تحت رعاية محمد بن راشد.. معرض دبي للطيران 2025 ينطلق اليوم بدورته الـ19
بعد القطيعة بين باريس وباماكو.. لماذا «اشتعل» الساحل الأفريقي؟
بعد 6 سنوات من انهيار الشراكات العسكرية والاقتصادية الفرنسية في منطقة الساحل الأفريقي، التي كانت مدفوعة بالمشاعر المعادية لباريس، واستياء ما بعد الاستعمار، تمتحن باماكو عقيدة قتال غير مسبوقة تشنها ما تسمى جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين».في السنوات الأخيرة ضاعفت الجماعات المتشددة مساحة نفوذها في منطقة الساحل، لتؤثر على مالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا، وتهدد الآن حدود السنغال، وقد تكون باماكو أكثر البلدان تضررا من انهيار الشراكة الأمنية مع الغرب، لاسيما باريس التي تتمسك باستمرار تواجدها القنصلي حالياً رغم نشر توصية لرعاياها بمغادرة مالي فوراً.
الوجود الفرنسي
وقال المتحدث باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية باسكال كونفافرو، بشأن السفارة الفرنسية في باماكو: “لا توجد خطط لإغلاقها وهي على اتصال دائم مع مختلف مواطنينا».وتأتي التوصية الفرنسية في ظل استمرار تدهور الوضع الأمني في مالي، وتقدم الجماعات المسلحة نحو جنوب البلاد من المخاطر، بما في ذلك في منطقة باماكو.وتدهورت العلاقات بين مالي وفرنسا بشكل كبير منذ عام 2021، وانهارت مع طرد السفير الفرنسي في يناير-كانون الثاني 2022، ثم انتهاء التعاون العسكري في عام 2023، بعدها تم تقليص الوجود الفرنسي إلى بعده الدبلوماسي والقنصلي، لكن السفارة لا تزال مفتوحة حتى يومنا هذا.وبعد انسحاب الجيش الفرنسي استبدلهم الماليون بمقاتلي “أفريكا كوربس” لمحاربة المتمردين والمتشددين الذين باتوا خلال الأسابيع الأخيرة مصدر تهديد للعاصمة مرة أخرى.
أفغنة باماكو
ويتعزز سيناريو سقوط المجلس العسكري في مالي على يد متشددين وقتلة لن يتوانوا عن تنصيب سلطة دينية جديدة، وهو سيناريو يُؤخذ على محمل الجد في أوساط الأجهزة الاستخباراتية الغربية، ويشمل ذلك احتمال “أفغنة” باماكو.ويرجّح مراقبون، أن يتكرر الكابوس الذي سعت السلطات المالية، من خلال طلبها مساعدة الجيش الفرنسي، إلى تجنبه عام 2013، مع احتمال حدوث تأثير متتابع في المنطقة، حيث امتدت موجة المتطرفين إلى جميع أنحاء الساحل وحتى السنغال وساحل العاج.
وسقط عشرات الآلاف من القتلى في منطقة تبلغ مساحتها ضعف مساحة إسبانيا، ففي غضون 6 سنوات، ضاعفت الجماعات المسلحة نطاق هجماتها في الساحل، وفقًا لتحليل البيانات الذي أجرته منظمة “أكليد». تضرب الفصائل المختلفة التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش الآن من غرب النيجر ونيجيريا إلى الحدود مع السنغال، وهذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه دراسة أجريت على مدار ست سنوات من العمليات جمعتها منظمة أكليد، وهي منظمة مستقلة تتتبع ضحايا النزاعات في جميع أنحاء العالم.
وارتفع عدد الهجمات في المنطقة بشكل حاد، فمن 1900 هجوم عام 2019، تركزت بشكل رئيسي على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو، إلى أكثر من 5500 هجوم عام 2024، ثم 3800 هجوم عام 2025 حتى 10 أكتوبر. أي ما يعادل 28715 هجومًا خلال ما يقرب من 6 سنوات.
بؤر ساخنة
ومع توسع عمليات تنظيم “القاعدة” في غرب مالي وجنوب بوركينا فاسو، وعمليات “داعش” في غرب النيجر ونيجيريا، أصبح الصراع ضد الجماعات المتطرفة يغطي الآن أكثر من مليون كيلومتر مربع، أي ضعف مساحة إسبانيا.
بالإضافة إلى هذه المساحة الشاسعة، توجد بؤرة عنف ساخنة ثانية في شرق نيجيريا قرب بحيرة تشاد، حيث تنشط جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب أفريقيا.
وقدّرت تقارير الأمم المتحدة الأخيرة عدد المتشددين بما يتراوح بين 7000 و9000 من تنظيمي القاعدة وداعش، بينما يُقدر عدد عناصر تنظيم داعش في غرب أفريقيا تحديدًا بما يتراوح بين 8000 و12000.