انتخابات تشريعية في مونتينيغرو وسط خلاف ديني
يدلي الناخبون في مونتينيغرو بأصواتهم في انتخابات تشريعية تشكل امتحانا لهيمنة حزب الرئيس الموالي للغرب ميلو جوكانوفيتش الذي يواجه في أجواء من التوتر، معارضة تدعمها الكنيسة الأرثوذكسية الصربية التي تتمتع بنفوذ كبير.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الوقت المحدد ليجري التصويت من الساعة الخامسة إلى الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش. وقد فرض على الناخبين وضع كمامات واحترام قواعد التباعد التي أقرت للحد من انتشار وباء كوفيد-19.
ويقود جوكانوفيتش (58 عاما) الإصلاحي النشيط في نظر البعض والمستبد والفاسد في نظر آخرين، الجبل الأسود بلا انقطاع تقريبا منذ انتهاء العهد الشيوعي في بداية تسعينات القرن العشرين.
ولم يسبق أن خسر “الحزب الديموقراطي للاشتراكيين” في أي اقتراع، بينما قاد جوكانوفيتش البلد الذي يضم أقل عدد من السكان في منطقة البلقان (620 ألف نسمة) إلى الاستقلال عن صربيا في 2006، والانضمام الى حلف شمال ألأطلسي في 2017 وأعتاب الاتحاد الأوروبي. لكن غالبيته المنتهية ولايتها ضئيلة لذلك يبدو أن المواجهة مع معارضة يمينية مؤيدة للصرب ولعلاقات أقوى مع بلغراد وموسكو ستكون صعبة. ويواجه ميلو جوكانوفيتش منذ فترة طويلة اتهامات بالفساد وبفرض هيمنة الدولة وبالارتباط بالجريمة المنظمة. لكن الحملة الانتخابية تركزت على خلافه مع الكنيسة الأرثوذكسية الصربية والجدل حول الهوية. وبدأ هذا الخلاف في نهاية 2019 عند تبني قانون حول حرية الدين يمهد لوضع يد الدولة على مئات الكنائس والأديرة التي تديرها الكنيسة الأرثوذكسية الصربية المهيمنة في مونتنيغرو ومقرها في بلغراد.
وحسب إحصاء أجري في 2011، يؤكد حوالى ثلاثين بالمئة من سكان البلاد أنهم صرب.
أدى تبني القانون إلى تظاهرات حاشدة على شكل مواكب بقيادة رجال دين وبدعم من المعارضة. وقد نظمت خلال وباء كوفيد-19 على الرغم من الإجراءات الوقائية.
وخلال الحملة، صرح رئيس هذه الكنيسة في مونتينيغرو الأسبوع الماضي أن “الكنيسة لا تملك حزبا” لكنها مسرورة “بطبيعة الحال للذين يقفون ضد القانون ويدافعون عن الأماكن المقدسة».
وفي الأيام الأخيرة نظم المتظاهرون مواكب بسيارات في البلاد رافعين أعلام صربيا. ويرى ميلو جوكافونيتش في هذه التظاهرات “تهديدا لسيادة البلاد” ويصف المعارضة بأنها “كتيبة سياسية للدفاع عن القومية التي تدعو إلى صربيا الكبرى».
وقال خلال الحملة الانتخابية إن “خصمنا السياسي لا يعرض سوى الدمار سياسة الخيانة والخضوع إنهم يريدون ألا يكون لمونتينيغرو وجود». وحذرت الشرطة من احتمال وقوع حوادث في يوم الاقتراع، مؤكدة انها اكتشفت خطة “للنزول إلى الشوارع لإحداث شغب والإخلال بالنظام العام». ويذكر هذا التحذير بالانتخابات التشريعية التي جرت في 2016 وشهدت توقيف حوالى عشرين ناشطا يعارضون انضمام بلدهم إلى الحلف الأطلسي، اتهموا بالسعي إلى التخطيط لانقلاب بدعم من روسيا لكن موسكو نفت ذلك.
وحكم على اثنين من قادة المعارضة الموالية لصربيا بالسجن خمس سنوات في محكمة البداية.
قال المحلل ميلوش بيسيتس إن المنافسة تبدو حادة بين الكتلتين لذلك يمكن أن تلعب أحزاب صغير تركز على الاقتصاد الذي تضرر بوباء كوفيد-19 وعلى الخلل في دولة القانون، دورا حاسما في تشكيل الحكومة الجديدة.
وتبلغ نسبة البطالة بين السكان في سن العمل 18 بالمئة ومتوسط الأجور 520 يورو.
ومونتينيغرو هي الدولة التي حققت أكبر تقدم في مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، في البلقان. لكن الفساد وقضايا حرية التعبير والصحافة والجريمة المنظمة ما زالت مصدر قلق للمفوضية الأوروبية.
ويرى نيكولا يوفانوفيتش رجل الأعمال البالغ من العمر 23 عاما أن هذه المشاكل أدت إلى الهجرة الكثيفة للشباب.
وقال “لا يهم من يأتي إلى السلطة، ليس لدي خيار مفضل في الواقع، لكن التغييرات مهمة جدا لنمو المجتمع».