يُعتقَد أن الولايات المتحدة لا تريد أن تُطيل الصراع بحالته الراهنة

برامج أمريكية سرّية تفضح مخططات واشنطن في أوكرانيا

برامج أمريكية سرّية تفضح مخططات واشنطن في أوكرانيا


في سياق الصراع الروسيّ الأوكراني، تُحاول واشنطن أن تُصوِّر نفسها على أنها “دخيلة غريبة”، ولكن من وراء الستار تتدخل على نحوٍ متزايد في الصراع. وكشفَ تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” أنّ البنتاغون يحث مجلس الشيوخ على مواصلة تمويل برنامجين سريين للغاية في أوكرانيا. وإذا اعتُمِدت هذه الخطوة، فستسمح لقوات العمليات الخاصة الأمريكية بتجنيد عملاء أوكرانين لمراقبة التحركات العسكرية الروسية، والتصدي للمعلومات المضللة، وفق تقرير لصحيفة “غلوبال تايمز” الصينية.
وقالت: “رغم الدعم القوي المُقدَّم من الولايات المتحدة والغرب عموماً، لا تستطيع أوكرانيا أن تحصل على ميزة حاسمة في ساحة المعركة. من الواضح أن كييف عانت الأمرين لمواجهة روسيا وجهاً لوجه. ومن دون المزيد من التدخل من جانب الولايات المتحدة، من الجلي أنّ أوكرانيا ستشعر بضغوطٍ شديدة أثناء التعامل مع العمليات العسكرية الروسية، بحسب التقرير.

إصرار أمريكي
 على حماية  كييف
وفي ظل هذه الظروف، كشفَ منفذ إعلامي أمريكي رئيس أن استئناف البرامج السرية الأمريكيــة في أوكرانيا يبعث رسالة سياسية قويـــــة مفادهــــا أنّ الولايات المتحدة مُصرّة على حماية حكومة كييف بحيث تتمكن من السيطرة على حدة الصراع في المرحلة التالية، بحسب بعض خبراء العلاقات الدولية.
ويثبت استئناف هذه البرامج أيضاً دور أوكرانيا بالوكالة. فلا يخفى على أحد أنّ الولايات المتحدة تُحقق أهدافها الجيوسياسية عبر حروب تشنها عنها أطراف أخرى بالوكالة.
وهذا نهج أقل تكلفة وأكثر خفية للولايات المتحدة من تورطها المباشر في الحرب.

إنهاء الصراع مبكراً
وتشير تطورات الأحداث على جميع الأصعدة إلى أنّ الوضع بين روسيا وأوكرانيا قد يشهد تغيرات كبيرة في المرحلة التالية. ويُعتقَد أن الولايات المتحدة لا تريد أن تُطيل الصراع بحالته الراهنة لمدة أطول من اللازم، وأنها تنشد نتيجة سريعة وحاسمة تفضي إلى الوضع النهائي.
ولعل الولايات المتحدة تُقدِّم مساعدات عسكرية واقتصادية قصيرة الأجل وكبيرة لأوكرانيا، ومن الممكن أن يصل الصراع تدريجيّاً إلى مرحلة مُستقرة نسبيّاً.
ولكن، استنفدت أوكرانيا كميات أكثر من اللازم من الطاقة والموارد الأمريكية. والولايات المتحدة بحاجة إلى أن تُجري تعديلات استراتيجية، وتعيــــد تركيــــــز اهتمامهــــا في منطقـــــة آسيا والمحيط الهــــادي، وفق التقرير.
المواجهة من
وراء الكواليس
وخلال هذه العملية، قد تتجه الولايات المتحدة إلى خط المواجهة من وراء الكواليس، وتشتبك مباشرةً وتتفاوض مع روسيا على القضية الأوكرانية، بحسب الخبراء الذين يعتقدون أنّ هذا يتطلب أن تملك الولايات المتحدة قوةً أكبر ونفوذاً خطابيّاً أوسع في أوكرانيا. وهذا سبب رئيسي يجعلها حريصةً على تنفيذ خططها الفائقة السرية في هذه المرحلة.
ويعتقد الخبير العسكري والمعلق التلفزيوني سونغ تشونغ بينغ أنّ الولايات المتحدة تريد دعم قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، التي تهدف إلى فهم القوة القتالية الروسية والمستوى الفني الحقيقي للأسلحة والمعدات الروسية فهماً وافيّاً. وكل ذلك يقتضي، بحسب التقرير، أن تستخدم قوات العمليات الخاصة الأوكرانية المعدات الأمريكية ومراقبة الأوضاع وفقاً للفكر الأمريكي. ولعل الولايات المتحدة تجري تدريباً مهنيّاً للقوات الأوكرانية، أو ترسل قواتها الخاصة للمشاركة في المشروع. وهذا كفيل بتحويل المشاركة غير المباشرة إلى مشاركة مباشِرَة، غير أنه سيعول رغم ذلك على قوات العمليات الخاصة الأوكرانية كستار لإخفاء الهدف الحقيقي لتدخلها، ألا وهو إضعاف شوكة روسيا. ويستحيل أن تُحقق أوكرانيا نفسها نصراً مزعوماً في ساحة المعركة الروسية-الأوكرانية. فمن دون الدعم والمساعدات الأمريكية وتلك المُقدَّمَة من حلف شمال الأطلسي، لما استطاعت أوكرانيا أن تُواجه روسيا لفترة طويلة جداً. وذكر معد التقرير أنه إذا أرادت الولايات المتحدة أن تضعف روسيا، فلا بد أن ترقى بفهمها للقوة القتالية الروسية الحقّة، وأن تبحث عن نقاط الضعف وأوجه القصور التي تشوب تلك القوة، ثم تدع الجيش الأوكراني يتخذ الإجراءات العسكرية الضرورية لاستغلال أوجه القصور تلك.

الدافع الخفي
ورجح التقرير أن غاية الولايات المتحدة ليست “إعادة بدء” البرنامج السريّ، وإنما زيادة إنفاقها الدفاعي لتعزيزه. لقد اشتبكت روسيا في “معركة سرية” مع الولايات المتحدة في ساحة غير مُباشِرَة. وإذا تورطت الولايات المتحدة، فسيفضي ذلك حتماً إلى صراع مباشرٍ بين الولايات المتحدة وروسيا. وعلى الولايات المتحدة أن تُفكِّر مرتين وتدرس ما إذا كان بوسعها أن تتحمل عواقب مثل هذه المواجهة. ونقل موقع “روسيا اليوم” عن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف قوله إن “المناقشات الدائرة على صفحات إحدى وسائل الإعلام الأمريكية التي تتناول احتمالات إرسال قوات خاصة إلى أوكرانيا مثيرة للدهشة جداً. فهذه المنشورات تشهد مجدداً على أن هناك هوساً في واشنطن بحلم هزيمة روسيا».