنسميها التوقيع ونتركها لمدة 21 يوما ويستخرج منها اللبان، الضربة الثانية اللي بنطلع منها الإنتاج فهي بتكون السعفة الأولى، وكذلك يتم السعفات على بُعد كل مرحلة 21 يوما، خلال الـ 21 يوما اللبان يبدأ يتشكل شيئا فشيئا إلى أن يوصل لمرحلة التكوين، وعندما نراه صلبا بشكل ما يبدأ عملية الاستخراج". وفي سوق الحافة المزدحم، يعرض الباعة بكل فخر أجود ما لديهم من اللبان. وذكر عوض سعيد عبده، وهو صاحب محل للبخور واللبان، بينما يتزاحم زوار متجره لشراء هذا الكنز الوطني بعناية "الإقبال كتير عالي من دول مجلس التعاون ومن أوروبا ومن جميع العالم، لبان صلالة أفخر لبان في العالم كله والناس تيجي تشتري، له ريحه وله كل شي".