قال محافظ البنك المركزي التونسي أمس إن عجز ميزان المعاملات الجارية لتونس تقلص مقارنة به قبل عام، مشيرا إلى زيادة في إيرادات السياحة وتنامي قوة الدينار.وقال مروان العباسي في تصريحات برلمانية بثها التلفزيون إن العجز تقلص إلى 8.8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام الأخير مقارنة مع أكثر من 11 بالمئة في الاثني عشر شهرا السابقة.
وقال العباسي “نمو إيرادات السياحة بنحو 35 بالمئة في 2019 ساهم في تقلص العجز الجاري وتحسن العملة.»

وقال إن الدينار ارتفع بين ثمانية وتسعة بالمئة أمام كل من الدولار الأمريكي واليورو في الأشهر الستة الأخيرة بعد أعوام من الهبوط وصل إلى حدود 20 بالمئة.وقال “صندوق النقد كان يؤيد انزلاق الدينار لدعم الصادرات لكن رؤيتنا كانت مختلفة ونرى أن هبوط الدينار سيرفع التضخم،” مضيفا أن تحسن سعر صرف الدينار “سيكون له وقع جيد على العجز التجاري.»

وقال محافظ المركزي إن احتياطيات تونس من النقد الأجنبي زادت بشكل كبير لتبلغ 19 مليار دينار (6.72 مليار دولار) حاليا، وهو ما يغطي واردات 112 يوما، وذلك بالمقارنة مع 14 مليار دينار قبل عام.

لكنه أضاف أن تراجع إنتاج الفوسفات، أحد أعمدة الاقتصاد التونسي لفترة طويلة، كلف البلاد 6.7 مليار دولار على مدى الأعوام الستة الأخيرة.يتراجع إنتاج الفوسفات منذ ثورة 2011 متأثرا بالعديد من إضرابات العمال وإغلاقات الطرق من قبل مواطنين يطالبون بالوظائف.تواجه تونس مشكلات اقتصادية ملحة بعد تراجع نسبي في الأعوام التسعة التالية للإطاحة بنظام زين العابدين بن علي الذي توفي بمنفاه في سبتمبر أيلول.
وتتجاوز البطالة 15 بالمئة على مستوى البلاد و30 بالمئة في بعض المدن، بينما التضخم مرتفع، وواجهت الحكومات المتعاقبة صعوبات لكبح العجز المالي والسيطرة على الدين العام.