يبقى متحف الشارقة للفنون التابع لهيئة الشارقة للمتاحف أحد أبرز الصروح الحضارية المعنية بالفنون ومن أكثر المعالم الهندسية المتقنة في الإمارة منذ افتتاحه في 17 أبريل 1997..رغم تعدد الوجهات الثقافية والسياحية وانتشارها في مختلف مدن ومناطق إمارة الشارقة.
وبعد 23 عاما على افتتاحه يظل المتحف الذي استوحيت تصاميمه المعمارية الخارجية من فنون هندسة العمارة العربية في المنطقة أكبر متحف للفنون في الدولة والمنطقة اذ يضم أكثر من 27 صالة عرض وما يزيد عن 500 عمل فني من اللوحات والمعروضات والمقتنيات من شتى منابت وصنوف الفنون التعبيرية.
ويواصل متحف الشارقة للفنون إطلاع محبي الفن على أعمال إبداعية لفنانين تركوا بصمات واضحة في عالم الفن العربي والمحلي وذلك عبر مجموعة متنوعة من اللوحات الآسرة التي جمع تباين ألوانها وتعدد أساليبها الفنية ابداعات العديد من مشاهير الفن كما يضم مكتبة الفنون التشكيلية التي تحتوي على أكثر من 4 آلاف مؤلف باللغتين العربية والإنجليزية وبعض اللغات الأخرى.

و من بين المقتنيات التي يزخر بها المتحف في الجناح الرابع من الطابق الأول مجموعة خاصة من الأعمال المكونة من لوحات مائية وأخرى زيتية ومنحوتات تبرع بها صاحب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومقسمة إلى 8 مجموعات.
كما يجمع المتحف ضمن مرافقه العديد من الأعمال التي تعود إلى عدد من أبرز الفنانين المحليين والإقليميين المبدعين من بينهم الفنان الفلسطيني سليمان منصور والفنان العراقي جميل حمودي والفنانة الكويتية ثريا البقصمي بالإضافة إلى عبدالقادر الريس ولؤي كيالي وبشير سنوار وفائق حسن ومحمد يوسف وإسماعيل فتاح ترك و العديد من مشاهير الفن.
و يجسد التعاون الذي جمع بين هيئة الشارقة للمتاحف ومؤسسة بارجيل للفنون منذ عام 2018 ويستمر لخمس سنوات فرصة مثالية تتيح لطلبة الفنون والتشكيليين والهواة ومحبي اللوحات التعبيرية الاطلاع على أكثر من 100 عمل فني معاصر تقدمه مؤسسة بارجيل للفنون فيما يترجم هذا التعاون المشترك رؤى وتوجهات الهيئة والتزامها تجاه تعزيز مكانة الفن في المشهد الثقافي للدولة والإمارة.

ويواصل متحف الشارقة للفنون مسيرته في تعزيز مكانة الفنون والارتقاء بوعي الأفراد عبر الأعمال الفنية التي يقدمها والمعارض والفعاليات التي ينظمها حيث يوفر مساحات شاسعة وعوالم رحبة تتيح لعشاق الفنون الاطلاع على حزمة واسعة من الأعمال الفنية التي أبدعتها أيادي فنانين محليين وإقليميين وعالميين وهي متاحة على مدار العام.
كما أطلقت هيئة الشارقة للمتاحف مبادرة التجول الافتراضي في أروقة متحف الشارقة للفنون موفرة لكافة أفراد المجتمع الإماراتي ومكوناته ولجميع الأشخاص حول العالم فرصة الاطلاع على نحو 100 لوحة فنية أبدعتها أيادي نخبة من الفنانين والرسامين المحليين والإقليميين.
وتضم الجولة الافتراضية لوحات فنيّة أبدعها فنانون من مختلف الدول العربية من ضمنها سوريا وفلسطين ولبنان والعراق والأردن ومصر والمغرب العربي والخليج العربي والسودان واليمن ونخبة من رواد الفن الذين تميزوا بتعدد الأساليب والتقنيات والمواد وطرق التعبير التي وظفوها في أعمالهم الابداعية منذ النصف الثاني من القرن العشرين.