رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بنين ورئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني لبلديهما
بعد إخفاقه بإنهاء الحرب.. ما مدى واقعية خطة ترامب لأوكرانيا؟
يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاهدًا لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن تعهد بالتوصل إلى اتفاق سلام «منذ اليوم الأول» لرئاسته الثانية. لكن جهوده باءت بالفشل. حسبما ذكرت صحيفة «ذا آي بيبر» البريطانية، وتساءلت عن خطة ترامب لأوكرانيا، وهل هي واقعية؟
وقالت الصحيفة إن ترامب جعل إنهاء الحرب في أوكرانيا محورًا رئيسًا في حملته الانتخابية، قائلا أنها ما كانت لتبدأ لو كان في منصبه، وأنه في وضع جيد لإحلال السلام.
لكن جوناثان مونتن، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة كوليدغ لندن والمتخصص في السياسة الخارجية الأمريكية، قال إن ترامب لا يحب الصفقات، بل يحب أن يُنظر إليه كصانع صفقات.
ويعتقد مونتن أن ترامب يريد أن يُنظر إليه كزعيم عالمي محترم، وأنه لا يهتم في نهاية المطاف بأي من القضايا المطروحة.
وأضاف أنه خلال الحملة الانتخابية، كان هذا جزءًا من شخصية ترامب؛ كان يحاول تسويق نفسه كصانع صفقات، وأنه قادر على إنجاز ما يعجز عنه الآخرون. لكن لا يبدو أنه يدفع ثمنًا سياسيًّا لعجزه عن إنهاء الصراع.
ويرى مونتن أن مؤيدي ترامب كانوا يعلمون منذ البداية أن هذا مجرد استعراض، لكن الكثيرين لا يكترثون حقًّا بقدرته على تحقيق ذلك.
من جهتها، قالت ميلاني غارسون، الأستاذة المساعدة في الأمن الدولي بجامعة كوليدج لندن إن ترامب أراد إنهاء الحرب في أوكرانيا لتحسين الآفاق الاقتصادية للولايات المتحدة.
ووفقًا لغارسون، فإن ترامب «شخص يُحب التحديات، وليس هناك تحدٍّ أعظم من هذا»، لكنها تعتقد أيضًا أنه رئيسٌ تحدث عن النجاح الاقتصادي، ومن هذا المنظور، يُدرك تمامًا أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على تنفيذ تلك السياسات الاقتصادية في بيئة أكثر استقرارًا، حيث لا تُنفق مبالغ طائلة لاستقرار «الصراعات الأبدية».
وكان البنتاغون أعلن هذا الأسبوع أنه سيوقف مبيعات الأسلحة إلى أوكرانيا، وهو ما عزاه المسؤولون إلى مخاوف بشأن مخزونات الولايات المتحدة نفسها.
ومع استمرار تعثر جهود ترامب للتوصل إلى وقف إطلاق النار، أشار بعض الخبراء إلى أنها قد تكون محاولة للضغط على أوكرانيا للموافقة على المطالب الروسية.
وقالت غارسون: «يزعم الرئيس ترامب أن الرئيس السابق جو بايدن يُزوّد أوكرانيا بكميات كبيرة من الأسلحة، لذا لا أعتقد أنها مجرد وليدة اللحظة، ولكن من المحتمل أن تكون هناك أوقات، من منظور تفاوضي، تسعى فيها إلى تغيير الظروف الخارجية لمعرفة ما إذا كان ذلك سيُمكن من جمع الأطراف على طاولة المفاوضات».
لكن مونتن قال إن «عملية صنع السياسة الخارجية وإدارة ترامب أكثر فوضوية بعض الشيء، ولا توجد عملية سياسية وراء الكثير من هذه القرارات كما كان الحال في الإدارات السابقة. إنها في الواقع مجرد نزوة منه، لحظة بلحظة تقريبًا»، وفق تعبيره. وبدورها، قالت الدكتورة مارينا ميرون، من قسم دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج لندن، إنه من غير المرجح أن تكون هذه حيلة تفاوضية، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى أنه إذا كان القصد من التعليق هو زيادة الضغط على أوكرانيا، فمن المرجح أن يتوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية. وتعتقد ميرون أن لذلك أسبابًا أخرى، مثل حاجة إسرائيل أيضًا إلى دفاعات جوية.
وأضافت: «لا أعتقد أن هذا يهدف إلى فرض اتفاق. أعتقد أن الأمر يتعلق أكثر بوضعه الداخلي، وصناعته العسكرية، وأمواله، وبالطبع، موافقة جو بايدن على هذا الدعم». ومن وجهة نظر ميرون، سيظل الشرق الأوسط أكثر أهمية من جميع النواحي بالنسبة لترامب. كما أنها لا تعتقد أن ترامب اهتم يومًا بأوكرانيا؛ بل تعتقد أنه يهتم بالمصالح الأمريكية، وأوكرانيا ليس لديها الكثير لتقدمه. لقد أبرم صفقة معادن لأنه كان عليه أن يُظهر نوعًا من العوائد للاستثمار الأمريكي.
وأوضحت، أما بالنسبة للشرق الأوسط، فهذه قصة مختلفة، إذ لطالما كانت إسرائيل حليفة.
وأشارت غارسون إلى أن الصراع في الشرق الأوسط قد يستهلك المزيد من الموارد الأمريكية. وقالت إنها لا تعتقد أنه يمكن فصل تعليق مبيعات الأسلحة عما يحدث في الشرق الأوسط والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل كحليف ملتزم.
ونوهت إلى أن ترامب سينظر أين تكمن مصالح الولايات المتحدة تجاريًّا واقتصاديًّا عند تحديد ميزان الدعم. فهو يرى فرصة اقتصادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط؛ ويمكن رؤية ذلك في صفقات التكنولوجيا.
وأشارت إلى أنه في غضون ذلك، ثمة خطاب مفاده أن أوروبا بحاجة إلى تكثيف جهودها ومعالجة مشاكلها؛ لأن هناك تحديات أخرى يجب تحقيقها في العالم، بما في ذلك في الشرق الأوسط.
ويرى مورتن أن موقف ترامب المؤيد لروسيا على ما يبدو يُمثل «غموضًا»، مما أثار تكهنات حول احتمال تواطؤ الكرملين، إذ أشار البعض إلى أن الهدف من ذلك هو استمالة بوتين إلى طاولة المفاوضات.
وقال إن ترامب يريد أن يُنظر إليه كزعيم يُضاهي بوتين، شخصًا صارمًا ومحترمًا، ويحترم الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم صارمون ومحترمون. لقد اتخذ موقفًا أكثر صرامةً بعض الشيء، على الأقل خطابيًّا، مع أنه لم يتخذ أي خطوات حقيقية وذات مغزى للضغط على بوتين.
وبين مورتون أنه إذا اختار ترامب اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بوتين، فقد يقرر فرض عقوبات على مشتري النفط الروسي، لكن نفوذ الولايات المتحدة على روسيا محدود.
وأضاف أن مقياس ترامب الحقيقي الوحيد للتأثير على الصراع هو إجبار أوكرانيا على قبول صفقة سيئة. مشيرا إلى أن خطاب ترامب لبوتين كان «مجرد مسرحية سياسية». وقال إن المهم هو الأفعال وليس ما يقوله. ما ينشره على الإنترنت لا يقوله لبوتين. كل ما يريد قوله لبوتين لن يقوله علنًا.