باريس سلمت آخر قواعدها.. حرب النفوذ تحتدم في غرب أفريقيا

باريس سلمت آخر قواعدها.. حرب النفوذ تحتدم في غرب أفريقيا


رجح خبيران أن تسعى دول مثل الصين وروسيا وتركيا والولايات المتحدة إلى ترسيخ نفوذ عسكري في غرب أفريقيا.
وأثار إنهاء فرنسا تسـليم قواعدها العسكرية في السنغال تســـــــاؤلات حول ما ســــــــيأتي بعـــد إتمـام باريس ســـــحب قواتها من غــــــرب أفريقيـــــــا، المنطقة التي تشهد هجمات متصاعدة من قبل جماعات مسلحة مثل جماعـــــــــة نصــــرة الإســــــــلام والمسلمين وغيرها.
وكشفت فرنسا رسميا عن تسليم آخر قاعدتين عسكريتين لها في السنغال، وهما معسكر جيلي (أكبر قاعدة فرنسية في البلاد) والمطار العسكري في مطار دكار الدولي، وذلك خلال مراسم أُقيمت بحضور كبار المسؤولين من الجانبين، بينهم الجنرال مباي سيسيه (رئيس الأركان السنغالية) والجنرال باسكال ياني قائد القوات الفرنسية في أفريقيا.
 ويأتي هذه التطور بعد سنوات من مغادرة القوات الفرنسية لمالي وبوركينا فاسو والنيجر، وذلك بعد انقلابات عسكرية أطاحت حلفاء لباريس في هذه الدول وكان آخرهم محمد بازوم رئيس النيجر؛ وهو ما يثير تساؤلات جدية حول الدول التي ستستفيد من الفراغ الذي ستتركه فرنسا.
روسيا ستستفيد
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو: «من المؤكد أن دولا مثل روسيا وتركيا والولايات المتحدة ستسعى لترسيخ نفوذ عسكري يخلف الحضور الفرنسي وهي محاولات بدأت منذ فترة خاصة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية». وأضاف لـ»إرم نيوز» أن «روسيا ستستفيد بالفعل من الانسحاب الفرنسي خاصة أن لها قوات على الأرض في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهي تترصد الآن موقف السنغال من حضورها وقد تتقرب من ساحل العاج أيضاً التي تستعد هي الأخرى لعملية مغادرة فرنسية».
وشدد ديالو على أن «هذه التغييرات في المقابل قد لا تساعد على بسط الاستقرار والأمن في منطقة غرب أفريقيا حيث تخلق فراغاً استخبارياً كبيراً تعمل الجماعات المسلحة سواء الانفصالية أو المتشددة على استغلاله ومهاجمة الجيوش الوطنية التي تعاني أصلاً من ضعف فادح في العتاد والجنود».

تنافس محموم
بدوره قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، إن «الانسحاب الفرنسي سيؤدي فعلياً إلى تنافس محموم بين الصين وروسيا والولايات المتحدة وتركيا بشكل خاص فيما ستحاول قوى أخرى مثل إيران الحصول على نفوذ ليس بحجم النفوذ الفرنسي أو الأمريكي أو التركي».
 وتابع في تصريح لـ»إرم نيوز» أن «الأفضلية في غرب أفريقيا ستُمنح بالفعل لمن يقدم عروضاً مغرية أكثر من الآخر سواء على صعيد احترام السيادة الوطنية أو الأسلحة وأسعارها؛ إذ أن ثمة عوامل عدة تتداخل في من سيكون له السبق الآن في غرب القارة السمراء».
وشدد إدريس على أن «الأنظمة الصاعدة تبحث عن من يحترم سيادتها الوطنية ويقدم في المقابل خدمات قادرة على المساهمة في استعادة الأمن والاستقرار».