رئيس الدولة يبحث مع وزير الدفاع السعودي علاقات التعاون وتطورات الأوضاع في المنطقة
برنامج خليفة للتمكين ينظم ملتقى غرس زايد بنسخته الثانية
نظم برنامج خليفة للتمكين “أقدر” مساء أمس الأول ملتقى غرس زايد بنسخته الثانية الافتراضية تحت عنوان “على خُطى زايد العطاء” بالتزامن مع يوم زايد للعمل الإنساني. تضمن الملتقى جلسات حوارية شارك فيها متحدثون ملهمون في مجالات العمل الإنساني والتنمية المستدامة ركزوا خلالها على ممارسات ذات فعالية في الأعمال الإنسانية التي قُدمتها الدولة خلال جائحة كورونا. و في مستهل الملتقى .. أكد المستشار الدكتور إبراهيم الدبل الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” شخصية عالمية تاريخية استثنائية صنعت نموذجا رياديا عالميا في الأعمال الإنسانية ومبادرات الخير والعطاء التي امتدت لتصل إلى معظم مناطق العالم.
و أشار إلى أنه على الرغم من رحيل القائد المؤسس إلا أن العديد من القيم الفريدة ترسخت في نفوس شعبه و أبنائه أهمها الالتزام بنهجه ومسيرته المتميزة بمفردات الخير والعطاء الإنساني .. مؤكدا أن تلك المعاني انعكست آثارها الايجابية على رؤية ونهج قيادة دولة الإمارات الحكيمة التي أسهمت في تعزيز مسيرتها التنموية والحضارية. و شهدت أوراق العمل المقدمة عرض تجارب عملية وخبرات متنوعة حول مفاهيم غرس و تأصيل قيم ومبادئ الشيخ زايد في نفوس الأجيال فيما شهدت الجلسات حوارات بناءة ووفرت منصةً وطنية لعرض انجازات زايد العطاء في دعمه للإنسانية ومبادئ الأمن والتسامح والسلام والتعايش.
و أشاد المشاركون بجهود دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجالات العمل الإنساني والخيري و العمل على نشر التسامح والسلام والأمن في العالم وحرصها على تعزيز العمل الدولي المشترك الداعم لنشر قيم الترابط والتماسك بين مختلف الثقافات والشعوب والأديان. وعقدت الجلسة الأولى تحت عنوان “زايد العطاء” ... و قال معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة إن هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة كونه يَحْتفي بتراثِ ورؤيةِ “زايد المُلهم” القائدَ المؤسسَ وتراثِه الإنسانيِّ الغنيِّ الحافلِ بالإنجازاتِ التي أذهلْت العالمَ بأَسْرِه. و ذَكرَ معاليه أنَّ هذا الملتقى يستحضر التجربة الفذة لمؤسس الدولة رحمه الله لِغرسِها في عُقولِ الشَباب والأجيال القادِمة من أبناءِ الوطن لأَنَّ الشيخ زايد بن سُلطان آل نهيان “رحمه الله” قادَ شعبَهُ على امتدادِ قُرابةِ ستَةِ عقودٍ في مسيرةٍ حافلةٍ نَقَلَ خِلالَها الإمارات مِن أطرافِ الصَّحراءِ إلى رِحابِ العالميةِ. من جانبه قال محمد حاجي الخوري المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بمناسبة انعقاد الملتقى إن الملتقى يحمل اسماً غالياً وعزيزاً على كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة وقال :” الجميع لا يزال يستظل بغرس زايد و يأكل من ثماره ولا ننسى ما غرسه في كل فرد منا من قيم و أخلاق سامية وحب للخير والتسامح والتلاحم و الاندماج المجتمعي».
و عقدت الجلسة الثانية تحت عنوان “المجتمع و التنمية المستدامة” و أكد خلالها الدكتور محمد أحمد بن فهد رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة أن الوالد الشيخ زايد “طيّب الله ثراه” أرسى مبادئ ورؤى شكلت حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات وكان تركيزه على التعليم والتمكين وتحقيق الرفاهية لمختلف أبناء المجتمع. وقال إن الشيخ زايد “رحمه الله” عمل دون كلل على حماية التراث الطبيعي للأرض والبحر وحماية بيئتنا ومواردنا الطبيعية و القيادة الرشيدة في دولة الإمارات اليوم تسير على خطى زايد رحمه الله و نهجه من خلال أهداف التنمية المستدامة على مستوى الإمارات وحول العالم من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
و أكد الدكتور سيف محمد الغيص مدير عام هيئة حماية البيئة و التنمية في رأس الخيمة أن يوم زايد للعمل الإنساني تجسيد للقيم الإنسانية النبيلة التي غرس مبادئها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” حيث كان يحب للناس ما يحب لنفسه فكان السَباق في تقديم جهود الإغاثة للمحتاجين واللاجئين وضحايا الكوارث الطبيعية والحروب والمجاعات وقال :” بقى هذا النهج تتبعه دولتنا إلى يومنا “ ونوه إلى أن إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة البشر كانت من أولويات مؤسس الدولة.
واستعرضت الجلسة الختامية جهود دولة الإمارات الإنسانية خلال جائحة كورونا .. فمن جانبها قالت سعادة أميرة الحفيتي نائبة المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة إن قيادة دولة الإمارات أدركت منذ الأيام الأولى للجائحة أنه لا أحد في مأمن حتى نكون جميعا بأمان وأنه يحب العمل بشكل وثيق مع الشركاء من أجل الوصول إلى استجابة دولية منسقة خلال جائحة كورونا .. مؤكدة أن دولة الإمارات قدمت المساعدات الإنسانية وساهمت في الجهود الدولية لمواجهة الجائحة. من جهته قال سعادة محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام” إن توجيهات ومتابعة القيادة الرشيدة جعلت قطاع الإعلام الإماراتي منارة للمعرفة و التنوير و التوعية و أداة إنسانية و تنموية لخدمة قضايا المجتمع و العالم وهو ما تجلى بوضوح خلال جائحة “كوفيد - 19” التي يشهدها العالم. و أضاف إن الإعلام الإماراتي بوسائله المختلفة قدم للعالم نموذجا رائدا في دعم مسيرة الدولة الإنسانية و الخيرية عبر خمسين عاماً من العطاء الإنساني من خلال إعلام إماراتي إنساني مسؤول يتمتع بالمصداقية قادر على مواكبة جهود الإمارات المختلفة على مستوى العالم لا سيما الإنسانية والخيرية. وأكد سعادته أن الإعلام الإماراتي نجح خلال جائحة “كورونا” في إيصال رسالة الإمارات الإنسانية إلى العالم و إبراز إنجازاتها الخيرية والتنموية على الساحة الدولية في ظل ظروف استثنائية لم يشهدها العالم من قبل بما يعكس مبادئ الإمارات الراسخة في تعزيز قيم التسامح والسلام والتآزر والتضامن الإنساني بين بني البشر خاصة في ظل الظروف الطارئة.
و على هامش الملتقى عقدت ورشة تدريبية بعنوان التمكين المجتمعي في الأعمال الإنسانية قدمها سالم الهاجري مسؤول قيادة مشاريع تكاتف في مؤسسة الإمارات لمعلمي مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي وموظفي وزارة التربية والتعليم.
ركزت الورشة على تمكين أفراد المجتمع وإشراك جميع الشرائح في التنمية المجتمعية، والاستثمار الفعّال لطاقة الشباب في مجال الأعمال الإنسانية عبر حزمة من البرامج لتعزيز العمل الإنساني واستحداث آليات جديدة لتمكين فئات المجتمع في جميع المجالات الإنسانية وبما يخدم حاجة المجتمع ويحقق الأهداف الوطنية. و أصدر ملتقى “غرس زايد” في ختام أعماله عددا من التوصيات تضمنت الدعوة إلى إطلاق مبادرات لتمكين الشباب الإماراتي في مجالات العمل الإنساني محلياً وعالمياً لإعداد جيل متميز من القياديين من شباب الإمارات في مجالات العمل الإنساني من خلال الشراكة بين المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية في نموذج مميز للعمل الإنساني المشترك. و أكد أهمية التزام المؤسسات الوطنية بمسؤوليتها تجاه المجتمع وتفعيل الشراكة الحقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص لتبني المبادرات والبرامج التطوعية والمجتمعية والإنسانية. و دعا إلى التأصيل العلمي لفكر ورؤى الشيخ زايد في العمل الإنساني و نشرها على مستوى المنظمات الدولية و الأممية المعنية بالتراث والعطاء الإنساني .
و تأكيد أن إنجازات الشيخ زايد تتوافق مع المعايير والمتطلبات الدولية خاصة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وأوصى الملتقى بمخاطبة الجهات المعنية بالتعليم وإعداد المناهج محلياً ودولياً لإدراج مآثر الشيخ زايد في المناهج الدراسية وغرسها في نفوس الناشئة باعتبار الشيخ زايد رحمه الله شخصية إنسانية عالمية يتوجب النهل من فكره ورؤاه.