مفوضة الاتحاد الأوروبي: الإمارات شريك إستراتيجي يدعم جهودنا لتعزيز الاستقرار والازدهار
المنتدى الإماراتي الروسي للأعمال يختتم بعدد من الاتفاقيات لتعزز التعاون خلال السنوات المقبلة
تجاوز عدد الشركات الروسية المسجلة في الإمارات 13500 شركة، فيما تم إصدار ما يقرب من 2000 رخصة جديدة خلال العام الحالي وحده وفق ما ذكره عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد والسياحة الإماراتي في كلمته خلال فعاليات المنتدى الإماراتي الروسي الأول للأعمال الذي اختتم أعماله أمس الأول في دبي.
وعُقِد منتدى الأعمال الإماراتي الروسي ضمن فعاليات الاجتماع الثاني عشر للجنة الحكومية الروسية الإماراتية المشتركة المعنية بالتعاون التجاري والاقتصادي والتقني الذي أُقيم في دبي.
ومن المقرّر أن يصبح منتدى الأعمال الإماراتي الروسي حدثًا سنويًا، على أن تُقام دورته المقبلة في موسكو عام 2026.
وتولى مجلسُ الأعمال الإماراتي الروسي، بالتعاون مع مؤسسة روسكونغرس وبدعم من وزارة الصناعة والتجارة الروسية ومجموعة ماراثون للاستثمار، تنظيمَ المنتدى الذي جمع أكثر من 500 مشارك، من بينهم رؤساء كبرى الشركات وصناديق الاستثمار في روسيا والإمارات، إلى جانب ممثلي الوزارات المعنية في كلا البلدين وشركات التكنولوجيا الناشئة.
وشهد المنتدى توقيع عدة اتفاقيات من شأنها الإسهام في رسم ملامح التعاون بين رواد الأعمال الروس والإماراتيين خلال السنوات المقبلة.
ومن ضمن هذه الاتفاقيات مذكرة تعاون تم توقيعها بين مجلس الأعمال الإماراتي الروسي ومنطقة رأس الخيمة الاقتصادية، بهدف تعزيز التجارة الثنائية وتدفقات إعادة التصدير من خلال التعاون اللوجستي واستخدام منطقة رأس الخيمة الاقتصادية كنقطة انطلاق للشركات الروسية لدخول السوق الإماراتي وأسواق الدول الأخرى.
كما وقّع مجلس الأعمال الإماراتي الروسي اتفاقية شراكة مع شركة غازبروم-ميديا القابضة، بهدف تعزيز المحتوى الإعلامي والمشاريع التعليمية والمبادرات التجارية الروسية في سوق الإمارات.
وتم أيضاً توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الأعمال الإماراتي الروسي ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار لوضع إطار للتعاون المشترك في مجالات الابتكار والتنمية المستدامة، بما يشمل إطلاق مسار ابتكار مخصص بين الإمارات وروسيا.
وكان الحدث الأبرز في المنتدى هو الجلسة العامة التي كانت بعنوان «بنية النمو طويل المدى: فرص جديدة لكلا البلدين»، والتي أدارها ألكسندر فينوكوروف، رئيس مجلس الأعمال الإماراتي الروسي.
وشملت الجلسةُ العامة مشاركةَ كلٍّ من معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة ، وأنطون عليخانوف، وزير الصناعة والتجارة الروسي، ومنصور الملا، نائب الرئيس التنفيذي للصندوق الاستثماري التابع لشركة أبوظبي التنموية القابضة، ورستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان، وسلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، وفيتالي سيرجيشوك، عضو مجلس إدارة بنك «في تي بي»، وألكسندر زاروف، الرئيس التنفيذي لمجموعة «غازبروم-ميديا» القابضة.
وقال عبد الله بن طوق المري، إن الشراكة بين الإمارات وروسيا تقوم على الانفتاح والاحترام المتبادل، مع الالتزام المستمر بالتعاون الاقتصادي العملي والمثمر، وخلال السنوات القليلة الماضية، توسعت هذه الشراكة من حيث العمق والحجم، مؤكدةً قدرتها على الصمود حتى خلال فترات التوترات العالمية، ولا تزال حكومتا البلدين والقطاع الخاص يواصلون استكشاف فرص جديدة لتعزيز التعاون المشترك.
وأضاف: ولا ريب أن القدرات الصناعية الروسية وخبرتها العلمية، وسوقها الواسع، تُعزّز وتُكمّل مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي لرأس المال والخدمات اللوجستية وريادة الأعمال، وفي الوقت نفسه، تقدم الإمارات مزايا واضحة للشركات الروسية التي تسعى إلى التوسع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وقال معاليه، إن المشاركة الواسعة من جانب مجتمع الأعمال تعكس الأهمية المتزايدة لهذه الشراكة مشيرا إلى أن علاقات البلدين أثبتت قدرتها على الصمود وتوسعت خلال السنوات الماضية، حيث واصل الجانبان استكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والابتكار.
وأوضح أن هذا الزخم الإيجابي يظهر بوضوح في الأرقام، إذ يتجاوز عدد الشركات الروسية المسجلة في الإمارات 13500 شركة، فيما تم إصدار ما يقرب من 2000 رخصة جديدة خلال العام الجاري وحده.
وخلال الجلسة الحوارية أشار معاليه إلى نمو الناتج المحلي غير النفطي ارتفع من نحو 69% من اجمالي الاقتصاد قبل نحو 5 سنوات ليصل إلى 77.8% اليوم مع التطلع للوصول إلى 80% خلال عامين.
من جانبه قال أنطون عليخانوف، وزير الصناعة والتجارة الروسي: نشارك اليوم في حوار نشط مع شركائنا في دولة الإمارات على مختلف المستويات، بهدف تحديد ودعم إقامة مشاريع جديدة تحقق المنفعة المتبادلة، وذلك في قطاعات مثل الطيران المدني وبناء السفن ومعدات النفط والغاز وصناعة الفضاء والتقنيات الرقمية، وفي إطار هذا التعاون، نركز على المشاريع ذات الرؤية طويلة المدى والتي تعتمد على التعاون الصناعي والشراكة التكنولوجية.
وأكد أن العلاقات بين روسيا ودولة الإمارات تواصل تطورها بوتيرة ديناميكية، مشيراً إلى أن الإمارات تُعد من أبرز الشركاء التجاريين لبلاده في منطقة الشرق الأوسط، وأن الشراكة بين الجانبين تحمل طابعاً استراتيجياً يعكس الثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين.
وأشار إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة، خاصة بعد توقيع اتفاق الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي في يونيو الماضي.
وأوضح أن الاتفاق الجديد سيسهم في خفض الرسوم الجمركية المتبادلة على معظم السلع المتداولة بين الجانبين، ما سيُتيح تطوير تدفقات التجارة، ويخفّض الحواجز أمام صادرات الزراعة والمواد الغذائية والمنتجات المعدنية والهندسية.ودعا الشركاء الإماراتيين إلى المشاركة في البرامج الصناعية والتكنولوجية الجديدة، مؤكداً استعداد روسيا لتبادل الخبرات والمعرفة، سواء في المشروعات الثنائية أو في الفرص المشتركة الموجهة إلى أسواق الدول الثالثة.
من جهته قال فيتالي سيرجيشوك، عضو مجلس إدارة بنك «في تي بي»، إن روسيا أثبتت قدرتها على الصمود في مواجهة التحديات، مشيراً إلى أن الاقتصاد الروسي حافظ على قوته وإلى أن الإصلاحات الاقتصادية ساهمت في تعزيز استقرار السوق المحلي، وتقوية العملة الروسية، وخفض معدلات التضخم، والحفاظ على مستويات منخفضة للبطالة.
وأكد أن هذه الإجراءات عززت القدرة التنافسية للأسواق المالية الروسية وجعلتها أكثر جاذبية للمستثمرين، مشيراً إلى أهمية استمرار التعاون الدولي لدعم الاستقرار والنمو الاقتصادي المستدام في البلاد.
وأفاد سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، أن التجارة العالمية تواجه اليوم العديد من التحديات والانقطاعات، مؤكداً أن التجارب الأخيرة مثل جائحة كوفيد-19 وأزمة توقف السفينة في قناة السويس أثبتت أهمية بناء سلاسل إمداد مرنة وقوية.
وأضاف أن التجارة تشبه المياه، إذ تجد طريقها دائماً مهما واجهت من عقبات مشيرا إلى أن الإمارات ، وخصوصاً مدينتا أبوظبي ودبي، تتمتعان بأعلى مستويات الاتصال والخدمات اللوجستية في العالم، بما في ذلك توافر رحلات جوية متعددة يوميا تربط بينهما وبين بقية العالم، إلى جانب وجود أفضل المرافق الفندقية والخدمات الداعمة للتجارة.
وأضاف أن الموقع الاستراتيجي لدبي وأبوظبي يتيح الوصول إلى أسواق كبيرة مثل إفريقيا والهند والصين، مما يجعل الإمارات مركزاً حيوياً للتجارة الإقليمية والعالمية.
وأكد أن قدرة الموانئ الإماراتية، بما في ذلك استخدام موانئ بديلة في حالات الانقطاع مثل ميناء كراتشي، يضمن استمرار تدفق البضائع دون تأخير، مشدداً على أن هذا التنوع في وسائل النقل المتعددة يلعب دوراً حاسماً في تعزيز مرونة سلاسل الإمداد.
من جانبه أوضح رستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان، أن تتارستان تعد من أكثر المناطق الصناعية تقدماً في روسيا، وتتمتع بمراكز قوية في مجالات الكيمياء، والهندسة الميكانيكية، وصناعة السيارات، والبيئة، والتعليم، مضيفًا أن هذه القطاعات تتوافق مع فرص التعاون مع شركاء دوليين.
وأشار إلى أن الجمهورية تعمل على تطوير البنية التحتية الصناعية والمنصات الاقتصادية، مؤكداً أهمية تعزيز التبادل التكنولوجي والاستثمار في المشاريع المشتركة مع شركاء دولة الإمارات.
وأكد منصور الملا، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة ADQ، أن دولة الإمارات تتمتع بإمكانات كبيرة في مجالات البنية التحتية وسلاسل الإمداد الحيوية، الأمر الذي يشكل أساساً طبيعياً للاستثمار والتعاون مع الاقتصاد الروسي.
وأكد ألكسندر جاروف، الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم-ميديا هولدينغ، أن الشركة تسعى لتعزيز التعاون الإعلامي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى الاهتمام المشترك في تطوير قطاع الإبداع والإنتاج الإعلامي.
وأضاف جاروف أن الشركة تعمل على تبادل المحتوى الإعلامي مثل الأفلام والمسلسلات، وتخطط لتنظيم عروض منتظمة وفعاليات ثقافية مشتركة، بالإضافة إلى التعاون في تصوير الأفلام والمسلسلات داخل الإمارات.