بالسلم أو الحرب.. لماذا يضمن بوتين المكسب في خطة ترامب للسلام؟
كشف تقرير حديث أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتعامل مع خطة ترامب لأوكرانيا باعتبارها معادلة رابحة مهما كانت نتيجتها؛ إذ يمنحه السلام بشروطه تفوّقاً سياسياً طويل الأمد،
بينما يمنحه فشل المفاوضات فرصة لاستنزاف أوكرانيا والغرب ومراكمة مكاسب ميدانية وسياسية بلا كلفة استراتيجية حقيقية.
وبينما يندفع المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون لتعديل خطة السلام الأمريكية المؤلفة من 28 نقطة، والتي وضعت بمشاركة روسية، يبقى بوتين متفرجًا، مستفيدًا من أي سيناريو محتمل؛ فالخطة، في شكلها الحالي، تميل لمصلحة موسكو، وتضمن وضع أوكرانيا في حالة ضعف دائم، ما يمنح روسيا نفوذًا سياسيًا طويل الأمد، سواء تم توقيع الاتفاق أو فشل المفاوضات.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن بوتين نفسه أوضح في مؤتمر عبر الفيديو مع مسؤولي الأمن، أنه يرى الخطة أساسًا محتملًا للسلام،
مشددًا على أنه في حال لم يتم التوصل لاتفاق، فإن روسيا قادرة على مواصلة الضغط العسكري على أوكرانيا، وحذر من أن مزيدًا من المدن الأوكرانية ستسقط عاجلاً أم آجلاً، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو “يناسبنا أيضًا”؛ إذ يسمح لموسكو بتحقيق مكاسب على الأرض بينما يظل الغرب مشغولًا بالمفاوضات.
وأشار المحللون إلى أن بوتين يستفيد من جميع الخيارات الغربية؛
فحتى لو نجحت التعديلات على خطة ترامب، فإنها تكسب روسيا مزيدًا من الوقت، وتحافظ على الضغط على القوات الأوكرانية، وتستغل الانقسامات الأوروبية والأمريكية بشأن دعم كييف.
وبحسب مصادر فإن الاقتراحات الروسية الأصلية تضمنت قيودًا صارمة على حجم الجيش الأوكراني، وفرض قيود على انضمام كييف للناتو، مع ضمان مناطق منزوعة السلاح في دونيتسك،
وأجزاء من الأراضي التي “ضمّتها” روسيا، وهو ما يكرس التفوق العسكري والسياسي لموسكو، ورغم بعض التنازلات الطفيفة عن مطالب سابقة،
يظل الموقف الروسي راسخًا فيما يتعلق بالضمانات الأمنية والتخلي عن مطالب الأراضي بالكامل.
ويعتقد مراقبون أن رسالة الكرملين واضحة، مفادها بأن موسكو هي الرابح الأكبر، سواء عبر السلام أو الحرب، وأي خيار للغرب أو أوكرانيا يُلعب ضمن المعادلة التي رسمها بوتين لصالحه.