انتخابات في تنزانيا والمعارضة تتحدث عن «مخالفات واسعة»

انتخابات في تنزانيا والمعارضة تتحدث عن «مخالفات واسعة»


تحدث مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية في تنزانيا توندو ليسو عن حدوث “مخالفات على نطاق واسع” في الاقتراع الذي يأتي بعد سنوات من القمع في عهد الرئيس جون ماغوفولي الذي يسعى للفوز بولاية ثانية. ويقول مراقبون إن تنزانيا التي تعتبر منذ فترة طويلة نموذجا للاستقرار في شرق إفريقيا، تشهد تضييقا متزايدا على الديموقراطية وقمعا لحرية التعبير في ظل حكم ماغوفولي البالغ 60 عاما وحزبه “حزب الثورة” (تشاما تشا مابيندوزي) الذي يتولى السلطة منذ 1961. وأعرب المراقبون عن قلقهم الشديد بشأن نزاهة الانتخابات في الفترة التي سبقت التصويت، واندلع العنف في زنجبار التي تتمتع بشبه حكم ذاتي عشية الاقتراع، ما أسفر عن مقتل عشرة اشخاص وفقا للمعارضة. وكتب ليسو على تويتر أنّ “تقارير التصويت تشير إلى حدوث مخالفات على نطاق واسع ما منع وكلاءنا من الوصول إلى مراكز الاقتراع”، موضحا أن صناديق الاقتراع كانت محشوة بالبطاقات في بعض المواقع قبل بدء التصويت.

وتابع “إذا استمر هذا الوضع، فسيكون التحرك الديموقراطي الجماهيري الخيار الوحيد لحماية نزاهة الانتخابات». وحظرت السلطات شبكات التواصل الاجتماعي الرئيسية مثل تطبيق “واتساب” للرسائل القصيرة وموقع تويتر في جميع أنحاء تنزانيا، ولم يكن الوصول إليها متاحا إلا من خلال الشبكات الخاصة الافتراضية (في بي إن). وفي مركز اقتراع في العاصمة دودوما في وسط البلاد، قال الناخب جاكسون داودي “أتمنى أن يتم التصويت بسلاسة وأن تكون الهيئة الانتخابية عادلة مع جميع المرشحين. أعتقد أن العدالة ستسود». وفي بلدة موشي في شمال البلاد، بالقرب من كيليمانجارو أعلى قمة في إفريقيا، حضّ نيستور شو اللجنة الانتخابية على “الحياد حتى يسود السلام». في زنجبار ، شكل مئات الرجال والنساء طوابير منفصلة قبل الفجر في حي غراغارا خارج كبرى مدنها ستون تاون، حيث أطلقت الشرطة الثلاثاء الغاز المسيّل للدموع والذخيرة الحية واعتدت بالضرب على المدنيين.

وقالت مناو حاجي (48 عاما) التي اصطفت في طابور للتصويت إنها تأمل في أن تكون الانتخابات “سلمية” في الأرخبيل رغم التاريخ الطويل من الانتخابات المتنازع عليها.
وأفادت وكالة فرانس برس على مقربة من ضباط وجنود مدججين بالسلاح “خلال الاشتباكات مع الشرطة سقط الغاز المسيل للدموع داخل منزلي. صرخت وبكيت وشعرت بالعجز».
وفي زنجبار، باتت الشوارع التي تخلو بالفعل من السياح نتيجة جائحة كوفيد-19 مهجورة غداة يوم شهد حملة قمع من الشرطة.
واتهمت المعارضة في بيمبا ثاني أكبر جزيرة في زنجبار والمعقل البارز للمعارضة، الشرطة بقتل تسعة اشخاص الاثنين.

يختار الناخبون في زنجبار التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، رئيسا لتنزانيا وكذلك رئيسا للجزيرة ونواب البرلمان.
وأدلى ماجوفولي، الذي نال إشادة واسعة في مستهل عهده بسبب حملته على الفساد والإسراف في التبذير، بصوته في دودوما وحضّ الناس على المشاركة في التصويت. وقال في العاصمة التنزانية “نحتاج أيضًا إلى الحفاظ على سلامنا ودائمًا أقول إن هناك حياة بعد الانتخابات».
ورغم ارتفاع شعبيته في بداية حكمه، أثار استهتار ماغوفولي بالإجراءات القانونية وعدم تسامحه مع المعارضة قلق المنظمات الحقوقية والحلفاء الأجانب.

في السنوات الخمس الماضية، تم تمرير سلسلة من القوانين المقيدة لعمل الإعلام، وزادت وتيرة اعتقال الصحافيين والنشطاء، فيما قتل العديد من أعضاء المعارضة.
في البر الرئيسي لتنزانيا، يعد المرشح ليسو (52 عاما) العضو في حزب شاديما المعارض أكبر منافس لماغوفولي.
وعاد ليسو إلى تنزانيا في تموز/يوليو بعد قضائه ثلاث سنوات في الخارج للتعافي من إصابته ب16 رصاصة أطلقت عليه فيما يعتبره محاولة اغتيال ذات دوافع سياسية.