الملياردير راي دالي: أمريكا بانتظار ما هو أسوأ من الركود
أعرب المستثمر الملياردير، راي داليو، عن قلقه من أن تشهد الولايات المتحدة «ما هو أسوأ من الركود» نتيجة السياسات التجارية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وذلك بعد أسبوع مضطرب في أسواق الأسهم بعد سياسات تشمل زيادة الرسوم الجمركية على الصين بنسبة 145%.
وفي حديثه لبرنامج «ميت ذا برس» على قناة «إن بي سي» يوم الأحد، قال مدير صندوق التحوط: «أعتقد أننا الآن في مرحلة اتخاذ قرار، ونقترب جدا من الركود. وأنا قلق من حدوث ما هو أسوأ من الركود إذا لم يُدر هذا الأمر جيدا».
وأضاف «الركود هو ربعان سلبيان من الناتج المحلي الإجمالي، وما إذا كان سيصل إلى هذا الحد. لدينا دائما هذه الأمور. لدينا شيء أكثر عمقا بكثير. لدينا انهيار في النظام النقدي. سنغير النظام النقدي لأننا لا نستطيع إنفاق المبالغ المالية».
وجاءت تعليقات داليو ردا على أسبوع مضطرب شهدته أسواق الأسهم العالمية عقب سياسات الرئيس الأمريكي المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتي شملت زيادة الرسوم الجمركية على الصين بنسبة 145%. وقال الملياردير أيضا إن هناك «تغييرات جذرية في نظامنا المحلي... والنظام العالمي»، مقارنا الأوقات الحالية بثلاثينيات القرن الماضي.
وأضاف «لقد درستُ التاريخ، وهذا يتكرر مرارا. لذا، إذا نظرنا إلى الرسوم الجمركية، وإذا نظرنا إلى الديون، وإذا نظرنا إلى القوة الصاعدة التي تتحدى القوة القائمة، وإذا نظرنا إلى هذه العوامل ودققنا النظر فيها، فإن هذه التغييرات في الأنظمة واللوائح مُدمرة للغاية». وتابع «إن كيفية التعامل مع هذا الوضع قد تُؤدي إلى ما هو أسوأ بكثير من الركود. أو يُمكن التعامل معه بشكل جيد».
داليو، الذي تنبأ بشكل صحيح بالركود الاقتصادي عام 2008، قال أيضا إن الوضع الاقتصادي الحالي للولايات المتحدة يمر بمرحلة حرجة. وأضاف «لنأخذ الميزانية كمثال. إذا أمكن خفض عجز الميزانية إلى 3 %من الناتج المحلي الإجمالي، فسيكون حوالي 7% إذا لم تتغير الأمور. إذا أمكن خفضه إلى حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وأُديرت هذه العجوزات التجارية وما شابهها بالطريقة الصحيحة، فسيكون من الممكن إدارة كل هذا بشكل جيد للغاية». وحثّ أعضاء الكونغرس على الالتزام بما أسماه «تعهد الـ3%»، مضيفا أنه إذا لم يفعلوا ذلك، فستكون هناك مشكلة في العرض والطلب على الديون، وستكون نتائجها «أسوأ من أي ركود اقتصادي عادي». ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن رسوم ترامب الجمركية تُفاقم «التحديات المعقدة» التي يواجهها العالم، قال داليو إن هناك ضرورة حقيقية لبناء قطاع التصنيع وزيادة فرص العمل في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ومع ذلك، أضاف أن كيفية تحقيق ذلك، «سواء كان ذلك بطريقة عملية، أو بطريقة مستقرة»، أو بطريقة «مفاوضات عالية الجودة» مقابل «طريقة فوضوية ومُزعزعة... تُحدث فرقا كبيرا في العالم». وعلى الرغم من تجميد ترامب للرسوم الجمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية باستثناء الواردات الصينية لمدة 90 يوما، فقد حذّر خبراء ماليون من أن «الضرر قد وقع»، لا سيما فيما يتعلق بما يُطلق عليه الكثيرون «التراجع السريع عن الدولرة».