رئيس الدولة ورئيسا أفريقيا الوسطى وأنغولا يبحثون هاتفياً علاقات التعاون
صداقة حقيقية ومعقدة:
باراك أوباما وبايدن: هل دقت ساعة ثَأْر جو...!
-- أحد دوافع جو بايدن لكسب الحملة الحالية هو إثبات خطأ رئيسه السابق
-- استراتيجيًا وفكريًا، كان التقارب بين أوباما وهيلاري أكبر من العلاقة بينها وبين بايدن
-- يرغب جو بايدن في أن يثبت لمنتقديه، ولأوباما، أن لديه الصفات المطلوبة لإدارة البلاد
-- جو سياسي ميداني وعلى دراية بحيل مجلس الشيوخ وألعاب الكونغرس التي تجري خلف الكواليس
الصداقة بين باراك أوباما وجو بايدن حقيقية، وسبق ان ذكرت في أبريل أن الأمر لم يكن سهلاً عام 2008، وأن هذه العلاقة أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.لا في أبريل ولا الآن، لا أعتزم التشكيك في التواطؤ الواضح بين الرجلين، أو إقناعكم بأن جميع الميمات أو مقاطع الفيديو لم تكن سوى مسرحة أو مجرد توظيف لأغراض انتخابية. لقد استطاع الاستراتيجيون الديمقراطيون استغلال صداقة حقيقية.
لئن كان جو بايدن وباراك أوباما حليفين وأصدقاء، فإن علاقتهما مع ذلك تستحق بعض التوضيح الإضافي. وفي مقال نشر هذه الايام، أوضح موقع بوليتيكو، أنّ أحد دوافع جو بايدن لكسب الحملة الحالية هو إثبات خطأ رئيسه السابق.
لعلكم تتذكرون أنه قبل بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، قال أوباما إن بايدن لم يكن مضطرًا للتضحية بنفسه، في إشارة إلى تقدمه في السن وقدرته على الخدمة، واكد أول رئيس أسود إن بايدن يستحق أكثر من الراحة وإنهاء حياته السياسية بنقطة ايجابية، نائب رئيس صادق ومخلص، وكانت شعبيته عالية جدًا في ذلك الوقت.
ما يتم تناوله بشكل أقل هو أنه في عام 2020، تمامًا كما في 2016، لم يعتقد باراك أوباما أن صديقه هو أفضل مرشح. بعد فترة وجيزة من رحيل هيلاري كلينتون عن وزارة الخارجية، خصّها باراك أوباما بمعاملة ملكيّة، مما عبّد لها طريق الترشّح عام 2016.
استراتيجيًا وفكريًا، كان التقارب بين أوباما ومنافسته السابقة أكبر من العلاقة بينها وبين بايدن. وسواء أحببناها أم لا، فإن كلينتون تتسم بالدقة الشديدة، وكانت معرفتها بالقضايا والرهانات، والكواليس الداخلية، استثنائية.
ان أوباما مفكر، ويعتبر هيلاري ندّا له. ورغم انه كان ينسب إلى جو بايدن تجربة سياسية كبيرة، يبدو أن جانبه البراغماتي وعفويته قد أزعجته في عدة مناسبات.
ولئن استطاع أوباما التكيّف مع أسلوب وسلوك نائبه، يبدو أن بقية حاشيته لم تنجح في ذلك أبدًا. وقيل إن المثقفين الأكاديميين الذين أحاطوا بأوباما، كانوا متعالين بشكل خاص على بايدن، واعتبروه شرًا لا بدّ منه، وسياسيًا من جيل آخر. وقد أيد العديد من هؤلاء المستشارين علانية ترشيح كلينتون قبل العمل معها عام 2016.
تعرفون طبعا سمعة جو بايدن كشخصية كثيرة الاخطاء، وطبيعته المندفعة. وتعرفون أيضًا أسلوبه الدافئ -كثيرًا، على ما يبدو -لكن لا تنخدعوا بالصورة السطحية التي يحب بايدن تعهّدها والحفاظ عليها. بايدن سياسي القرب، ولكن خصوصا، سياسي ميداني وعلى دراية جيدة بجميع حيل مجلس الشيوخ وألعاب الكونغرس التي تجري خلف الكواليس.
ورغم تقدير مستشاري أوباما بنسب متفاوتة لتدخلات نائب الرئيس، إلا أن أسلوبه وأخلاقه جعلا منه المكمّل المثالي لرئيسه. وأذكر انني عبّرت عن أسفي من أنّ الرئيس أوباما كان يتردد أحيانًا في خوض المعارك، ويشمر عن سواعده، ويواجه خصومه مباشرة في الخنادق.
كان بايدن يدرك أن بلاغة رئيسه وذكائه ونبل نواياه لن تكون كافية للوفاء بوعود حملة 2008. فالسياسة الأمريكية هي رياضة اتصال وتواصل، وأن تطمح الى ان تكون صاحب أفضل روح رياضية نادرا ما يسمح لك ببلوغ الأهداف.
لذلك تردد أوباما مرتين أو حتى رفض دعم نائبه السابق. إنه يدرك عيوبه والحاجة الى تجديد زعامة حزبه السياسي. ومع ذلك، يمكننا أن نفهم بسهولة أنه بعد تعرضه للإذلال عام 2016 وبعد أن نجا من الانتخابات التمهيدية دون أن يتدخل رئيسه السابق لصالحه، يرغب جو بايدن في أن يثبت لمنتقديه، ولأوباما، أن لديه الصفات المطلوبة للتجميع وإدارة البلاد. في الأسبوع المقبل، سيساهم الثنائي أوباما بنشاط في المؤتمر الديمقراطي، وستستمعون اليهما يمتدحان صفات جو بايدن، وستكون الكلمات صادقة. ومع ذلك، ضعوا في اعتباركم أن للصداقة حدودها في السياسة، وأن الكثير من الناس ما زالوا يعتقدون أن جو بايدن مرشح تسوية ومرحلة انتقالية. ربما يفضل باراك أوباما أن تكون صديقته كامالا هاريس في مقعد القيادة بدلاً من الترشح لمنصب نائب الرئيس، ولعله سيضطر إلى الانتظار أربع سنوات.
لوك لاليبرتي أستاذ تاريخ، ومحاضر، ومعلق سياسي كندي مختص في السياسة والتاريخ الأمريكيين
-- استراتيجيًا وفكريًا، كان التقارب بين أوباما وهيلاري أكبر من العلاقة بينها وبين بايدن
-- يرغب جو بايدن في أن يثبت لمنتقديه، ولأوباما، أن لديه الصفات المطلوبة لإدارة البلاد
-- جو سياسي ميداني وعلى دراية بحيل مجلس الشيوخ وألعاب الكونغرس التي تجري خلف الكواليس
الصداقة بين باراك أوباما وجو بايدن حقيقية، وسبق ان ذكرت في أبريل أن الأمر لم يكن سهلاً عام 2008، وأن هذه العلاقة أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه.لا في أبريل ولا الآن، لا أعتزم التشكيك في التواطؤ الواضح بين الرجلين، أو إقناعكم بأن جميع الميمات أو مقاطع الفيديو لم تكن سوى مسرحة أو مجرد توظيف لأغراض انتخابية. لقد استطاع الاستراتيجيون الديمقراطيون استغلال صداقة حقيقية.
لئن كان جو بايدن وباراك أوباما حليفين وأصدقاء، فإن علاقتهما مع ذلك تستحق بعض التوضيح الإضافي. وفي مقال نشر هذه الايام، أوضح موقع بوليتيكو، أنّ أحد دوافع جو بايدن لكسب الحملة الحالية هو إثبات خطأ رئيسه السابق.
لعلكم تتذكرون أنه قبل بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، قال أوباما إن بايدن لم يكن مضطرًا للتضحية بنفسه، في إشارة إلى تقدمه في السن وقدرته على الخدمة، واكد أول رئيس أسود إن بايدن يستحق أكثر من الراحة وإنهاء حياته السياسية بنقطة ايجابية، نائب رئيس صادق ومخلص، وكانت شعبيته عالية جدًا في ذلك الوقت.
ما يتم تناوله بشكل أقل هو أنه في عام 2020، تمامًا كما في 2016، لم يعتقد باراك أوباما أن صديقه هو أفضل مرشح. بعد فترة وجيزة من رحيل هيلاري كلينتون عن وزارة الخارجية، خصّها باراك أوباما بمعاملة ملكيّة، مما عبّد لها طريق الترشّح عام 2016.
استراتيجيًا وفكريًا، كان التقارب بين أوباما ومنافسته السابقة أكبر من العلاقة بينها وبين بايدن. وسواء أحببناها أم لا، فإن كلينتون تتسم بالدقة الشديدة، وكانت معرفتها بالقضايا والرهانات، والكواليس الداخلية، استثنائية.
ان أوباما مفكر، ويعتبر هيلاري ندّا له. ورغم انه كان ينسب إلى جو بايدن تجربة سياسية كبيرة، يبدو أن جانبه البراغماتي وعفويته قد أزعجته في عدة مناسبات.
ولئن استطاع أوباما التكيّف مع أسلوب وسلوك نائبه، يبدو أن بقية حاشيته لم تنجح في ذلك أبدًا. وقيل إن المثقفين الأكاديميين الذين أحاطوا بأوباما، كانوا متعالين بشكل خاص على بايدن، واعتبروه شرًا لا بدّ منه، وسياسيًا من جيل آخر. وقد أيد العديد من هؤلاء المستشارين علانية ترشيح كلينتون قبل العمل معها عام 2016.
تعرفون طبعا سمعة جو بايدن كشخصية كثيرة الاخطاء، وطبيعته المندفعة. وتعرفون أيضًا أسلوبه الدافئ -كثيرًا، على ما يبدو -لكن لا تنخدعوا بالصورة السطحية التي يحب بايدن تعهّدها والحفاظ عليها. بايدن سياسي القرب، ولكن خصوصا، سياسي ميداني وعلى دراية جيدة بجميع حيل مجلس الشيوخ وألعاب الكونغرس التي تجري خلف الكواليس.
ورغم تقدير مستشاري أوباما بنسب متفاوتة لتدخلات نائب الرئيس، إلا أن أسلوبه وأخلاقه جعلا منه المكمّل المثالي لرئيسه. وأذكر انني عبّرت عن أسفي من أنّ الرئيس أوباما كان يتردد أحيانًا في خوض المعارك، ويشمر عن سواعده، ويواجه خصومه مباشرة في الخنادق.
كان بايدن يدرك أن بلاغة رئيسه وذكائه ونبل نواياه لن تكون كافية للوفاء بوعود حملة 2008. فالسياسة الأمريكية هي رياضة اتصال وتواصل، وأن تطمح الى ان تكون صاحب أفضل روح رياضية نادرا ما يسمح لك ببلوغ الأهداف.
لذلك تردد أوباما مرتين أو حتى رفض دعم نائبه السابق. إنه يدرك عيوبه والحاجة الى تجديد زعامة حزبه السياسي. ومع ذلك، يمكننا أن نفهم بسهولة أنه بعد تعرضه للإذلال عام 2016 وبعد أن نجا من الانتخابات التمهيدية دون أن يتدخل رئيسه السابق لصالحه، يرغب جو بايدن في أن يثبت لمنتقديه، ولأوباما، أن لديه الصفات المطلوبة للتجميع وإدارة البلاد. في الأسبوع المقبل، سيساهم الثنائي أوباما بنشاط في المؤتمر الديمقراطي، وستستمعون اليهما يمتدحان صفات جو بايدن، وستكون الكلمات صادقة. ومع ذلك، ضعوا في اعتباركم أن للصداقة حدودها في السياسة، وأن الكثير من الناس ما زالوا يعتقدون أن جو بايدن مرشح تسوية ومرحلة انتقالية. ربما يفضل باراك أوباما أن تكون صديقته كامالا هاريس في مقعد القيادة بدلاً من الترشح لمنصب نائب الرئيس، ولعله سيضطر إلى الانتظار أربع سنوات.
لوك لاليبرتي أستاذ تاريخ، ومحاضر، ومعلق سياسي كندي مختص في السياسة والتاريخ الأمريكيين