بعد كورونا.. هكذا يمكن الاستعداد للوباء التالي

بعد كورونا.. هكذا يمكن الاستعداد للوباء التالي


لم يكن ممكناً توقع مكان نشوء فيروس كورونا ولازمانه، ولكن، وفق جينفير كول، باحثة في قسم الجغرافية لدى جامعة هولووي البريطانية، كان معروفاً أن وباءً من نوع ما قد يجتاح العالم، وتم التحضير له طوال عقود، وأجريت أبحاث ومناقشات حول مواصفاته المحتملة. وكتبت كول، ضمن موقع “ناشونال إنترست”، أن الأوبئة ليست سوى واحدة من عدة مخاطر كارثية تستعد لها الحكومات، بداية من الفيضانات إلى الإرهاب وصولاً إلى نشاط صناعي واسع النطاق. وتجري المملكة المتحدة، على سبيل المثال، عملية سرية ومتواصلة لتقييم مخاطر، تدعمها أبحاث مستفيضة تساعد في توفير معلومات لاستراتيجية الأمن القومي. وحسب كاتبة المقال، يصنف وباء الأنفلونزا على أنه الخطر الأكثر توقعاً والأشد خطراً. وهذا يعني أن المملكة المتحدة مرت في الأزمة الحالية ولديها خطة استعداد واسعة للأوبئة، خطة اختبرت خلال جائحة انفلونزا الخنازير في عام 2009، وبدرجة أقل، خلال تفشي وباء إيبولا في عامي 2014- 2015. ولم يحدد ذلك فقط ما سوف تحتاج الحكومة للقيام به، بل سلط الضوء على أنشطة يتطلب تنفيذها من السلطات المحلية وقطاع الرعاية الصحية وعدد من الوكالات، فضلاً عن كيفية تعاونها خلال ما يعرف باسم منتديات المرونة المحلية. كذلك، تلفت الكاتبة لوضع الحكومة البريطانية خططاً متقاطعة محددة للتعامل مع وفيات جماعية، ومرونة سلاسل التوريد والدور المحتمل للجيش. وتتم عادة مقارنة جميع هذه الخطط مع مثيلاتها لدى بلدان أخرى، ومع إرشادات هيئات دولية كمنظمة الصحة العالمية.

وتتعلق بعض الخطط بالرعاية الصحية. ويشكل رفع قدرات المستشفيات عنصراً أساسياً في تلك الخطط من خلال تأجيل جراحات غير عاجلة لأجل توفير أسرة؛ وحشد أو إعادة نشر عسكريين تقاعدوا حديثاً، وطلاب كليات الطب، وتجهيز مستشفيات مؤقتة. ونظراً إلى أهمية الاختبارات كعنصر أساسي في التعامل مع أية جائحة، هناك حاجة لوضع خطط لتأمين قدرات اختبار إضافية. كما تحتاج السلطات إلى دراسة ما إذا كان مفروضاً تخزين المواد الكيماوية والمعدات التي تستخدمها المختبرات، بما ينذر بإهدارها في حال لم يحدث وباء قبل تاريخ استخدامها. وعوض ذلك، تستطيع السلطات تسريع تصنيع أو شراء تلك المواد عند الحاجة إليها، ما قد يسبب بعض التأخير، ولكن يضمن أن تكون المعدات هي الأنسب لوباء محدد. كذلك، تغطي الخطط كيفية تحليل العلماء للمعلومات المتاحة بشكل أفضل، والعمل معاً عبر التخصصات لفهم المرض الجديد بأقصى سرعة. وبهذا الشكل، يستطيع العلماء، قبل تفشي أي وباء، تحليل ودراسة الفيروسات والبكتيريا التي يعتقد أنها قد تتطور إلى سلالات أشد ضرراً.

مختبرات سرية ولهذا السبب تجرى دراسات حول فيروس كورونا( فضلاً عن إيبولا وماربوغ وسواهما من الفيروسات) داخل مختبرات سرية وعالية الأمان في مختلف أنحاء العالم. وحسب الكاتبة، هذا ما يساعد العلماء على الاستعداد لتطوير لقاحات وعلاجات بسرعة عندما تشتد الحاجة إليها. وسرعان ما يلتقط مروجو المؤامرات هذه النوعية من المعلومات للادعاء بأن الفيروس تم هندسته بيولوجياً، ولكن التخطيط يضمن أيضاً كيفية تكذيب تلك المعلومات المضللة. وعلاوة عليه، وضعت الحكومة البريطانية خططاً بشأن كيفية عمل وكالات حكومية متعددة معاً. كما ستكون هناك حاجة لأن تضع مراكز التسوق الكبيرة خطة حول كيفية الاستجابة بسرعة للطلبات المرنة. وترى كاتبة المقال أنه يمكن أن تشمل تلك الخطط تدريبات حول جائحة كبرى، كتلك التي أجرتها المملكة المتحدة باسم” Cygnus” في عام 2016، وتدريبات أصغر تجرى بشكل منتظم في دوائر حكومية وجامعات وشركات خاصة حول العالم. ونادراً ما يعلن عن تلك التدريبات لأنها تحوي تفاصيل حساسة مثل مكان تخزين المعدات الأساسية، ما قد يجعلها عرضة للسرقة، أو كيفية تواصل وكالات رئيسية، ما قد يعرضها للاستغلال من قبل قراصنة الانترنت.

ولأن مثل تلك التمارين تحصل بانتظام، لا بد من تنفيذ أحدها في مكان ما، كالذي أجري في جامعة جون هوبكينز في الولايات المتحدة قبل بضعة أسابيع من تفشي وباء كوفيد- 19، ما دفع بعض أصحاب نظريات المؤامرة للادعاء بأن الحكومة الأمريكية علمت بأن الجائحة قادمة، أو حتى أنها متورطة في التسبب بها. ولكن ذلك لم يثبت في حقيقة الأمر.

تخفيف لا علاج
وفي نهاية المطاف، ترى كاتبة المقال أنه لا بد من تذكر أن خطط مواجهة الأوبئة تعتبر أداة تخفيف لا علاج. إنها تميل للافتراض أن الأوبئة لا يمكن وقفها، وإنما يمكن إبطاءها وحسب، لأنه ذلك ما شهده التاريخ.
ونتيجة لكل ما سبق، تشير الكاتبة إلى وجوب بناء فهمنا للمرض على اساس سبل ضبطه، وحجم العدوى ومداها واحتمال تسببه بوفاة المصابين، و الفئات التي ستكون أشد تضرراً.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot