أعلن المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار التابع له أمس عن ترشح 9 أبحاث أولية مبتكراً للمرحلة المقبلة من الدورة الرابعة للبرنامج، وذلك من بين 81 طلباً تم استلامها. وغطت المقترحات البحثية الأولية المرشحة عدداً من المجالات والتي شملت العمليات الفيزيائية الدقيقة للسحب، وتقييم عمليات تلقيح السحب، وتقييم تأثير مواد التلقيح، وقياس الشحنات الكهربائية للقطرات المائية، ودعم عمليات تلقيح السحب اعتماداً على التنبؤات الجوية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وبهذه المناسبة قال سعادة الدكتور عبدالله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: "يعد تحديد المشاريع البحثية المؤهلة للحصول على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار مرحلة محورية ومهمة، حيث جاء البرنامج ليشكل داعماً رئيسياً للجهود العلمية الدولية في مجال الاستمطار تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، ونحن نتطلع إلى أن تشكل المشاريع المختارة رافداً معرفياً وعلمياً مهماً، وأن تترك أثراً ملموساً يصب في المساعي العالمية للحد من شُحّ المياه".

وقد تم اختيار قائمة البحوث الأولية الـتسعة بعد عملية تقييم دقيقة امتدت لشهر وانتهت باجتماع لجنة المراجعة الفنية الدولية افتراضياً خلال الفترة من 17 ولغاية 19 مايو لاختيار القائمة النهائية للبحوث المرشحة في هذه المرحلة. وجرت المفاضلة بين مجموعة متنوعة من البحوث بلغت 81 مشروعاً بحثياً تقدّم بها 378 باحثاً وعالماً وخبيراً ينتسبون لـ 159 مؤسسة بحثية تتواجد في 37 دولة وتتوزع على خمس قارات. وقد تم تحديد البحوث الأولية المختارة بناءً على أربعة معايير أساسية هي: الجودة العلمية ومدى التأثير، والخبرة العلمية للفريق البحثي وإمكانية التطبيق، والتعاون متعدد التخصصات عبر شركاء أكاديميين ومن القطاع وحكوميين، والقدرة على تطوير مجال البحث العلمي الخاص بالاستمطار في دولة الإمارات والمناطق الأخرى من العالم.

وبدورها أشادت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، بجهود لجنة المراجعة الفنية الدولية التي ركزت على دراسة وتدقيق مجموعة مهمة من المشاريع البحثية المستلمة ضمن الدورة الرابعة للبرنامج واختيار أفضلها للانتقال إلى جولة التقييم التالية.

وقالت المزروعي: "تميزت المقترحات البحثية المستلمة في الدورة الرابعة من البرنامج بنوعيتها وقيمتها العلمية العالية، وهذا بدوره تطلب من أعضاء اللجنة الفنية الدولية للبرنامج بذل جهود كبيرة للمفاضلة بين البحوث وتحديد أكثرها تميزاً بالاعتماد على معايير دقيقة تضمن مساهمتها في تعزيز عمليات الاستمطار وتوظيف تقنيات متطورة ومبتكرة في هذا المجال بالإضافة إلى دعم الجهود البحثية القائمة حالياً بأفكار جديدة لمواصلة النهوض بهذا الحقل العلمي المهم الذي يشكل داعماً رئيسياً لضمان الأمن المائي العالمي".

وضمت اللجنة الفنية الدولية للبرنامج عدداً من أفضل الخبراء من كافة أنحاء العالم والذين يتخصصون في مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك تعديل الطقس، والنمذجة العددية لبرامج الطقس، والفيزياء الدقيقة للسحب، والهباء الجوي، والاستشعار عن بعد، والذكاء الاصطناعي.

وقد تمت دعوة أصحاب المشاريع المختارة لإعداد وتقديم مقترحات بحثية كاملة في موعد أقصاه منتصف الليل بتوقيت جرينيتش يوم 26 أغسطس 2021. وعقب استلام البحوث النهائية، ستقوم اللجنة الفنية الدولية بالاجتماع مجدداً لتقييم البحوث النهائية واختيار أفضلها للحصول على منحة البرنامج.
ويشهد هذا العام الدورة الرابعة من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، حيث سيتم تقديم منحة تبلغ قيمتها 1.5 مليون دولار أمريكي موزعة على 3 سنوات لكل واحد من المقترحات البحثية الفائزة. وسوف تساهم هذه المنح في الانتقال بهذه البحوث إلى مرحلة التطبيق على أرض الواقع، على أن يبدأ تنفيذها في غضون شهر من إعلان أسماء المشاريع البحثية الحاصلة على المنحة في يناير 2022.