بعد فوزه برئاسة «الاشتراكي الفرنسي».. ما التحديات أمام أوليفييه فور؟

بعد فوزه برئاسة «الاشتراكي الفرنسي».. ما التحديات أمام أوليفييه فور؟


في معركة انتخابية مشحونة، أعيد انتخاب أوليفييه فور أمينًا عامًا للحزب الاشتراكي الفرنسي بفارق ضئيل، إذ حصل على 50.9% من الأصوات مقابل 49.1% لمنافسه نيكولا ماير-روسيينيول. وعلى الرغم من فوزه، فإن النتائج أظهرت انقسامًا عميقًا داخل الحزب، ما يطرح العديد من الأسئلة حول شرعيته السياسية في المرحلة المقبلة. 
ويواجه فور، الذي يعكف على تشكيل تحالفات يسارية في ظل الاستعدادات للانتخابات الرئاسية 2027، تحديات جسيمة في توحيد الحزب وضمان استمرارية تأثيره السياسي.
حول ذلك، قال المحلل السياسي الفرنسي، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية جاك ديرين لـ»إرم نيوز» إن «الانتخابات الحزبية الأخيرة أظهرت أن أوليفييه فور قد فاز بفارق ضئيل فقط، ما يبرز انقسامات عميقة داخل الحزب الاشتراكي. 
ورأى ديرين أن أحد أكبر التحديات التي ستواجه فور هي استعادة شرعيته السياسية، موضحًا أن الفوز بهذه النتيجة الضئيلة يعني أنه يفتقر إلى دعم كامل من قواعد الحزب، ما يعزز وجود معارضة داخلية قد تكون قوية بما يكفي لتعطيل أجندته. 
وأوضح أن فور أمامه فرصة لتوحيد الحزب، لكنه يحتاج إلى تجاوز هذه الخلافات، وذلك عن طريق تقديم رؤية واضحة وشاملة تُعزز التعاون بين مختلف الأجنحة داخل الحزب، بما في ذلك تلك التي كانت تساند منافسه، نيكولا ماير-روسيينيول.
بدوره، قال المحلل السياسي الفرنسي، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية كلود ماريشال لـ»إرم نيوز» إن «إحدى التحديات الكبرى التي ستواجه فور هي التصدي للانتقادات حول أسلوبه القيادي الذي يُعد من قبل بعض أعضاء الحزب  مركزيًا أو غير ديمقراطي.  واعتبر أن هذه الانقسامات الداخلية تشير إلى عدم وجود توافق شامل حول سياسته للمرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بالتحالفات مع قوى يسارية أخرى.  ورأى ماريشال أن فور سيحتاج إلى التركيز على بناء تحالفات استراتيجية لتوحيد اليسار في إطار رؤية مشتركة، في وقت يقترب فيه موعد الانتخابات الرئاسية في 2027، موضحًا أن عليه أيضًا أن يُظهر مرونة في تعامله مع مواقف الآخرين لضمان استمرارية قيادة الحزب بشكل قوي».
ومن التحديات أيضًا الذي أشار إليها ماريشال هي إعادة بناء شرعية القيادة، موضحًا أن فور سيواجه تحديًا كبيرًا في استعادة الشرعية السياسية، على الرغم من فوزه، فإن النتائج القريبة تُظهر أنه لا يملك دعمًا كافيًا من داخل الحزب.  وتابع:» في هذا السياق، سيكون عليه العمل على توحيد الحزب حول أجندة واضحة ومحددة، وقد يتطلب ذلك التفاوض مع مختلف الأطراف الداخلية التي تدعمه أو تعارضه.
ويحتاج فور إلى العمل على توحيد جناحي الحزب المختلفين في إطار رؤية سياسية مشتركة، بعيدًا عن الانقسامات التي ظهرت في هذه الانتخابات، وهذا يتطلب سياسة أكثر شفافية ومرونة في التعامل مع منافسيه داخل الحزب، مع إبراز أهمية وحدة الصف لمواجهة تحديات الانتخابات المقبلة.
وفور يواجه ضغوطًا داخلية لتوسيع تحالفه مع قوى يسارية أخرى، وهو في حاجة إلى أن يتعامل مع التحديات التي قد تنشأ عن وجود أحزاب مثل «فرنسا الأبية» في معركة الانتخابات المقبلة، كما أنه سيحتاج إلى إيجاد توازن بين هذه التحالفات وبين ضمان استقلالية الحزب الاشتراكي، وفقًا للباحث السياسي الفرنسي.