على خلفية تخلي الرئيس الحالي عن ترشيحه، صعدت كامالا هاريس ودونالد ترامب الهجمات على بعضهما البعض، وأقاما حملة انتخابية وحشية حيث يصور كل جانب الآخر على أنه تهديد لمستقبل البلاد.
وبحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» عقدت كل من هاريس والرئيس السابق فعاليات أول أول أمس الأربعاء متطلعين إلى عرض قضيتهما على الشعب الأمريكي حيث تظهر أحدث استطلاعات الرأي منافسة متقاربة وهو أمر رفضته حملة ترامب ووصفته بأنه «شهر عسل» قصير بالنسبة لهاريس.

هاريس تهاجم ترامب
وانتقدت هاريس ترامب لاختياره 3 قضاة في المحكمة العليا خلال فترته الرئاسية ووصف ترامب، في أول تجمع له منذ انسحاب بايدن من السباق، هاريس بأنها «مجنونة يسارية متطرفة ستدمر بلادنا».
وقال بايدن للأمة من المكتب البيضاوي إنه ترك السباق للدفاع عن الديمقراطية وأن «أفضل طريقة للمضي قدماً هي تمرير الشعلة إلى جيل جديد» وقال في الفترة المتبقية له في منصبه إنه سيركز على عدة قضايا، بما في ذلك خفض التكاليف وتنمية الاقتصاد.
في هذه الأثناء، كانت هاريس في إنديانابوليس، حيث دعت الآلاف من أعضاء نادي زيتا فاي بيتا النسائي لحشد الناخبين قبل انتخابات نوفمبر -تشرين الثاني مشيرة إلى تاريخ المجموعة في الدفاع عن النساء السود، وصباح الخميس، ألقت هاريس كلمة رئيسية في المؤتمر الوطني الثامن والثمانين للاتحاد الأمريكي للمعلمين في هيوستن.
وقالت هاريس: «بينما تحاول إنشاء أماكن آمنة ومرحبة حيث يمكن لأطفالنا أن يتعلموا، يهاجم المتطرفون حريتنا في العيش بأمان من العنف المسلح.. لديهم الجرأة ليطلبوا من المعلمين التسلح بالمسدسات في الفصول الدراسية، في حين يرفضون إقرار قوانين منطقية تتعلق بسلامة الأسلحة».

عنوان الحملة.. الحرية
وأصدرت حملة هاريس أول فيديو رسمي لها برسالة مماثلة الخميس. يحمل عنوان «الحرية» أغنية بيونسيه التي تحمل نفس الاسم حيث تقول هاريس إن الانتخابات هي خيار بين الفوضى والانقسام والحريات مثل حقوق الإنجاب.
وقالت هاريس في إنديانابوليس إنها إذا أُنتخبت رئيسةً في نوفمبر ستستثمر في رعاية الأطفال ورعاية المسنين وإجازة عائلية مدفوعة الأجر، وأشارت نائب الرئيس إلى مشروع 2025، وهو رؤية للرئاسة الجمهورية المقبلة تحدد أهداف المحافظين، والتي طرحها بعض المسؤولين السابقين في إدارة ترامب ووصفتها هاريس بأنها «خطة لإعادة أمريكا إلى الماضي المظلم» على حد تعببرها.
وحاول ترامب مراراً وتكراراً أن ينأى بنفسه عن المشروع 2025، وكتب الأربعاء على وسائل التواصل الاجتماعي: «ليس لدي أي علاقة بالمشروع 25، ولا أعرف عنه شيئاً. وفي حديثه في شارلوت بولاية نورث كارولاينا، في وقت لاحق، الأربعاء، قال ترامب إنه «هزم» بايدن، واصفاً إياه بأنه «أسوأ رئيس في تاريخ بلادنا». وقال ترامب: «لقد استقال لأنه كان يخسر بشدة في استطلاعات الرأي، وكان متراجعاً في كل استطلاعات الرأي وبفارق كبير، لذلك استقال». وسرعان ما أعاد توجيه خطابه للتركيز على هاريس، معرباً عن أسفه لتركيز وسائل الإعلام عليها وعلى حماسة الحشود في تجمعها، في حين أنهم «لم يذكروا حشودنا أبداً» بالإشارة إلى التجمعات الانتخابية التي تنفذها حملة ترامب.

اشتراكية هاريس!
كما هاجمها ترامب ووصفها بأنها «مسؤولة الحدود» لبايدن وربطها بكل شيء بدءاً من التضخم المرتفع إلى سير المجريات في الحرب الروسية الأوكرانية وقارن آراءه بشأن الاقتصاد والإجهاض والهجرة مع آراء هاريس، قائلاً إن «اشتراكيتها في كاليفورنيا ستقتل الحلم الأمريكي».
ومن المرجح أن تحتاج هاريس إلى اختيار نائب لها لمنصب نائب الرئيس بحلول 7 أغسطس -آب بناءً على إجراء ترشيح افتراضي وافقت عليه لجنة قواعد المؤتمر الوطني الديمقراطي، الأربعاء، وكانت تصريحات هاريس، هي الأحدث في سلسلة من الأحداث التي عقدتها للتركيز على الناخبين السود.
وترى الصحيفة، أن هناك دفعة قوية لهاريس في الأفق وبحسب مصدر مطلع على المناقشات قال إن فريق الرئيس السابق باراك أوباما كان على اتصال بحملة هاريس، وذكر المصدر أن أوباما يعتقد أنه من المهم أن تكون هناك عملية يختار فيها المندوبون المرشح. موضحاً أن أوباما يعمل بمثابة صوت لحملة هاريس في الوقت الحالي. ومع نجاح ترامب مع بعض الناخبين السود، وفقاً لاستطلاعات الرأي، كانت هاريس تعمل على تعزيز الدعم في مجتمع السود لحملة بايدن ومنذ أن أعلن بايدن قراره بالانسحاب، الأحد، أصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية المحتملة، وأظهر الناخبون السود بالفعل علامات على زيادة الحماس لهذه الخطوة.
وقالت رئيسة منظمة «بلاك آيه.بي.سي» أدريان شروبشاير: «أعتقد أننا سنرى الكثير من النساء المختلفات اللاتي ربما لم يشاركن قبل محاولة إيجاد طريقة للعب دور في حملة يمكن أن تصنع التاريخ.. اختيار هاريس عودة قوية».