انطلاق ملتقى «نبني أسرة ونحمي وطن» لجمعية كلنا الإمارات

انطلاق ملتقى «نبني أسرة ونحمي وطن» لجمعية كلنا الإمارات


انطلقت مساء أمس الأول الإثنين الجلسة الأولى من ملتقى (نبني أسرة ونحمي وطن)، الذي تنظمه جمعية كلنا الإمارات عن طريق تقنية «الاتصال المرئي» ويستمر لمدة ثلاثة أيام من الساعة الثامنة مساء ولغاية التاسعة والنصف، بمشاركة نخبة من الاستشاريين والاخصائيين والخبراء بشؤون الأسرة والمجتمع.

وفي بداية الجلسة وجّه الدكتور سعيد بن هويمل العامري عضو مجلس إدارة جمعية كلنا الإمارات مدير الملتقى، كلمة رحب فيها بالمشاركين، وأشار إلى أن هذا الملتقى يهدف إلى تثقيف المجتمع بقضية العزوف عن الزواج وضرورة إقامة أسرة متماسكة مستقرة، وأكد أن الأسرة هي الأساس في تكوين مجتمع سليم معافى قادر على بناء وطنه والذود عنه ورفعته في كافة المجالات، وأشار إلى أن الحكومة الرشيدة وفرت الكثير من الدعم والحوافز لتشجيع الشباب على الزواج وبناء أسرة مستقرة، وأنه لا يوجد مبرر يدعو للعزوف عن الزواج خاصة بالنسبه للشباب الذي يتعلل بغلاء المهور أو التركيز على الدراسة والتحصيل الأكاديمي والإنشغال بالعمل أو الخوف من الفشل. وبيّن أن كل ما يرهق الشباب وهم في مقتبل حياتهم الأسرية أمور ليس لها مبرر ولا تتفق مع ديننا فضلأ عن أنها تتنافي مع تقاليدنا وعاداتنا الأصيلة، وأكد أن الثروه ليست في الإمكانيات الماديه وحدها؛ وأنما الثروة الحقيقيه للأمم في رجالها. وتمنى أن يخرج هذا الملتقى بنصائح وتوصيات تخدم مجتمع دولة الإمارات.

وبدأت الجلسة مع ورقة عمل للأستاذة هند العوضي (الموجه التوعوي للمقبلين على الزواج في دائرة القضاء)، استعرضت خلالها مفهوم العزوف عن الزواج وأوضحت أن ذلك يعني الرفض الداخلي لدي الأشخاص لفكرة الارتباط والزواج وإقامة الأسرة، وأشارت إلى أن ظاهرة العزوف عن الزواج موجودة في كل المجتمعات وفي كل الأزمنة.

وتحدثت عن الأسباب التي تؤدي إلى العزوف عن الزواج، سواء الأسباب المادية مثل غلاء الأسعار وعدم تحمل تكاليف الزواج أم النفسية ومنها الخوف من الالتزام، والتفكك الاسري وحب العزلة، وطرحت لحلول العزوف عن الزواج من ناحية الأسرة، والتي تتوفر من خلال تربية الأبناء على تحمل المسؤولية والعمل على تيسير أمور الزواج، وتطبيق الشريعة الإسلامية التي تحث عى  الزواج.

كما تحدثت العوضي عن أهمية التنشئة الاجتماعية، من خلال تدريب الأفراد على أدوارهم المستقبلية ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وأشارت إلى تأثير المراحل الدراسية عى  بناء الأبناء وتعليمهم وزيادة الوعي لديهم، وعرضت لإحصائيات عن أسباب العزوف عن الزواج والتي جاء 74 بالمئة منها بسبب ارتفاع تكاليف الزواج.  وأشارت إلى الحلول التي وفرتها الدولة لمشكلة  العزوف عن الزواج مثل توفير  فرص عمل للشباب والمساكن المناسبة وبطرق ميسرة، وتقديم منح للزواج وتشجيع فكرة الزواج الجماعي.

وفي الجزء الثاني تحدثت العوضي عن جائحة كورونا وأثرها في عزوف الشباب عن الزواج، وأكدت على دور الأسرة الإيجابي من ناحية الزواج في عصر كورونا، من خلا ل إقامة الزواج بأقل التكاليف وإلغاء حفلات الأعراس، كما أكدت على دور وسائل الإعلام في نشر الوعي الفكري والثقافي وتسليط الضوء على فوائد الزواج في ظل جائحة كورونا مثل تقليل تكاليف الزواج وتشجيع فكرة الزواج الافتراضي.. وفي ختام حديثها أشارت الأستاذة هند العوضي إلى أن دولة الإمارات سجلت 5901 عقد زواج خلال 6 أشهر منها ٦٠٠ عقد زواج في شهر يونيو الماضي.

وفي الجلسة الثانية من المتلقى في يومه الأول، تحدثت الأستاذة شيخة الزحمي، أخصائية العلاقات الأسرية في مؤسسة التنمية الأسرية، وتناولت قضية المشاكل بين الوالدين وأثرها على تأخر زواج الشباب، وبينت أن العلاقة بين الزوجين لها انعكاس كبير على الصحة النفسية عند الأبناء، وأشارت إلى أن عدم التوافق بين الزوجين وحالات النزاع بين الأزواج من العوامل المؤثرة سلبا على الصحة النفسية والعقلية للأبناء وتشكيل اتجاهاتهم وسلوكهم الزواجي مستقبلا من حيث التردد والخوف من اتخاذ قرار الزواج والتأخر فيه.

وأوضحت أن العلاقة بين الوالدين هي اللبنة الأساسية التي تبني عقول الأطفال ونظرتهم المستقبلية لكل جوانب الحياة، وقالت إنه وفي في معظم الأحيان لا يدرك الآباء أثر خلافاتهم على المدى البعيد على أبنائهم والتي تعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل الزواج عند الشباب أو عزوفهم عنه نتيجة المشاعر والأفكار التراكمية التي نمت أثناء طفولتهم.

وأشارت إلى أن مؤسسة التنمية الأسرية أخذت على عاتقها مساعدة الشباب على تصحيح بعض الصور والأفكار والفصل بين الخبرات السابقة لديهم وإكسابهم أسس ومبادئ ومهارات بناء الحياة الزوجية السليمة وتزويدهم بمهارات التعامل الصحيحة وفق الفروقات الطبيعية لكلا الجنسين، كما تعمل على تثقيف وتوعية الآباء تجاه الأدوار المتوقعة منهم ومسؤولياتهم في دعم استقرار أسر أبنائهم بعد الزواج.

وفي المحور الثاني الخاص بأثر منصات التواصل الاجتماعي على عقول الأزواج، أوضحت الأستاذة شيخة الزحمي أن شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر عاملا قويا جدا للتأثير على مجريات الحياة وتغيير الأفكار والاتجاهات في بعض الأحيان وتؤثر على الحياة الزوجية سواء بالإيجاب أو السلب ويعتمد ذلك على استخدام الأزواج للشبكات والسماح لها بالتأثير على حياتهم دون قيود.

ووأوضحت أنه وبسبب الاستخدام الخاطئ لمنصات التواصل الاجتماعي دون مراعاة أساسيات المجتمع والحياة التي تختلف من مكان إلى آخر قد يؤدي إلى هدم الحياة الزوجية والدخول في صراعات قد تؤدي إلى دمار الأسرة. وأشارت إلى أن استخدام هذه الوسائل في مناقشة قرارات وخلافات الأزواج قد يترتب عليها زيادة الفجوة والخلاف على عكس المناقشات والحوار المباشر. ويناقش الملتقى في يومه الثاني (القوانين والتشريعات في بناء الأسرة  وتتحدث خلاله سعادة عائشة رشا، عضو المجلس الوطني الإتحادي)، ومشكلة (تكاليف الزواج ووكيفية الإستفادة من منح الدولة، وتتحدث فيها الأستاذة وحيدة حسن، مدير إدارة منح الزواج). ويبث الملتقى جلساته في الساعة الثامنة مساء عبر تقنية الاتصال المرئي على منصة (زوم).