المجمّع الثقافي يفتتح معرضين فنيين
افتتح المجمّع الثقافي، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، معرضين فنيين جديدين، بعنوان "محمد أحمد إبراهيم: غيمتان في سماء الليل" و"ما بعد" يحتفيان بالأصوات الريادية في الفن، بالإضافة الى استكشافات معاصرة جديدة، وتُقام فعالياتهما من 9 أكتوبر الجاري حتى 22 فبراير 2026.
ويُعد معرض "غيمتان في سماء الليل" المعرض الفردي للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم، الذي يشتهر بتجربته الفنية التي تتسم بالتأمل الفلسفي والتجريب العملي، والمتجذّرة في مشهديات وجماليات المكان في مدينته خورفكّان، حيث طوّر في ثمانينيات القرن الماضي أشكاله "الرموز" المميزة، وهي أشكال تجريدية جسّدت جماليات النقوش الصخرية القديمة والتشكلات الحجرية المنحوتة في الجبال القريبة، رابطاً بفنه بين الإيماءة الحدسية والتاريخ البصري للتضاريس الطبيعية.
ويستمد المعرض عنوانه من سلسلة أعمال حديثة للفنان محمد أحمد إبراهيم استلهم فيها أشكال الغيوم، التي تتنقّل بين مشاهد من مسقط رأسه ورحلاته، وتكشف هذه الأعمال عن حس شعري يربط بين الذاكرة والبيئة والتجريد.
وفي قلب بهو المجمّع الثقافي، تتوسط مجموعة من منحوتات إبراهيم المصنوعة من الورق المعجن، على منصات مختلفة، لتستحضر مشهدًا طبيعيًا شكّلته الذاكرة، مشهداً تتكون عناصره من حديقة، وأطلال، وحلم، ويُقسّم المعرض إلى أربعة أقسام ترصد علاقة إبراهيم الوثيقة والمستمرّة مع العالم الطبيعي واللاواعي تشمل، "على سفر"، "إبقاء البصري"، "عابرو الأشكال"، و"حيث تتحول الأرض لمساحة للّعب".
وتشمل الأعمال المعروضة، سلسلته الأخيرة حول الحشرات والغيوم، ولوحات أحادية اللون بالأبيض والأسود تختزل الشكل في إيقاع بصري، إلى جانب مختارات من سلسلة "الرجل الجالس" (2010 – 2015)، إضافة إلى العمل الذي يُعرض للمرة الأولى "المرأة الجالسة الوحيدة" (2010)، وتعود أعماله الرائدة في فن الأرض إلى الواجهة من خلال أعمال أرشيفية مثل "أشجار مُقَمَّشة" (1996) و"دوائر خورفكان" (2004).
كما يقدّم المعرض عمل "الزمن | المكان | الفراغ" (2025)، وهو عمل مكلّف من المجمّع الثقافي، يدعو الزوار إلى استكشاف الأبعاد الزمنية والبيئية والوجودية في ممارسة إبراهيم الفنية، وذلك من خلال تجسيد معماري لرسوماته الخطّية.
وفي القسم الختامي من المعرض "حيث تتحول الأرض لمساحة للعب"، يُقدم المجمّع الثقافي عملًا فنيًا تفاعليًا جديدًا بتكليف خاص بعنوان "مسموح اللمس" (2025)، وهو أول عمل للفنان إبراهيم يُصمم خصيصًا للتفاعل الحسّي. وفي مساحة مفتوحة في منطقة الحصن يُمكن للزوار مشاهدة العمل الفني "واحة العين"(2023)، بتكليف من فن أبوظبي، تكريمًا للطبيعة والمناظر الخلابة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبالتوازي مع ذلك، يُقام معرض "وما بعد" بتقييم من منصة دروازة التجريبية للفنون، ويضم أعمال مجموعة من الفنانين هم، رزانالصرّاف، إيمان شقاق، سلمى المنصوري، عمر القرق، عبدالله بوحجّي، ليلى شيرازي، موزة الفلاسي، زارا محمود، يوسف عبدالسيد – ذافلوريست فروم نوثينغنِس، محمد كاظم، عمّار العطار، أيمن زيداني، ريم المبارك، مريم الخوري، وجواد المالحِي. ويتناول معرض "وما بعد" عنصر الهواء وحالاته المختلفة من منظورالمصطلحات العربية، مستكشفاً مفاهيم سكون (الهدوء والتوقف)، وهواء(النسيم اليومي الرقيق)، ونسيم (الريح الخفيفة)، ورياح.
ويقرّب المعرض الزوار من طبيعتهم المحيطة وتحولاتها التدريجية، ويدعوهم إلى اختبار كيف تتغير حركة الهواء مع كل حالة. ومع حلول الأشهر الأكثراعتدالاً في المنطقة، يسود شعور بالسكينة ينسجم مع استكشاف المعرض للتغيرات الطفيفة في الطقس وكيفية تأثيرها في إعادة تشكيل البيئة من حول الإنسان وإدراكاته، أما التحولات بين السكون والهواء فتعكس لحظات معلّقة كالتوقف بين الشهيق والزفير، أو السكون الذي يسبق بزوغ الفجر مباشرة.