التكنولوجيا من أهم مسبباتها في العصر الحديث
الوخز في اليدين والقدمين.. يمكن أن يكون عرضاً لشيء أخطر
الوخز والتنميل في اليدين والقدمين من الحالات الشائعة التي يعانيها كثير من الناس، وغالباً لا يعطون لها الاهتمام الكافي على اعتبار أنها عرض وسيزول من تلقاء نفسه، غير أنها في الواقع يمكن أن تشكل جرس إنذار ينبغي الالتفات له إذا حدثت بشكل متكرر، فهنا يمكن أن تكون عرضاً لشيء أكبر يستدعي التدخل الطبي.
وهناك أسباب عدة تؤدي إلى الوخز في اليدين والقدمين، من بينها الضغط على أعصاب اليدين فترة طويلة ووضعها في وضع غير مريح مثل استخدام ماوس الكمبيوتر ساعات طويلة متصلة، وقلة الحركة فترات طويلة مما يؤدي إلى قلة وصول الدم إلى الأطراف وقد ينتج منها وخز وتنميل في اليدين أو القدمين، فضلاً عن أن الإفراط في التدخين يمكن أن ينتج منه وخز في الأطراف باعتبار أن له علاقة مباشرة بالأعصاب، وكذلك مرض السكري وأمراض الغدة الدرقية ومشكلات العمود الفقري، كلها من المسببات الشائعة للوخز والتنميل.
كما يعد نقص فيتامين b 12 من الأسباب المتعارف عليها للوخز والتنميل في اليدين والقدمين، فنقصه ينتج منه تلف في الأعصاب ومشكلات في خلايا التوصيل العصبي.
وينصح الأطباء بالحرص على تناول الأطعمة التي تحوي فيتامين b 12 وعلى رأسها اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والبيض وسمك التونة والحبوب الكاملة والخميرة الغذائية، فكلها مصادر يجب الحرص على تضمينها في النظام الغذائي لتجنب تنميل ووخز الأطراف وكثير من الأمراض.
وهناك وسائل عدة يمكن اعتمادها لتجنب هذه الحال، وإحدى أهم الوسائل التي يمكن أن يكون لها دور فعال في كل من الوقاية والعلاج من الوخز والتنميل في الأطراف هي الحركة وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، فواحد من أهم أسباب هذه الحال هو عدم وصول الدم بصورة كافية إلى الأطراف.
وقد أثبتت دراسة علمية أُجريت عام 2018 ونشرت في مجلة طب إعادة التأهيل عن علاقة الرياضة بتقليل التنميل في الأطراف، أن التمارين الرياضية تساعد على زيادة تدفق الدم للأعصاب وفي الوقت نفسه تساعد على تجديد الخلايا العصبية التالفة، مما يساعد على سهولة وجودة تدفق الدم لليد والقدم ومن ثم عدم الإحساس بالتنميل.
نظام الحياة في العصر الحديث الذي يظل فيه الناس ممسكين بهواتفهم المحمولة ساعات طويلة أو جالسين أمام الشاشات أو الألعاب الإلكترونية ممسكين بذراع اللعب بلا حراك ساعات ممتدة له تأثير مباشر في الوخز والتنميل في الأطراف، فالجلوس ساعات طويلة يؤثر في الدورة الدموية بصورة مباشرة، والإمساك بالهاتف ساعات طويلة يضغط على أعصاب اليد، وكلها مسببات للوخز والتنميل إضافة إلى تأثيرها المباشر في العظام.
وقد وجدت دراسة أميركية أُجريت على طلاب الجامعات عام 2024 أن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف بشكل مفرط لديهم مشكلات في اليد تتعلق بالأعصاب والمفاصل، إضافة إلى متلازمة النفق المرفقي التي من أهم أعراضها الوخز والتنميل في الأصابع.
ينصح الأطباء بضرورة اتخاذ الأمر على محمل الجد في ما يتعلق بالوخز والتنميل في الأطراف بخاصة في حال إذا استمر فترة طويلة،
وكان مصاحب له أعراض أخرى مثل الصداع والدوخة، وإذا حدث ارتباك في الجهاز الهضمي، وإذا كان هناك تغير في شكل الجلد أو لونه وملمسه، فهنا يجب الانتباه، وغالباً ما يتم التشخيص من طريق الفحص البدني ويليه إجراء بعض التحاليل للتعرف إلى نقص الفيتامينات أو الكشف عن بعض الأمراض مثل السكري والأمراض المناعية، وإذا لم يتم التوصل إلى شيء يتم إجراء أشعة بالرنين المغناطيسي للتعرف إلى حال الأعصاب، وأخيراً إذا لم تسفر كل هذه الفحوص عن نتيجة يتم أخذ خزعة من العصب.