انتخابات تشريعية في ساحل العاج تثير الأمل

انتخابات تشريعية في ساحل العاج تثير الأمل


بدأ الناخبون في ساحل العاج التصويت لاختيار نوابهم أمس السبت في انتخابات تثير آمالا في العودة إلى حياة سياسية سلمية بعد أربعة أشهر من الاضطرابات وحملة لم تشهد حوادث خطيرة.
وفتحت مراكز الاقتراع التي يبلغ عددها 22 ألفا أبوابها عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش لانتخاب 255 نائبا في 205 دوائر انتخابية. لكن صحافيي وكالة فرانس برس لم يشاهدوا عددا كبيرا من الناخبين في المراكز التي زاروها. في إحدى مدارس منطقة بلاتو الإدارية، كانت ميشلين إيريلو (43 عاما) واحدة من أوائل الناخبين. وقالت “تعبنا. ليس لدينا طعام، في حينا ليس لدينا ماء ولهذا جئت للتصويت لتغيير ذلك».

وفي يوبوغون، البلدة الشعبية في أبيدجان التي تضم أكبر عدد من الناخبين في ساحل العاج (ما يقرب من 500 ألف من أصل 7,4 ملايين)، قالت السبعينية ندري تانوه إنها “سعيدة لإنجاز واجبي المدني. أريد ان تحصل عميلة التصويت بهدوء وسلام».
للمرة الأولى منذ عشر سنوات، ستشارك كل الأطراف السياسية الكبرى في هذه الانتخابات، بعدما قاطعت المعارضة الاقتراع الرئاسي الذي جرى في تشرين الأول/أكتوبر 2020 ووقعت قبله وبعده أعمال عنف سقط فيها 87 قتيلا ونحو 500 جريح.

وجرت الحملة الانتخابية التي انتهت الخميس لهذا الاقتراع بسلام، وهذا ما رحبت به اللجنة الانتخابية المستقلة.
وقالت اللجنة الجمعة إن “مختلف الأطراف المشاركين في العملية رأوا بشبه إجماع أن الحملة جرت في كل أنحاء البلاد بطريقة سلمية رغم بعض الحوادث التي كانت في نهاية المطاف طفيفة وهامشية».

ويشهد هذا الاقتراع عودة كبيرة للجبهة الشعبية لساحل العاج حزب الرئيس السابق لوران غباغبو إلى اللعبة الانتخابية.
وكانت الجبهة الشعبية لساحل العاج قاطعت كل عمليات الانتخاب التي جرت منذ اعتقال غباغبو في نيسان/أبريل 2011 في أبيدجان ونقله إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بعد أعمال العنف أعقبت الانتخابات وقتل فيها حوالى ثلاثة آلاف شخص. ومن أجل عودتها، أبرمت الجبهة الشعبية التي تعد محرك تحالف “معا من أجل الديموقراطية والسيادة” خلفا انتخابيا مع منافسها التاريخي “الحزب الديموقراطي لساحل العاج” بقيادة الرئيس الأسبق هنري كونيه بيدييه.

وأسس الحزب الديموقراطي لساحل العاج، فيليكس هوفويت بوانيي “أبو الاستقلال” الذي كان لوران غباغبو من معارضيه الرئيسيين ما أدى إلى سجنه مرات عدة. وكانت الجبهة الشعبية والحزب الديموقراطي لساحل العاج قاطعا الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في 31 تشرين الأول/أكتوبر. وهما لا يعترفان بإعادة انتخاب الحسن واتارا لولاية ثالثة مثيرة للجدل.

لكنهما يسعيان اليوم إلى تأمين أغلبية في البرلمان لمنع “توطيد السلطة المطلقة” من قبل واتارا وحزبه “التجمع من أجل الديموقراطية والسلام».
في المقابل، يبدو “التجمع من أجل الديموقراطية والسلام” بقيادة الرئيس واتارا الحزب “الوحيد” القادر على تقديم مرشحين في كل الدوائر، واعدا بـ”موجة برتقالية” لون الحزب، لمواصلة “إصلاحات” رئيس الدولة.

وفي الانتخابات التشريعية السابقة التي جرت في كانون الأول/ديسمبر 2016، فاز حزب واتارا الذي تحالف مع الحزب الديموقراطي لساحل العاج بأغلبية مطلقة تمثلت ب167 مقعدا في البرلمان.
وفي مواجهة “التجمع من أجل الديموقراطية والسلام” وتحالف الجبهة الشعبية والحزب الديموقراطي لساحل العاج، يخوض تحالف آخر بين باسكال أفي نغيسان رئيس الوزراء السابق في عهد غباغبو وتشكيلي الوزير السابق ألبير مابري تويكيوس والقائد السابق ل”الشباب الوطنيون” شارل بلي غودي الذي كان من أعمدة مؤيدي لوران غباغبو.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية برأت في 2019 غباغبو وبلي غوديه من تهمة جرائم ضد الإنسانية لكنهما ما زالا يعيشان في أوروبا، بلي غوديه في لاهاي وغباغبو في بروكسل.
ويقيم غباغبو في العاصمة البلجيكية منذ إطلاق سراحه المشروط من قبل المحكمة الجنائية الدولية في كانون الثاني/يناير 2019، في انتظار استئناف محتمل من قبل المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا.
وينتظر أنصاره بفارغ الصبر عودته “قريبا”، التي أعلنت أخيرا على فيسبوك.
وباسم “المصالحة الوطنية”، أعلن الرئيس واتارا تأييده لهذه العودة.