أسئلة على الكونغرس الأمريكي طرحها عن البلد العربي

اليمن لا يتصدر قائمة الأزمات التي تؤثر على الأمن الأمريكي

اليمن لا يتصدر قائمة الأزمات التي تؤثر على الأمن الأمريكي


عرضت الزميلة في معهد المشروع الأمريكي كاثرين زيمرمان مجموعة من الأسئلة ليأخذها الكونغرس في الاعتبار عند بحثه الأوضاع اليمنية. وقالت في موقع “ذا هيل” إن اللجنة النيابية الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومكافحة الإرهاب العالمي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، عقدت جلسة استماع حول الأوضاع في اليمن، شكلت فرصة لطرح الأسئلة الصحيحة عما ما تفعله الولايات المتحدة لتعزيز مصالحها في المنطقة. يبدو اليمن دوماً في أزمة لكنه لا يتصدر أبداً قائمة الأزمات التي تؤثر على الأمن القومي الأمريكي، وهو نادراً ما يحظى بوقت للمناقشة في الكونغرس.
وترى زيمرمان أنه رغم جلسة الاستماع كانت قيّمة بشكل عام، لكن الكونغرس أهدر فرصة اختبار نظرية إدارة بايدن عن النجاح في اليمن.

هدنة ثمينة
ارتكزت إدارة بايدن بشدة إلى الديبلوماسية لمحاولة إنهاء حرب اليمن. ومثّل وقف القتال لتهيئة الظروف أمام الأمم المتحدة للتفاوض على حل، هدفاً أساسياً. وكانت الجهود الأمريكية محورية للاختراق الديبلوماسي في أبريل (نيسان) الذي أثمر هدنة برعاية الأمم المتحدة. لكن تلك الهدنة أعطت الحوثيين وقتاً لتعزيز قوتهم في شمال شرق البلاد. علاوة على ذلك، انتزعوا تنازلات، دون الالتزام بالبنود التي وافقوا عليها. مع ذلك، يأمل مسؤولون أمميون، وأمريكيون أن يتمكنوا من ترجمة المحادثات المستمرة إلى حل حيوي للنزاع. لكن ما لم يوضحه أياً منهم، هو كيف للمفاوضات الحالية أن تؤدي إلى أي حل مقبول من الشعب اليمني، والمصالح الأمريكية حين يتمتع الحوثيون باليد العليا. وحسب زيمرمان، فإن هذه هي الأسئلة التي كان على الكونغرس أن يطرحها على الموفد الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، وساره تشارلز من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

الحرس الثوري في اليمن
ما هي آفاق إنتاج عملية سياسية بقيادة يمنية تسوية تحمي المصالح الأمريكية في اليمن؟ تقوم السياسة الأمريكية على دعم وتعزيز الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتفاوض على حل للحرب. من الواضح أن وقف إطلاق النار وفر إغاثة اشتدت الحاجة إليها، وأن اليمنيين يريدون نهاية للنزاع. لكن ميزان القوة على الأرض يلائم الحوثيين الذين تختلف مصالحهم عن المصالح الأمريكية في اليمن خاصةً النفوذ الإيراني في البلاد، وحماية الحريات المدنية الأساسية.
إذا كانت التسوية الأكثر احتمالاً تحافظ على شروط غير مقبولة للولايات المتحدة، مثل بقاء ضباط الحرس الثوري مع أسلحة طويلة المدى في اليمن، على سبيل المثال، أفلا يجب على الولايات المتحدة السعي إلى طرق لتعزيز ظروف أكثر ملاءمة لمصالحها؟

تعزيز سوء نية الحوثيين
ما هي مصادر نفوذ الولايات المتحدة والتي لا تصل إلى القوة المسلحة بحيث تشجع الحوثيين على التفاوض بنية حسنة؟ لا يزال الحوثيون متمكنين في اليمن ما يسمح لهم بطرح مطالب متطرفة، وهم أقوياء عسكرياً. وحتى لو توقفت إيران عن تزويدهم بالأسلحة، ولا إشارة على ذلك، فإن لدى الحوثيين مخزون ضخم راكمته إيران خلال الهدنة التي امتدت ستة أشهر، ما يضمن لهم القدرة على مواصلة القتال. ويشعر الحوثيون بالمزيد من الجرأة بفعل الرسائل الصادرة عن الكونغرس ضد السعودية والإشارات المختلطة من المجتمع الدولي الذي يطالبهم بالتراجع عن مواقعهم الحالية، لكنه ينتقد أي استئناف للقتال قد يضعفهم.

من يذكر الرهائن الأمريكيين؟
من هو المسؤول في الحكومة الأمريكية عن التفاوض على الإفراج عن أمريكيين وموظفين حاليين وسابقين في السفارة الأمريكية محتجزين لدى الحوثيين؟
وما الذي يبذل من جهود للإفراج عنهم؟ حين استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية ،احتجزوا أمريكيين كانوا فيها، إلى جانب وجوه يمنية معارضة، وناشطين حقوقيين، وصحافيين. أطلق سراح بعضهم لكن آخرين ماتوا بسبب جروح أصيبوا بها في جلسات تعذيب.
احتجز الحوثيون رهائن أمريكيين، للإفراج عن حوثيين محتجزين خارج اليمن ولا يزالون يحتجزون موظفين من السفارة الأمريكية منذ السنة الماضية.

الحوثيون يقتدون بطالبان
ما التحركات التي يمكن الولايات المتحدة اتخاذها لمنع الحوثيين من تقييد إضافي للحريات المدنية والمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان؟
 تسارعت جهود الحوثيين لتحويل المجتمع اليمني تحت عقيدة زيدية متطرفة، بعد عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان.
سبق أن أدخل الحوثيون تغييرات كبيرة في النظام التعليمي لتلقين الأطفال بدل تعليمهم. واتخذ الحوثيون إجراءات في السنة الماضية لطرد النساء من الفضاء العام، الأمر الذي لم يؤد فقط إلى مستقبل قاتم لليمنيات، بل أيضاً إلى عرقلة النساء العاملات في المنظمات غير الحكومية.

فلسفة المساعدات الأمريكية
كيف توازن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بين المساعدات الطارئة لليمن، والاستثمار في مستقبل اليمنيين، والعمل التنموي طويل المدى؟
كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لليمن طيلة سنوات وأمنت إغاثة إنسانية عاجلة. لكن أحد أبرز التهديدات الطويلة المدى لليمنيين، هو قرب انهيار المؤسسات، والبنية التحتية الرسمية الضرورية لتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة، والرعاية الصحية.
صحيح أن على الكونغرس ضمان أن يرمي الشركاء الآخرين، خاصةً دول الخليج، بثقلهم في الملف. لكن قيمة المساعدات الأمريكية لا تكمن فقط في درء المجاعة الوشيكة بل أيضاً في إعادة بناء وتعزيز البنية التحتية الضرورية لتفادي المزيد من التدهور.
ترى زيمرمان أن هذه هي الأسئلة التي تمثل بداية محادثة صعبة يجب أن تجريها الولايات المتحدة لمعرفة إذا كان الوضع الراهن في اليمن سينتج حلاً مقبولاً للنزاع.