يناقش مستقبل صناعة التأمين بعد جائحة كوفيد 19

انطلاق فعاليات ملتقى التأمين الخليجي السابع عشر في دبي

انطلاق فعاليات ملتقى التأمين الخليجي السابع عشر في دبي

-- خالد البادي يؤكد على ضرورة تكييف قوانينا ولوائحنا لتتواكب مع أهمية الذكاء الإصطناعي في خدمة قطاع التأمين

بدأت في دبي أمس الأربعاء أعمال ملتقى التأمين الخليجي السابع عشر بمشاركة أكثر من 120 مسؤول وخبيرووسيط  تأمين  في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي وممثلوا شركات ومؤسسات  عربية ودولية ذات صلة بصناعة التأمين.
وقال خالد محمد البادي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتأمين رئيس اتحاد التأمين الخليجي في الكلمة الافتتاحية للملتقى الذي تعقد فعالياته في فندق (ستيلا دي ماري – مارينا دبي) على مدى يومين  إن النظام العالمي الجديد الذي نعيش في ظله يحتم علينا أن  نعي ما يدور من حولنا لمواجهة أي طارىء بغض النظر عن مصدره وأهدافه لافتا في هذا الشأن إلى مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله  التي تجسد توجهات الدولة منذ إنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارىء والأزمات والكوارث.

أشار البادي إلى إن من أبرز اجراءات الاستعداد لمواجهة الطوارىء والأزمات هي تحليل الدروس المستفادة عقب كل حدث لافتا إلى أنه مع انحسار إنتشار فيروس كوفيد 19 في دولة الإمارات والعديد من دول العالم نتيجة جهود القطاع الصحي وترسيخ ثقافة الالتزام بالإجراءات الإحترازية واتباع أقصى درجات الوقاية من الفيروس هناك أيضا الدروس الخاصة بالجانب الاقتصادي والمتمثلة في متانة البنية الاقتصادية للدولة بقطاعاتها المختلفة وعدم انهيارها أو إلحاق الضرر بها كما حدث في العديد من دول العالم الأخرى .

وسلط  البادي في كلمته الضوء أيضا على الدروس المستفادة على الجانب الإعلامي لافتا إلى نجاح الخطة التي وضعها المجلس الوطني للإعلام بالتنسيق مع الجهات الإعلامية في الدولة بامتياز ودوره البارز في بنشر الوعي في المجتمع حول وسائل الحماية من الوباء بجانب قطاع من المواطنين قاموا بتخصيص الفنادق والعقارات الخاصة بهم لتكون تحت تصرف الحكومة لمعاجة المصابين بالفيروس . مضيفا إلى ذلك الدروس المستفادة على صعيد البنية التحتية في تقنية المعلومات والاتصالات والتي ساهمت في تنفيذ توجيهات الحكومة في مجال التعليم والعمل عن بعد .

وأكد  خالد محمد البادي أن أهم الدروس المستفادة من تلك الأزمة هو نجاح رؤية القيادة الرشيدة في الاستثمار بالعنصر البشري المواطن والذي ضرب أروع الأمثلة في تنفيذ توجيهات الحكومة أثاء الأزمة وخاصة العاملون منهم في القطاع الصحي والذين أشاد بجهودهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقوله ( أنتم فخر الإمارات وتضحياتكم وجهودكم في خدمة كل من على هذه الأرض مقدرة وهي مصدر فخر واعتزاز والهام ) .

وشدد على ضرورة تكييف قوانيننا ولوائحنا وسياساتنا وتطويرها في قطاع التأمين لتتواكب مع الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم في استخدامات الذكاء الاصطناعي قائلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي منذ ظهور جائحة كوفيد 19 جاء لدعم جهود التصدي للأزمة غير المسبوقة الناجمة عن تفشي الوباء لافتا في هذا الخصوص إلى أنه على الرغم من بعض التحفظات المرتبطة بالقضايا التشغيلية والأخلاقية فإن الدوائر العلمية ومعها صناع السياسة ووسائل الإعلام على مستوى العالم قد أكدت على الفائدة المحتملة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في المساعدة على مكافحة الفيروس على جبهات عدة بما في ذلك الرعاية الصحية والاقتصاد والتجارة والسفر والتكنولوجيا وإجراءات السلامة والوقاية من حالات تفشي الأوبئة المستقبلية .

أضاف  البادي في كلمته الافتتاحية للملتقى بأن الذكاء الاصطناعي قد ساعد السلطات في العديد من الدول حتى الآن على الحد من انتشار جائحة كوفيد 19 بطرق عدة من بينها إبلاغ السلطات الصحية عن زيادة عدد الموجودين في الأماكن العامة والمخاطر الصحية الشديدة المحتملة التي تشكلها مجموعات الفيروسات وأيضا المساعدة في رصد تدفق الأشخاص والمركبات على طول الطرق من خلال الرادارات ما يساعد على ضمان الامتثال لتدابير الطوارىء في الوقت الذي أتاح فيه الذكاء الاصطناعي على صعيد الأعمال التجارية مزايا مهمة  للشركات والمنظمات .

 وفي طرحه لأهمية موضوع الإستدامة  المالية لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي ( المطروح على أجندة الملتقى ) أوضح خالد البادي أن قدرة شركات التأمين على الوفاء بالتزاماتها المالية الحالية والمستقبلية من دون الحاجة إلى إعادة جدولة الديون أصبحت ذات أولوية لافتا إلى أن مسألة التنويع الاقتصادي عادت مسألة ملحة في الدول الخليجية .

ويشكل هذا اللقاء التأميني السنوي الهام عامل دعم لقطاع التأمين الحيوي وتطوير هذه الصناعة لما تمثله من دور هام وفعال في الاقصادات الوطنية لدول المجلس كما يوفر فرصا مهمة للوقوف على التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه القطاع وتدعيم أواصر التعاون وتبادل الخبرات وتوظيف هذه الخبرات والطاقات في مواجهة التحديات المحتملة .

وسلط الملتقى في جلسة العمل الأولى التي ترأسها كل من ياسر البحارنة الرئيس التنفيذي لشركة ترست ري ( مملكة البحرين ) وبسام أديب جلميران رئيس اللجنة الفنية الرئيسية باتحاد التأمين الخليجي الرئيس التنفيذي  لشركة الوثبة الوطنية للتأمين بدولة الإمارات سلط الضوء بالنقاش والتحليل على مؤشرات الاستدامة المالية قبل وبعد جائحة كوفيد 19 وتأثيرات الاستدامة على قطاع التامين وخطط التنمية المستدامة ومؤشرات الآثار الاقتصادية والإقليمية بالإضافة إلى تحديد متطلبات التأمين ومنتجات إدارة الأصول والخدمات الاستشارية وكذلك مؤشرات النمو والأداء لصناعة التأمين الخليجية ومدى تعافي الأسواق .

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور حمد عبداللة المحياس الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للضمان الصحي ( ضمان ) ومحمد عبندة المدير الإقليمي للشئون القانونية والامتثال لمنطقة الشرق الأوسط لشركة أيون ( الإمارات ) استعرضت ورشة عمل وحوار لرواد صناعة التأمين تجارب بعض شركات التأمين الخليجية وكيف استطاعت تكييف أنشطتها وتسخير التكنولوجيا في معاملاتها مع الأفراد والشركات المؤمن لهم في ظل القيود والضغوط المفروضة عليها من الحكومات وهيئات الرقابة لعدم استثناء تلك المخاطر من وثائق التأمين .

ويناقش الملتقى في اليوم الثاني خلال جلستي عمل موضوعات بالغة الأهمية من بينها الدروس المستفادة من الجائحة والحلول المطروحة لمواجهة أخطار مستقبلية كإنشاء مجمعات تامينية متخصصة أو صناديق كارثية ودور شركات التأمين في مساعدة الحكومات وصناع القرار وزيادة الوعي التاميني ودور هيئات الإشراف والرقابة في دعم قطاع التأمين من آثار فيروس كورونا – كوفيد 19 المستجد .
كما يناقش أهمية الذكاء الاصطناعي لخدمة قطاع التأمين من رقمية المعلومات وتحليل البيانات الديمغرافية وتقديم حلول ومنصات افتراضية في عمليات تقييم المخاطر والاكتتاب وتقدير وتسوية الخسائر.