واشنطن تحذر المسافرين الأميركيين من خطر التعرض لأعمال عنف

بعد مقتل الظواهري.. فترة حرجة لـ«القاعدة» لاختيار زعيم جديد

بعد مقتل الظواهري.. فترة حرجة لـ«القاعدة» لاختيار زعيم جديد


حذرت وزارة الخارجية الأميركية المسافرين الأميركيين الى خارج البلاد من أنهم يواجهون مخاطر متزايدة بالتعرض لأعمال عنف بعد قتل القوات الأميركية لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
وحضت الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين على “الحفاظ على مستوى عال من اليقظة وتقدير المواقف بشكل جيد عند السفر إلى الخارج».
وقالت الوزارة في بيان إن “المعلومات الحالية تشير إلى أن المنظمات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات إرهابية ضد المصالح الأميركية في مناطق متعددة في جميع أنحاء العالم».

ويرى محللون أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بضربة أميركية على كابول لن يؤثّر على قدرات الجماعات التابعة للتنظيم المنتشرة من منطقة الساحل إلى المحيط الهادئ، إنما ستليه فترة حرجة لاختيار خلف له.
لعب الظواهري الذي خلف عام 2011 أسامة بن لادن الذي قُتل بضربة أميركي في باكستان، دورًا محوريًا في آلية جعل التنظيم لامركزيًا ما سمح للقاعدة بتجاوز المحن، وفق ما شرح مدير منظمة Counter-Extremism Project غير الحكومية هانس-جاكوب شندلر وهو خبير أممي سابق في شؤون الإرهاب، لوكالة فرانس برس.

ويقول إن الظواهري “أدخل إلى الشبكة جهات فاعلة جديدة مهمة مثل حركة الشباب التي تسيطر حاليًا على 30 في المئة من مساحة الصومال وأشرفت عام 2017 على تدريب ما تسمى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التحالف الجديد التابع للقاعدة في غرب إفريقيا».
ويوضح شندلر أن الظواهري “لم يكن منخرطًا في القرارات اليومية لما تسمى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وحركة الشباب وجماعة أبو سياف في الفيليبين” وبالتالي فإن موته لن يغيّر شيئًا في خططها. لكنّه يضيف أن زعامة التنظيم تحتاج إلى “شخصية تتمتع بتفوّق معيّن لأنه ينبغي على زعيم كل جماعة أن يعلن ولاءه لها».

ويرى أن “بالتالي، استبدال (الظواهري) سيشكل تحديًا».
من بين الخلفاء المحتملين، يعدّد الخبراء بشكل أساسي مصريَين هما سيف العدل الذي كان ضابطًا في القوات الخاصة المصريّة وهو شخصية من الحرس القديم في القاعدة ويُقال إنه متواجد في إيران، وأبو عبد الكريم المصري وهو قائد في تنظيم حراس الدين في سوريا.
كتبت مديرة مركز “سايت” لمراقبة المواقع الإرهابية ريتا كاتز في تغريدة أن “خلافًا للوضع بعد مقتل أسامة بن لادن، فإن جزءًا كبيرًا من قادة القاعدة ذهبوا إلى سوريا حيث قُتل الكثير منهم».

وأضافت أن في ما يخصّ سيف العدل “تقول شائعات إنه ذهب إلى سوريا بعدما خرج من السجن في إيران”، مشيرةً إلى ندرة المعلومات الموثوقة في هذا المجال.
يوضح مركز صوفان وهو مركز أبحاث أميركي مستقل متخصص، في مذكرة نُشرت الثلاثاء أنه “رغم أن عدد عناصر القاعدة تراجع على مرّ السنوات، بما في ذلك من خلال طرد تنظيم داعش عددًا من أفراده في مواقع مختلفة حيث كان التنظيمان ينشطان، إلا أن الظواهري واصل المسار”. ويعتبر المركز أن “خيار الزعيم الجديد سيكشف الكثير عن الخطط المستقبلية للقاعدة” مشيرًا إلى أن “القضاء أو إلقاء القبض في السنوات الأخيرة على مجموعة كبيرة من القادة في الحرس القديم يترك هامشًا ضيقًا أكثر فأكثر للخلفاء المحتملين».

وتشير المذكرة إلى أن التواطؤ المفترض لسيف العدل مع إيران حيث يُقال إنه أمضى الفترة الأكبر من السنوات العشرين الماضية، قد يفقده دعم الجيل الجديد في القاعدة لصالح قادة متطرفين موجودين في سوريا على غرار أبي عبد الكريم المصري.
ويشرح مركز صوفان أن مقتل الظواهري في كابول يثير الشكوك بشأن الضمانات التي قدّمتها حركة طالبان للولايات المتحدة عام 2020 بعدم التسامح مع إيواء قادة القاعدة في أفغانستان.

ويضيف المركز أن مقتل الظواهري يوحي بأن الأخير “كان يشعر بارتياح أكبر للتنقل منذ الانسحاب الأميركي (من أفغانستان) قبل عام».
بعد صمت إعلامي طويل في عامي 2019 و2020 أثار تكهّنات حول وضعه الصحّي وحتى وفاته، عاد الظواهري لينشر مقاطع فيديو في أيلول/سبتمبر 2021، ثمّ في تشرين الثاني/نوفمبر وفي شباط/فبراير الماضي ونيسان/أبريل، وفق هانس-جاكوب شندلر.
ويقول شندلر ساخرًا “فجأة، سقطت أفغانستان بين أيدي طالبان والظواهري لم يعد يسكت!».
ويرى أن مكان قتله “يؤكد مرة جديدة وأخيرة أن طالبان مستعدّة، كما كانت في التسعينات، لإيواء وحماية القاعدة».