الولايات المتحدة وبنما.. الخلاف يشتعل مجدداً
نفت بنما مزاعم الولايات المتحدة بإعفاء السفن الحكومية الأميركية التي تعبر القناة من رسوم المرور، بينما رضخت لضغوط واشنطن للانسحاب من مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وأعلن الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو أنّ ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء لجهة إعفاء السفن الأميركية من دفع رسوم المرور عبر قناة بنما «باطل تماما».
وقال في مؤتمر صحافي «هذا أمر لا يطاق، لا يطاق بكل بساطة. واليوم تعلن بنما للعالم رفضها المطلق لحقيقة أننا نواصل تطوير العلاقات الثنائية بناء على أكاذيب وأباطيل».
وحتى منذ ما قبل تنصيبه رئيسا في 20 كانون الثاني-يناير، كثف دونالد ترامب الضغوط على بنما، مهددا بـ»استعادة» القناة بدون أن يستبعد استخدام القوة. وشقّت الولايات المتحدة القناة وافتتحتها في عام 1914 وظلت تحت الإدارة الأميركية حتى عام 1999. واستعادت بنما القناة في ذلك العام، بموجب اتفاق أبرم العام 1977 مع الرئيس الديموقراطي آنذاك جيمي كارتر.
ويمر نحو 40% من حركة الحاويات الأميركية عبر هذا الممر المائي الضيق الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادي.
واندلعت شرارات الخلاف الجديد بين بنما وواشنطن مباشرة بعد إعلان الخارجية الأميركية أن بنما أعطت موافقتها على عدم فرض رسوم على السفن الحكومية الأميركية عند عبور القناة، مضيفة أن ذلك «سيوفر على الدولة الأميركية ملايين الدولارات».
لكن هيئة قناة بنما، وهي هيئة مستقلة أنشئت بموجب الدستور البنمي لإدارة القناة، سارعت إلى نفي الإعلان الأميركي قائلة إنها «لم تجر أي تعديلات على هذه الرسوم». وأضافت الهيئة أنها منفتحة على الحوار بشأن هذه المسألة.
وتشكل السفن الحكومية الأميركية التي تنتمي بغالبيتها إلى البحرية، جزءا صغيرا من تلك التي تعبر القناة.
وقد اشتكى ترامب من أنه يتم فرض رسوم باهظة على السفن التجارية الأميركية التي تستخدم هذا الممر المائي.
وقال مولينو إن السفن الحكومية الأميركية، بما فيها تلك التابعة للبحرية، تدفع «ما بين 6 إلى 7 ملايين دولار سنويا» مقابل حق المرور. أضاف «ليس الأمر وكأن رسوم المرور عبر القناة تدمر اقتصاد الولايات المتحدة».
وبعيدا من الرسوم، بدا أن واشنطن تشعر بالقلق بشكل رئيسي إزاء الاستثمارات الصينية في القناة التي يمر عبرها 5% من التجارة البحرية العالمية.
وتملك شركة «سي كيه هاتشيسون القابضة» المملوكة للملياردير لي كا شينج من هونغ كونغ، امتيازا لإدارة اثنين من موانئ القناة الخمسة.
وزعم ترامب الذي من المقرر أن يجري محادثات هاتفية الجمعة مع مولينو، أن بكين قد تغلق القناة أمام الولايات المتحدة في حالة حدوث أزمة، وهو ادعاء تنفيه بنما بشدة.
ولكن في تنازل مهم لواشنطن، أعلن مولينو الخميس انسحاب بلاده من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية.
وقال مولينو إن السفارة البنمية في بكين سلمت الصين الإشعار المطلوب لإبلاغها قبل 90 يوما من قرار عدم تجديد المشاركة في المبادرة التي انضمت بنما إليها عام 2017. وبنما هي أول دولة في أميركا اللاتينية تعلن انسحابها من مبادرة الرئيس شي جينبينغ التي تبلغ قيمتها تريليون دولار وانضمت اليها أكثر من 100 دولة. وقال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الأربعاء، إن الشراكة تأتي بـ»نتائج مثمرة» وحض بنما على «مقاومة التدخلات الخارجية». وتصاعد الخلاف حول قناة بنما في ختام الجولة الأولى لماركو روبيو كوزير خارجية للولايات المتحدة شملت دولا عدة في أميركا الوسطى واستمرت أسبوعا.