عملاق خارج عن السيطرة «3»

باستثمارات ضخمة: الصين، قوة علميّة هائلة...!

باستثمارات ضخمة: الصين، قوة علميّة هائلة...!

-- باتت الصين أكثر تقدمًا من الولايات المتحدة وقوى علمية أخرى في العديد من المجالات
-- يتمتع الباحثون الصينيون أيضًا بشبكة واسعة من العلاقات حول العالم
-- ضخت إمبراطورية الوسط ما يعادل 400 مليار دولار في الأبحاث عام 2020
-- يوجد في الصين حوالي 2600 مؤسسة أكاديمية تضم 32 مليون طالب
-- منذ عام 2019، الصين هي الدولة التي تقدم معظم طلبات براءات الاختراع، متقدمة على الأمريكان


  يوجد في الصين حوالي 2600 مؤسسة أكاديمية تضم 32 مليون طالب. ورغم أن كل هذه الجامعات ليست من الطراز العالمي، إلا أن الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الحكومة الصينية في التعليم العالي والبحث بدأت تؤتي ثمارها. 
قبل حوالي 40 عامًا، كانت الصين تخرج بصعوبة من الثورة الثقافية. فقد ظلت جميع مؤسسات التعليم العالي تقريبًا مغلقة طيلة 10 سنوات، بسبب الثورة الثقافية.  وفي الوقت الحاضر، تعدّ العديد من الجامعات الصينية من بين أفضل الجامعات في العالم في مجال العلوم.

استثمارات تؤتي ثمارها
   عام 2020، ضخت الحكومة الصينية ما يعادل 400 مليار دولار في الأبحاث. وهذه الاستثمارات الصينية في البحوث بدأت تثمر. فمنذ عام 2019، أصبحت الصين هي الدولة التي تقدم معظم طلبات براءات الاختراع، متقدمة على الولايات المتحدة، والفجوة آخذة في الاتساع. عام 2020، جاء 68720 طلب براءة دولي من الصين، بزيادة قدرها 16 بالمائة عن العام السابق. وفي العام نفسه ، جاء 59230 براءة اختراع من الولايات المتحدة، بزيادة قدرها 3 بالمائة فقط.
   تحت حكم شي جين بينغ، أصبح الجيش الصيني الباعث الرئيسي لجميع الأبحاث في المجالات الحساسة. وهو يأخذ تحت جناحه جميع الأبحاث ذات التأثير العسكري.

   علاوة على ذلك، لم يعد للباحثين الصينيين الحق في تقاسم نتائج الأبحاث التي يمكن أن تؤثر على الأمن القومي للبلاد مع زملائهم الأجانب. بمعنى آخر، يحظر كل تعاون في المجالات الحساسة.
   الولايات المتحدة ليست استثناء. اعتبارًا من عام 2019، حظرت وزارة الطاقة، التي تنسق البحث الكمي في الولايات المتحدة، على المنظمات والشركات التي تتعامل معها، من انتداب موظفين صينيين، وتنطبق القاعدة أيضًا حتى على المقاولين من الباطن.

في طليعة البحث
   تلاحق الصين الولايات المتحدة في عدة مجالات. فهي، على سبيل المثال، ترسل بعثات إلى القمر والمريخ، وتريد أن تبني مع روسيا قاعدة قمرية مأهولة في القطب الجنوبي للقمر.
   لكنها أكثر تقدمًا من الولايات المتحدة وقوى علمية أخرى في العديد من المجالات.
   على سبيل المثال، نجحت في نقل الاتصالات الكمومية عبر الأقمار الصناعية، وقامت بتطوير أقوى أجهزة الكمبيوتر الكمومية... وهي في طليعة الهندسة الوراثية.

   لا أحد يستطيع أن يتقن نثر السحب لجعلها تمطر أفضل مما تفعل، وتملك 312 من أسرع 500 جهاز كمبيوتر في العالم، ويمكن أن يصل قطار ماجليف القادم إلى أكثر من 800 كيلومتر.
   طور باحثوها للتو قلبًا اصطناعيًا مع رفع مغناطيسي، وستتولى بناء أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم، وشرع باحثوها في اعداد الجيل السادس، والذي يمكن أن يبدأ تنفيذه بحلول عام 2025.
   بالإضافة إلى مراكزهم ومرافقهم البحثية الهائلة، والتي تعد من بين الأحدث في العالم، يتمتع الباحثون الصينيون أيضًا بشبكة واسعة من العلاقات حول العالم.

 لقد أصبحت الصين
 مركز العالم العلمي
إمبراطورية لا تزال تلوث كثيرا
   حددت الصين لنفسها هدف أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2060. ورغم نجاح الصين بشكل عام في تحقيق أهدافها، إلا أن هناك كل الأسباب للاعتقاد بأنها لن تحقق الحياد الكربوني في هذا التاريخ.
    ومع ذلك، فقد طورت الصين الطاقات الخضراء بطريقة هائلة. لقد أصبحت المنتج الرائد في العالم للطاقة الخضراء، ولا يوجد منافس لألواحها الشمسية، الرخيصة والفعالة للغاية، في العالم.
   وأعلن الرئيس الصيني عام 2020، أن الصين ستصل إلى ذروتها في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قبل عام 2030 بقليل... فهل يمكننا تصديق ذلك؟

مشكلة
    المشكلة، هي أن احتياجات الصين من الطاقة تستمر في النمو بسرعة كبيرة، والفحم ينتج 58 بالمائة من الطاقة المستهلكة في الصين. ومن المتوقع أن يزداد هذا الاستهلاك بنسبة 21 بالمائة في السنوات القادمة.    والأسوأ من ذلك، أن الصين توقع عقودًا في جميع أنحاء العالم لبناء محطات طاقة تعمل بالفحم.
   ومن المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة في الصين مع استمرار صناعة السيارات في التوسع، أو لأن تغير المناخ وارتفاع مستويات المعيشة للشعب الصيني يؤدي إلى زيادة الطلب على أجهزة تكييف الهواء.    ومن الممكن أن يتم اكتشاف تقنيات جديدة لالتقاط غازات الاحتباس الحراري بحلول ذلك الوقت، تقنيات ستحتاجها الصين لتحقيق أهدافها.

معضلة
   غير ان الدافع وراء قرارات القادة الصينيين هو خصوصا، المعضلة التي يجدون أنفسهم فيها: إذا كانوا يريدون البقاء في السلطة، فيجب عليهم رفع مستوى معيشة المواطن الصيني العادي، وبالتالي تطوير الاقتصاد.
   لكن في الوقت نفسه ، يجب عليهم حل مشاكل التلوث الصارخة في الصين.
   نظريا، يعني هذا مزيد من الإنتاج مع تقليل التلوث... وعمليّا، من الأسهل زيادة الإنتاج والوعد بخفض التلوث في وقت بعيد.