رئيس الدولة ورئيس أذربيجان يؤكدان العمل على ترسيخ أسس السلام والاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي
باولو روسي .. من رحم المعاناة إلى منصة التتويج بالمونديال
قد تكون البطولات الكبيرة فرصة للظهور أو تتويج مسيرة حافلة بالنجاح، ولكن أن تصبح طوقا للنجاة وفرصة ذهبية للعودة إلى الحياة الطبيعية فهو أمر نادر وفريد.
كانت بطولة كأس العالم 1982 لكرة القدم بإسبانيا بمثابة قبلة الحياة للمهاجم الإيطالي باولو روسي الذي نفض عن نفسه غبار الإيقاف والمعاناة من خلال هذه النسخة العالمية وصعد لمنصة التتويج ليستأنف مسيرته الكروية، بعدما كادت تنتهي مبكرا.
وفي عام 1980، تلقت كرة القدم الإيطالية صفعة موجعة بقضية كبيرة للتلاعب بنتائج المباريات في الدوري المحلي وتورط العديد من اللاعبين كان من بينهم باولو روسي، الذي كان لاعبا في بيروجيا آنذاك على سبيل الإعارة من فيتشنزا.
وخلال موسم 1979 - 1980، سجل روسي 13 هدفا فقط في 28 مباراة خاضها مع الفريق بالدوري، لكن التحقيقات أثبتت تورطه في قضية التلاعب التي عرفت بلقب "توتونيرو" ما تسبب في إيقافه عن ممارسة أي نشاط يتعلق باللعبة لثلاثة أعوام، ليغيب اللاعب بهذا عن صفوف المنتخب الإيطالي في كأس أمم أوروبا (يورو 1980) بإيطاليا، والتي احتل فيها الفريق المركز الرابع. وفيما تم تخفيض العقوبة لاحقا إلى عامين، كان روسي يستنكر دائما العقوبة المفروضة عليه ويؤكد براءته من هذه الاتهامات وأنه لم يكن سوى كبش فداء.
وفي مفاجأة من العيار الثقيل، أقدم يوفنتوس على خطوة أثارت جدلا هائلا في 1981 عندما وقع عقدا مع اللاعب لمدة خمس سنوات تتضمن العام الثاني في فترة إيقافه ليحصل اللاعب على راتب موسم كامل لم يشارك خلاله إلا في ثلاث مباريات بنهاية الموسم ليسجل هدفا واحدا ويشارك في فوز الفريق بلقب الدوري.
ولكن المفاجأة الأكبر كانت من المدرب إنزو بيرزوت المدير الفني للمنتخب الإيطالي وقتها، والذي ضم روسي إلى قائمة الفريق لمونديال 1982 بإسبانيا.
وتعرض بيرزوت لكثير من الانتقادات على اختيار روسي ضمن قائمته بدعوى أنه يفتقد للياقة المباريات بعد عامين من الإيقاف والابتعاد عن الملاعب، ولم تتوقف الانتقادات إلا مع حلول الدور الثاني في المونديال، والذي كتب شهادة المجد لروسي ومديره الفني بيرزوت.
وخلال هذا الدور، دشن روسي سجله التهديفي في البطولة بثلاثية (هاتريك) في شباك المنتخب البرازيلي، الذي كان المرشح الأبرز وقتها للفوز باللقب ليفوز المنتخب الإيطالي 3-2 ويتأهل إلى نصف النهائي على حساب البرازيل والأرجنتين. وفي نصف النهائي، سجل روسي هدفي الفوز 2-0 على المنتخب البولندي العنيد ليحجز الفريق الإيطالي مكانه في النهائي عكس كثير من التوقعات. واختتم روسي أهدافه بافتتاح التسجيل لفريقه في شباك ألمانيا الغربية في النهائي ليفوز الفريق 3-1 ، ويحرز لقبه العالمي الثالث بفضل موهبة القناص الراحل روسي الذي يعتبر من أبرز نجوم كرة القدم في التاريخ.
وكانت هذه النسخة من بطولات كأس العالم ضربة بداية جديدة ومهمة في مسيرة روسي، التي امتدت حتى 1987 حيث لعب ليوفنتوس وميلان قبل أن يختتم مسيرته الكروية مع فيرونا. وإلى جانب فوزه بلقب هداف البطولة، أحرز روسي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في هذه النسخة من المونديال ثم توج في العام نفسه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.