ترقب لاحتجاجات اليوم وتحذير من كورونا المظاهرات

انتشار أمني وشائعات متلاحقة...ماذا يحدث في السودان؟

انتشار أمني وشائعات متلاحقة...ماذا يحدث في السودان؟


عززت السلطات السودانية من إجراءاتها الأمنية، تحسبا لمسيرات ومواكب متوقعة اليوم الثلاثاء، في ظل الدعوات إلى “مظاهرة مليونية” في مختلف مدن البلاد.
وأفاد مراسل “سكاي نيوزرعربية” في الخرطوم بتشكيل غرفة متابعة مؤلفة من مجلسي السيادة والوزراء، وقوى الحرية والتغيير وحزب الأمة القومي لتقييم ومتابعة الأوضاع.

وامتد الانتشار الأمني إلى الشوارع المؤدية إلى القيادة العامة للقوات المسلحة والمقرات الحيوية، مثل القصر الجمهوري ورئاسة مجلس الوزراء، وقد أغلقت هذه الطرق تماما بقوات الجيش والشرطة.
وشهدت الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، انتشارا أمنيا كثيفا على الجسور التي تربط مدن العاصمة السودانية الخرطوم الثلاث، مما أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات.

لكن يحذر كثيرون من احتمال وقوع صدامات في الاحتجاجات المرتقبة، حيث تشارك تجمعات مثل لجان المقاومة وتجمع المهنيين وتجمع شهداء الثورة من جهة، مقابل أنصار النظام السابق من جهة أخرى.
وفيما أظهرت بيانات ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات مباشرة من مجموعات إخوانية للحكومة والثوار، أكد عدد من الناشطين قدرتهم على التحكم في المسار السلمي للمسيرة، وتفويت الفرصة على عناصر الإخوان.

وتتراوح مطالب المشاركين في المظاهرات المرتقبة بين إسقاط حكومة عبد الله حمدوك، وإصلاح مسار السلطة الانتقالية واستكمال هياكلها، وتحقيق السلام والإسراع في العدالة وتحسين الأوضاع المعيشية.
ومن جهة أخرى، أصدرت جهات عدة آخرها تجمع الصيادلة، بيانات تحفظت فيها على التظاهرات، لأسباب صحية متعلقة بالخوف من انتشار فيروس كورونا.
هذا وشهدت الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي  انتشارا أمنيا كثيفا في الجسور التي تربط مدن العاصمة السودانية الخرطوم الثلاث، مما أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات.

وامتد الانتشار إلى الشوارع المؤدية إلى القيادة العامة للجيش والمقار الحيوية كالقصر الجمهوري ورئاسة مجلس الوزراء.
وجاءت هذه الخطوة قبل يوم كامل من الموعد المقرر لإغلاق الجسور المعلن رسميا من قبل اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم يومي الاثنين والثلاثاء، مما أثار موجة من التفسيرات المصحوبة بجائحة إشاعات غير مسبوقة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي.

مشهد ضبابي
ووصف الخبير الأمني الاستراتيجي أمين اسماعيل المشهد خلال الساعات الماضية بالـ”ضبابي”، وقال في تصريح إلى”سكاي نيوز عربية” إن هذه الضبابية تفسر الوجود الأمني الكثيف والانتشار المتسارع للشائعات قبل 48 ساعة من مسيرات 30 يونيو التي تنوي قوى الثورة تسييرها دعما للحكومة الانتقالية وما تقول إنه “تصحيح للمسار الثوري».

ويضيف اسماعيل أن ما يربك المشهد السياسي والأمني هو وجود تحركات من عناصر النظام السابق لتسيير مواكب في نفس اليوم تزامنا مع مواكب القوى الثورية.
ويوضح أن زيادة الشائعات تعني ان هنالك محاولة لتحويل نظر الأجهزة النظامية وقوى الثورة عما يجري التخطيط له حقيقة.
وفي ظل المخاوف المتعلقة بما يمكن أن تتجه إليه الأحداث في 30 يونيو، يقول إسماعيل إن هنالك ثلاث سيناريوهات استبقتها القوات النظامية بتنفيذ خطة أمنية مشددة لحماية المناطق الحيوية وحماية المواكب عند خروجها.

ووفقا له، فإن السيناريو الأول يتمثل في رسم نطاقات جغرافية محددة تنتهي المسيرات في حدودها بسلام، ويمكن أن يتمثل السيناريو الثاني في محاولة تجمع المواكب وعبور الجسور والتجمع امام موقع حكومي مؤثر، وهو ما قد يؤدي لصدامات محدودة.
 أما الثالث، فهو الأخطر ويتمثل في دخول عناصر من النظام السابق تحاول إثارة الفوضى والتعرض للقوات النظامية للوقيعة بينها وقوى الثورة.

قطع الطريق
ووفقا لعادل خلف الله القيادي في قوى الحرية والتغيير، فإن الوجود الأمني الكثيف في العاصمة الخرطوم يهدف لقطع الطريق أمام المحاولات اليائسة التي يقوم بها عناصر النظام السابق والهادفة لخلق الفوضى.
ويربط خلف بين المشهد الحالي ومشهد ليلة الثلاثين من يونيو 1989 حينما مهد الإخوان لإنقلاب البشير بحملة تحريض ضخمة على الحكومة المنتخبة والسخرية من قياداتها مستفيدين من سيطرتهم الواسعة على وسائل الإعلام.

رسالة واضحة
ويرى وليد الريح عضو تجمع المهنيين السودانيين أن الانتشار العسكري الكثيف هو رسالة واضحة لكل من لديه مصلحة في فض الشراكة بين المكون العسكري و المدني. ويشير الريح إلى أن الهدف النهائي للمجموعة التي تحاول اختراق المسيرة هو خلق فوضى تؤدي إلى أعادة البلاد للمعادلة الصفرية التي خرجت منها بالاتفاق الذي توج بالوثيقة الدستورية وقبلها بالاتفاق السياسي، وبالتالي خلط الأوراق من جديد وإجهاض التحول المنشود.

الثورة المضادة
ولا يستبعد محمد صادق رئيس اللجنة السياسية للحزب الإتحادي الموحد أن تكون الثورة المضادة هي من تقف وراء الشائعات الكثيفة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
ويشير صادق إلى أن التأثير السلبي لتلك الشائعات لن يكون كبيرا، نظرا لمستوى الوعي السياسي العالي في الشارع السوداني وإدراك الكثيرين بحقيقة أن الهدف من الشائعات هو خلخلة الوضع الأمني وخلق بيئة مواتية لإجهاض الثورة.