دولة ناورو مع أنها ثالث أصغر دولة في العالم، إلا أن جناحها في منطقة التنقل يحظى بحضور مكثف في أكسبو 2020، فمع صغر مساحتها التى لا تتجاوز العشرون كيلو متر مربع وعدد سكانها عشرة الاف نسمة، إلا أن وجودها بين الدول المشاركة في الحدث العظيم يجبر الجميع على احترامها والبحث عن تاريخها والالمام بثقافتها وموقعها على الخريطة الجغرافية، فكونها جزيرة في المحيط الهادىء وتبتعد عن استراليا بحوالي 3 الاف كيلو متر، ويحرص الجمهور على البحث عن عاداتها وتقاليدها وإرثها الثقافي والتراث، فطبيعة الجزر دائما ما تكون خلابة وجميلة وتتمتع بهدوء وبيئة نظيفة ومتجددة وغالباً ما يكون الإعتمكاد الكلي في الطعام على الاسماك والطيور والحيوانات البرية.

يأتي تصميمها الخارجي معبراً عن طبيعتها وبيئتها المعروفة، ويتماشى مع الشعار الذي استلهمته من وجودها بين الدول المشاركة، فكان اختيارها بأن تعرف بنفسها على أنها جزيرة استوائية صغيرة على عتبة الازدهار، وهي بالفعل جزيرة واعدة لما تعرضه في جناحها بأكسبو 2020، فمع بداية رحلة الزائر داخل الجناح، سيجد المدخل واسع وبالواجهة نموذج على شكل نصف دائرة عليه كلمات الترحيب والجدران تشبعت بالاشجار والأوراق الخضراء واللوحات التعريفية بالعادات والتقاليد والتاريخ ومناظر متعددة من المواقع السياحية وغيرها، بالإضافة إلى عبارات مصحوبة بلقطات تعبيرية لموقعها ومناظرها منها عبارة تقول ( حضر مستدام ومستقبل مزدهر) ولوحة أخرى تضم الأشجار العالية والرمال الناعمة على الشاطئ الممتد ( مسؤولية تشاركية فرص فتية) وكأنها دعوة صريحة لجذب السياح والمستثمرين لفتح مشاريع وانشاء افتصاد واعد بها، خاصة وأنها تتمتع بثروة هائلة من المعادن الطبيعية التى تشكل اقتصادها القادم من النيكل والكوبالت والمنجنيز، فضلا عن وجود الأشجار الكثيفة من الجوز هند والنباتات المورقة ولوحة اخرى تستقبل الزوار بمنظر خلاب لزرقة مياه المحيط والرمال والاشجار وعبارة ( صغيرة في مساحتها كبيرة في ابتسامتها) هكذا تعددت اللوحات المبهرة والعبارات الإيجابية الداعمة لجذب السياح لزيارتها على أرض الواقع والاستمتاع بمناخها المعتدل ومشاهدها الرائعة.

ومن شعارات جناح جزيرة ناورو المعتمد والذي وضع في أكثر من موضع ( البحث عن المتعة في الأشياء البسيطة) هذه العبارة الفلسفية تلخص الحياة في كلمات معدودة، حيث أن المتعة الحقيقية يجدها الزائر في الأشياء والمقتنيات واللوحات والمناظر البسيطة التى لا تسبب زخماً ولا ازعاجاً بل أن تصميم الجناح جاء بالاتساع وكأن الزائر على متن قارب أو يسير على شاطئ الجزيرة، فالجناح راعى أن تكون هناك أشجار الجوز هند المشهورة بها وهذا واضح جلياً في الجدار المقابل للمدخل، حيث أن الجدار رسم عليه ورق وثمرة الجوز الهند وهى مقسمة إلى نصفين في منظر مبدع، كما راعى التصميم الداخلي سهولة التجول والمرور بين المقتنيات، حيث وضعت صناديق زجاجية على قواعد خشبية تضم مقتنيات من تراث ناورو ما يدل على تاريخها الطويل، وتعبر عن القبائل الأثنى عشر الموجودة بها والتى يتكون منها النسيج المجتمعي، والمدهش إن الجزيرة تتحدث بلغتها المحلية وتدقن اللغة الإنجليزية بحكم أنها جزيرة سياحية تتعامل مع الوافدين إليها بلغتهم، وكونها من الدول التى تعتمد على المعادن الضرورية في مجال الطاقة النظيفة والتى يتنبأ لها المحللون بان بحدث تحولاً في اقتصادها وتجعلها نقطة جذب للاستثمار.

خصص جناح ناورو جلسة كجلسات السفن الكبرى يتوسطها شكل مخروطي به بعض الأرفف المزودة بمشغولات يدوية، وتزينت الجدران بالرسومات البيئة ووضعت عليها لوحات ترصد الفنون والفنانين والرقصات الفلكلورية الخاصة بالجزيرة، والرياضيين الذين يجيبون العالم ويتنقلون بين المدن الكبرى والعواصم، كما خصصت لوحة تشير إلى أن ناورو تصبو إلى مستقبل يشهد مساهمات الجميع من أفراد وشركات وكيانات بمشاركة حكةمية لتوفير مستوى معيشي مستدام لجميع المواطنين لتكون هناك استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة، بالإضافة مناظر من اعماق المحيط وسبل الصيد ورياضة التى يمارسها المواطن من غطس وسباحة وغيرها، وفي نهاية الجناح خصص ركن للهداية والتسوق لاقتناء المشغولات اليدوية والحرف التى تمارسها المرأة في ناورو من إبداع وابتكار والمصنوعة من الخامات الموجودة في البيئة، التى تعد واحدة من الإرث الثقافي وانتقال التراث للأجيال المتعاقبة