اليوم الأسود في الكرة الصينية.. خسارة وشغب

اليوم الأسود في الكرة الصينية.. خسارة وشغب

إنه اليوم الذي بات معروفا بـ “حادثة 19 أيار-مايو”، حيث يقدّر الكثيرون أنه لا يزال يطارد المنتخب الصيني لكرة القدم منذ 35 عاما. يوم شهد أعنف المواجهات في تاريخ كرة القدم الصينية بأبعاد سياسية واقتصادية.
في 19 أيار-مايو من العام 1985، منيت الصين بهزيمة مفاجئة 1-2 على أرضها أمام جارتها هونغ كونغ، التي كانت لا تزال حينها تحت الحكم البريطاني، في واحدة من أكثر الليالي السوداء في تاريخ الكرة الصينية.

ولا تعتبر هذه المباراة ذكرٍى سيئة فقط لأنها قضت على آمال الصين ببلوغ نهائيات كأس العالم العام التالي في المكسيك للمرة الأولى في تاريخها، بل لأنها شهدت أعمال شغب من الأعنف في تاريخ اللعبة في البلاد.
فبعد المباراة في العاصمة بكين، قام المشجعون بأعمال شغب عنيفة وحطموا السيارات وهاجموا الحافلات، وهددوا الصحافيين الأجانب والموظفين الديبلوماسيين.
وكانت تلك الحادثة بداية لعداوة شرسة بين المنتخبين لا تزال قائمة حتى أيامنا هذه، على الرغم من أن بريطانيا أعادت ملكية هونغ كونغ الى الصين عام 1997.

وشهدت مباريات تصفيات كأس العالم بين المنتخبين في الآونة الأخيرة توترا شديدا، حيث أطلق مشجعو هونغ كونغ صافرات الاستهجان عند عزف النشيد الوطني الصيني، لا سيما منذ اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية في المدينة في العام 2014.
أقيمت المباراة مساء يوم أحد حيث كان التعادل يكفي الصين للتأهل الى الدور التالي من تصفيات كأس العام 1986. وكان منتخب “التنين الأحمر” مرشحا فوق العادة للتغلب على منتخب هونغ كونغ المتواضع، الا ان آماله تبددت أمام 80 ألف متفرج في ملعب العمّال “ووركرز ستاديوم».
لعبت الصين حينها بتشكيلة تعتبر من الأقوى في تاريخها في السنوات الاربعين الاخيرة، وكانت النتيجة تشير الى التعادل الايجابي 1-1 قبل أن يسجل المدافع كو كام-فاي هدف الفوز لهونغ كونغ في الدقيقة الستين.

ومع تلاشي الآمال أمام أعينهم، اشتد غضب الصينيين عندما بادر لاعبو الخصم الى تضييع الوقت والتلكؤ في الهجوم، حيث علت صيحات “هونغ كونغ جبناء” فيما عم الصمت الملعب مع صافرة النهاية قبل أن ينفجر المشجعون غضبا. وقال كووك كا-مينغ، مدرب هونغ كونغ حينها، عشية الذكرى الخامسة والثلاثين لانتصار فريقه “في عام 1984، زارت مارغاريت تاتشر رئيسة الحكومة البريطانية في حينها، بكين حيث وقعت على اتفاقية الإعلان الصيني البريطاني المشترك (من أجل إعادة هونغ كونغ الى الصين)».

وتابع “لذا الانتصار الذي حققناه في التصفيات لم يكن مهما فقط في كرة القدم، بل أيضا في التاريخ».
الخسارة كانت قاسية، ولكن أن تحصل أمام “الأخ الأصغر” هونغ كونغ جعلت الأمور أكثر سوءا. ويستذكر كووك “بعدما فزنا وأردنا العودة الى غرف تبديل الملابس، بدأ المشجعون يرمون أشياء على أرضية الملعب كي لا نتمكن من العودة وكان علينا الاحتماء». أما خارج الملعب، قام المئات من المشجعين، كان البعض منهم ثملا، بأعمال شغب حيث رموا الحجارة والزجاجات فيما وصفت تقارير صحافية حينها ان الجو اتخذ منحى معاديا للأجانب. وأشار تقرير لوكالة فرانس برس إلى أن “مراسل +ا ف ب+ كان يلتقط الصور حوصر من قبل مجموعة من أكثر من مئة شخص، فيما لم يبذل رجال الشرطة أي مجهود للتدخل».

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot