الولايات المتحدة تعلن عن بدء تحقيق:

انتشار الشائعات والخلافات حول أصل الفيروس...!

انتشار الشائعات والخلافات حول أصل الفيروس...!

-- النفخ في رواية خطأ في المختبر الصيني، محاولة لتحويل انتباه الرأي العام عن سوء إدارة ترامب للأزمة
-- رغم وجود معهد ووهان للفيروسات، فلا شيء على الإطلاق يدعم أطروحة فيروس «مصنع»
-- الأرقام المنخفضة تلقي بظلال من الشك على المعلومات التي ينقلها نظام بكين منذ بداية الأزمة
-- برقيات دبلوماسية غذت الجدل الأمريكي حول ما إذا كان مختبر ووهان أو آخر هو مصدر العدوى
--  هذا الجدل هو اخر الحلقات في حرب الدعاية بين الصين والولايات المتحدة
-- تعتقد الدبلوماسية الصينية من جهتها أن هذا التسريب المزعوم ليس له أساس علمي


   وسط توترات جيوسياسية بين الصين والولايات المتحـــــدة، تتكثف التخمينـــــات حــــول ظـــــروف ظهــــــــور ســــارس كوف 2.
مقالـــة في واشنطن بوست جـــــاءت لتغــــــذي الشكوك حول وقوع حادث مختبري في ووهان.
   «من الواضح أن هناك أشياء حدثت ولا نعرفها”، هذا المقتطف من مقابلة أجراها إيمانويل ماكرون مع فايننشال تايمز، الخميس، طاف حول العالم. وبدا أن الرئيس الفرنسي يؤيد شائعة أن الفيروس سارس كوف 2، الفيروس الذي أثار وباء كوفيد-19، قد تسلّل من مختبر صيني في ووهان. ولكن وفقًا لمصدر في قصر الإليزيه، لم يكن لهذا الجواب أي صلة بهذا الجدل: “أجاب الرئيس على سؤال عام حول القدرة الأكبر المفترضة للأنظمة السلطوية على إدارة الوباء. وأكد على الحاجة المطلقة للشفافية على نطاق عالمي لمكافحة الوباء، وصعوبة الحصول على المعلومات عندما لا تكون هناك حرية التعبير والمعلومة في الصين».

  ومنذ الكشف في أواخر ديسمبر عن ظهور فيروس غامض في ووهان، انتشرت تخمينات مجنونة عن أصله ومصدره، وقد شهد الموضوع انتعاشًا جديدًا مع إعلان الولايات المتحدة عن بدء تحقيق.

منذ متى ونحن نتحدث
عن مختبر ووهان؟
   بداية من شهر يناير، انتشرت نظرية على الشبكات الاجتماعية: تم “تصنيع” فيروس كورونا المتجدد في مختبر ووهان للأمن العالي من فئة بي إس إل -4 ، وهو اختصار يشير إلى “مسببات الأمراض من الفئة 4”، الكائنات الحية الدقيقة الأكثر خطورة.
    وتتطور الشائعة من خلال تكرار بثها من قبل مستخدمي الإنترنت حول العالم.
في بداية شــــــهر مارس، أكد مقطع فيديو نشره مستخدم إنترنت فرنســـي، أن الفيـــروس تم إنشــــــاؤه من قبـــــل معهـــــد باســـتور قبل انتشــــــاره في الصين.
 وفي غضون ساعات قليلة، راكمت هذه الصور أكثر من 3 ملايين مشاهدة ومئة ألف مشاركة.
   ومع ذلك، إذا كان لدى معهد ووهان للفيروسات مختبر من فئة 4 تم إطلاقه عام 2018 بالتعاون مع فرنسا، فلا شيء على الإطلاق يدعم أطروحة فيروس “مصنع».

كيف نعرف أن كوفيد-19
لم يصنعه البشر؟
   وفقًا للشائعات الرئيسية التي تم تناقلها على الشبكات الاجتماعية ومن قبل بعض وسائل الإعلام، فإن سارس كوف 2 جاء من “التلاعب المتعمد”، سواء بسارس كوف 1 (الفيروس المسؤول عن وباء سارس في 2002-2003 في الصين)، أو فيروس الخفافيش موضوع بحث في المختبر.
   ومن خلال مقارنة عدد الطفرات وموقعها في جينومين، يمكننا تحديد ما إذا كانوا أقارب أو أقارب بعيدين. ومع ذلك، فإن مدى الاختلافات بين سارس كوف 2 والسلالة المسؤولة عن وباء عام 2002، يظهر أن أحدهما لا ينبع من الآخر (أو من أي نسخة يتم التعامل معها في المختبر).
   وبالمقارنة، فإن سارس كوف 2 أقرب بكثير لفيروس الخفافيش الشهير.
 ولكن هنا ايضا، تظهر تحليلات الجينومين، التي أجرتها عدة فرق مستقلة، أن الاختلافات “موزعة في جميع أنحاء الجينوم، وفقًا لنمط طبيعي يتبع الخصائص التطورية النموذجية لـ كوف”.
 وبالتالي فإن التوزيع العشوائي للطفرات يتوافق مع عملية طبيعية. ويؤكد عددهم أنه إذا كان الفيروسان قريبين، فهناك أشكال فيروسية وسيطة -وربما ضيوف وسطاء -لم يتم تحديدهم بعد. وبالتالي لم يولد سارس كوف 2 من تلاعب بفيروس آخر.

لماذا تظهر أطروحة خطأ المختبر الصيني مرة أخرى؟
أدى انفجار الوباء في أوروبا والولايات المتحدة إلى ارتفاع معدل الوفيات، حيث تم تسجيل أكثر من 145 ألف حالة وفاة حتى الآن، منها أكثر من 22 ألف حالة وفاة في إيطاليا وحدها، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 60 مليون نسمة، ما يساوي محافظة هوبي، حيث انتشر كوفيد-19 طيلة ثلاثة أشهر. ولئن أعلنت بكين الجمعة عن حصيلة معدلة بالزيادة في ووهان، 3868 حالة وفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا بدلاً من 2579، أي بزيادة قدرها 50 بالمائة من جميع النواحي، فإن هذه الأرقام المنخفضة للغاية تلقي بظلال من الشك على المعلومات التي ينقلها نظام بكين منذ بداية الأزمة.
  وفي سلسلة من المقالات المنشورة منذ 14 أبريل، ذكرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أن أجهزة المخابرات في البيت الأبيض “تفكر في إمكانية” تسلّل فيروس كورونا من مختبر صيني. وتستشهد جميعها بمصادر مجهولة “في المخابرات أو الأمن القومي” بحذر متفاوت.

  وتعد قناة فوكس نيوز من بين الأكثر تأكيدا للفرضية: وفقًا للقناة الموالية لترامب، فإن الإدارة الأمريكية “واثقة بشكل متزايد من أن الوباء نشأ في مختبر في ووهان”. لا شيء نهائي، في كل الأحوال، لأن مصادر فوكس نيوز “تعتقد” فقط بأن “المريض صفر عمل في هذا المختبر”.
 وعلى عكس ما كتبته بعض وسائل الإعلام الفرنسية، لا تدعي ياهو نيـــوز ولا فوكس نيوز، أن الفيروس يمكن ان يكون قد تم تصنيعه في هذا المختبر، بل أنها توضح أن الأصل الطبيعي للفيروس محل اجماع الآراء، وأن وقــــوع حـــادث أدى إلى نشره.

  في مقال في منتصف الطريق بين التحقيق والمنبر، أضافت واشنطن بوست العنصر الأكثر واقعية في القضية. أفادت الصحيفة اليومية أنه “عام 2018، قام مسؤولو السفارة الأمريكية بزيارة مرافق بحثية في ووهان “معهد علم الفيروسات” عدة مرات وأرسلوا تحذيرين رسميين إلى واشنطن بشأن الظروف الأمنية غير الملائمة في المختبر، الذي كان يجري دراسات محفوفة بالمخاطر على فيروسات كورونا من الخفافيش».
   هذه البرقيات الدبلوماسية “غذت المناقشات داخل حكومة الولايات المتحدة حول ما إذا كان مختبر ووهان أو آخر” هو مصدر العدوى، “حتى لو لم يتم العثور على دليل ملموس بعد”. وكدليل على الغموض الذي لا يزال قائما: الشكوك الأمريكية تتعلق بمعهد علم الفيروسات في ووهان بقدر ما تتعلق بمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في نفس المدينة، التي لديها مختبر بمستوى أدنى أمنيا.
   من الجانب الصيني، شرحت الباحثة شي زينغلي، الاختصاصية المعترف بها في فيروسات كورونا ومقرها معهد ووهان لعلم الفيروسات، لمجلة ساينتفيك أمريكان، أنها طرحت على نفسها السؤال، لكن سلاسل سارس كوف 2 لا تتوافق مع أي من الفيروسات التي كان فريقها يعمل عليها. وتعتقد الدبلوماسية الصينية من جهتها أن هذا “التسريب المزعوم ليس له أساس علمي».

ما هو السياق
 الجيوسياسي؟
هذا الجدل، هو آخر الحلقات في حرب الدعاية بين الصين والولايات المتحدة. متورطتان في حرب تجارية عنيفة، تتبادل أول قوتين عالميتين التهم بالمسؤولية عن الزلزال الكوكبي الذي تسبب فيه كوفيد 19. ففي الوقت الذي كان الوباء يتفشى في الصين، احتجت بكين بقوة على وصف الفيروس بأنه “فيروس صيني”، وانتقدت التمييز الذي يعاني منه الآسيويون في الخارج. من جانبها، حددت الولايات المتحدة عدد الصحفيين الصينيين الحكوميين الموجودين على أراضيها بـ 100 في محاولة لمواجهة عمليات الدعاية. ورداً على ذلك، طردت بكين ثلاثة مراسلين من صحيفة وول ستريت جورنال.
   عندما أعلن الرئيس شي جين بينغ انتصاره على الفيروس في منتصف مارس، بدأ النظام في هجوم مضاد، مشككا في أن الفيروس نشأ في الصين. حتى إن متحدثًا باسم وزارة الخارجية أثار أطروحة مفادها أن جنود البحرية الأمريكية ادخلوا “كوفيد” في أكتوبر أثناء “ألعاب ووهان العسكرية”، كما تم طرد مراسلي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست».
  يعد هذا، عاد دونالد ترامب إلى قول “الفيروس الصيني”، وطالب وزير خارجيته، مايك بومبيو، باستخدام مصطلح “فيروس ووهان” في نص مجموعة السبع.
   يبدو أن النفخ في رواية خطأ في المختبر الصيني وكأنه محاولة اخرى لتحويل انتباه الرأي العام عن سوء إدارة ترامب لأزمة كوفيد 19.
 وبينما كان على العضوين الرئيسيين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يتحدا من أجل مكافحة الوباء، فإن هذه المعركة لا تبشر بخير.




 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot