رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الســوري تبـادلا خلالـه التهانـي بعيـد الأضحى
انعكاسات تفكيك «مخيم الركبان» على استقرار الحدود الأردنية-السورية
رجح مراقبون ومختصون أن تشهد الحدود الأردنية السورية استقراراً في الفترة المقبلة، بفعل عدة عوامل من بينها تفكيك مخيم الركبان الذي أعلنت السلطات السورية السبت عن إغلاقه. وبإغلاق المخيم، تطوى صفحة من معاناة النازحين السوريين، ويسدل الستار على عمليات إرهابية كان المخيم والمناطق المحاذية له شاهدة على إرهاب داعش من جهة، ومن جهة ثانية على العمليات العسكرية للمليشيات الإيرانية التي كانت تستغل المنطقة كخط شريان حيوي بين الأردن، العراق وسوريا ومنها إلى لبنان. ويرتبط مخيم الركبان ذهنياً بقاعدة التنف التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية لقيادة التحالف الدولي في حربه على «تنظيم داعش» الذي شكل من المنطقة بؤرة لعملياته العسكرية.
ويقول مراقبون لـ»إرم نيوز» إن تفكيك المخيم سيشكل ارتياحاً للسلطات الأردنية بعد سنوات من المواجهة والقلق والترقب والحذر فيما يتعلق بملف النازحين واللاجئين، والوجود المسلح للتنظيمات الإرهابية والمليشيات الإيرانية.
ويرى المحلل السياسي الدكتور بدر الماضي أن تفكيك مخيم الركبان، يعني تفكيك بيئة حاضنة لبعض الحركات المتطرفة التي حاولت أن تستغل تلك الجغرافيا في سنوات الأزمة السورية الطويلة.
ويقول في حديث لـ»إرم نيوز» إن تفكيك مخيم الركبان من شأنه تبديد القلق الأردني ويشكل ارتياحاً بالتأكيد على المستوى الأمني، فالمنطقة كانت مركز انطلاق لعمليات مسلحة تستهدف الجيش الأردني، ومسألة إغلاقه تعني عودة الحياة الطبيعة لسوريا والتخلص تدريجياً من الجماعات المتطرفة أو البيئة التي تستغلها أو تستثمرها. ويتابع الماضي بالقول إن «تفكيك الركبان يشكل كذلك تحرراً أردنيا من قلق أخلاقي وإنساني طالما مارسته منظمات دولية للضغط على الأردن للتعامل مع المخم رغم أنه موجود على الأراضي السورية»، في حين أن الأردن كان ينادي بمسؤولية النظام آنذاك عن الملف وكذلك روسيا، واليوم هي مسؤولية النظام السوري الحالي الذي تعامل بمسؤولية مهمة مع الملف وقام بتفكيكه.
من جهته، أكد المحلل المختص بالشأن السوري حسن جابر أن أهمية تفكيك مخيم الركبان تأتي من كونه محاذيا لقاعدة التنف الأمريكية، التي أنشئت لغاية جيوسياسية لقطع الطريق البري الواصل بين العراق وسوريا والأردن، واستخدمته المليشيات الإيرانية خطا لوجيستيا من طهران لبيروت. ويضيف جابر في حديث لـ»إرم نيوز» أن «تفكيك مخيم الركبان يعكس نقلة نوعية لواقع ومأساة النزوح السوري والمعاناة خلال سنوات الصراع، فرجوع النازحين لمنازلهم سوف يشجع الكثير من اللاجئين على العودة الطوعية لبلادهم بخاصة مع تحسن المؤشرات الأمنية والسياسية والاقتصادية في سوريا الجديدة، فضلا عن حالة الاستقرار الإيجابي الآخذة في التصاعد».
وتابع جابر: «شهد المخيم في الفترة الماضية انتشار أوبئة، وشهدنا تطوع فريق طبي دولي لمعالجة المرضى، لقد كان واقعاً مأساوياً»، فيما كان أمنياً يثير القلق الأردني من محاولات التسلل، وكان يلقي بأعباء على الأردن وضغوط دولية لاستقبال اللاجئين بعد أن أغلقت المملكة حدودها باستيعاب ما هو أكبر من طاقتها من اللاجئين الهاربين من بطش نظام الأسد. أما المحلل السياسي محمد الشياب، فأشار إلى أن «الأردن مرتاح بالتأكيد لخطوة تفكيك المخيم، فقد كان يشكل عامل قلق رغم أنه لا يقع في الأراضي الأردنية، إلا أنه محاذٍ لها على الحدود المشتركة مع العراق وسوريا، وقريب من قاعدة التنف العسكرية التي تشكل نقطة لمواجهة داعش من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى الشياب في حديثه لـ»إرم نيوز» أن تعاطي التحالف الدولي مع ملف مخيم الركبان كان متذبذباً، لكن اليوم مع تفكيكه يعطي فرصة لتشجيع النازحين واللاجئين للعودة إلى بلادهم. ويردف بالقول: «لا يوجد ارتباط كبير لملف الركبان مع ملف التهريب المنظم للسلاح والمخدرات، فمسألة التهريب من الحدود الأردنية السورية ترتبط بالحدود الساخنة مثل معبر نصيب والمناطق المحاذية للسويداء ودرعا، في حين إن منطقة الركبان صحراوية وبعيدة عن مناطق التهريب وكانت تستغل لأعمال مسلحة من تنظيمات إرهابية.
وشكل مخيم الركبان هاجساً أمنياً للأردن، ففي 21 حزيران-يونيو من العام 2016 أعلن الجيش الأردني مقتل 6 من أفراده وإصابة 14 آخرين من قوات حرس الحدود والأجهزة الأمنية إثر هجوم على الحدود الشمالية الشرقية بالقرب من الساتر الترابي المقابل لمخيم الركبان.
وكان مخيم الركبان يؤوي نازحين سوريين منذ إنشائه عام 2014، ويقع في منطقة الركبان عند مثلث الحدود السورية مع العراق والأردن، ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كيلو متراً، أقامها التحالف الدولي لمحاربة داعش، بقيادة واشنطن، وأنشأ فيها قاعدة التنف حيث تنتشر قوات أميركية.