بكين تملأ الفراغ.. استثمارات صينية لثروات الساحل الأفريقي

بكين تملأ الفراغ.. استثمارات صينية لثروات الساحل الأفريقي


يثير افتتاح شركة صينية مصنعًا في مالي يُنتج الليثيوم تكهنات بأن بكين تتجه نحو استغلال الفراغ وتراجع الغرب في الساحل الافريقي  لتوسيع دائرة استثماراتها في المنطقة.
وتستخدم مادة الليثيوم في صناعة البطاريات الكهربائية، وهي مادة مطلوبة من القوى العالمية كافة التي تتطلع إلى تطوير صناعاتها.
وأفادت صحيفة «لوموند» الفرنسية بأنه «على الرغم من أن الشركة الصينية خضعت، مثل بقية الشركات الأجنبية، لإجراءات مشددة من طرف حكام الجدد، فإنها دشنت مشروعاً استثمارياً جديداً في مالي».
ويأتي هذا التطور في وقت وسعت فيه روسيا، حليفة الصين، نفوذها في مالي ومنطقة الساحل الأفريقي، وهو ما يتيح لبكين غطاء يساعدها في ضخ استثمارات هائلة، بحسب «لوموند».

حضور قوي
وعلق الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، على الأمر بالقول إنه «لا شك أن الاستثمارات الصينية حاضرة بقوة في أفريقيا، لاسيما في أنغولا وزامبيا وموزمبيق، مروراً بإثيوبيا وكينيا».
وأضاف تورشين لـ «إرم نيوز»: «الآن يبدو أنها بدأت تهتم بدول الساحل الأفريقي لأهمية دوله وارتباطها بموارد نفيسة كالذهب واليورانيوم وبعض المصادر التي تدخل في الصناعات الدقيقة كصناعة السيارات الكهربائية والبطاريات الكهربائية».
وذكر أن «الصين تهتم بهذه المجالات بشكل كبير، وأعتقد أنها ستكون حاضرة بشكل قوي في دول الساحل الأفريقي لأنها غنية بالموارد الخام التي تعزز القدرات الصناعية الصينية». وتوقع أن يستمر ضخ استثمارات صينية بناء على شراكة غير معلنة بين بكين وموسكو من أجل تقاسم الأدوار في هذه المنطقة بين ما هو عسكري وما هو اقتصادي.
وأكد أن «الصين ستستثمر أيضا في مجالات البنى التحتية في الساحل الأفريقي خاصة في السكك الحديدية، وسيتم الترحيب بالصين باعتبار أن المقاربة التنموية التي تصدرها الحكومة العسكرية فيوغيرها تحتم اللجوء إلى الصين في مجالات مثل البنية التحتية واستغلال المعادن النفيسة».

51 مليار دولار 
وقال الخبير الاقتصادي في الشؤون الأفريقية، إبراهيم كوليبالي، إن الاستثمارات الصينية في مالي وغيرها من دول الساحل الأفريقي تعتبر تدخلا متوقعا بالنظر إلى تعهد بكين في وقت سابق بضخ نحو 51 مليار دولار كاستثمارات في القارة الأفريقية.
وأشار إلى أن الساحل الأفريقي يكتسي أهمية أكبر بالنظر إلى الثروات التي يضمها على غرار والذهب. وتابع كوليبالي في تصريح لـ «إرم نيوز» بالقول إن «الصين تتمتع بسمعة طيبة إذ لا تتدخل عسكريا في أي دولة، وحتى بعض أفراد الأمن الذين يتم نشرهم مهمتهم الرئيسية هي تأمين الاستثمارات الصينية وليست القيام بأي دور ضد طرف بعينه».
وأوضح أن «أولوية الصين هي إقامة استثمارات في الساحل الأفريقي بصرف النظر عن هوية الحاكم في دول المنطقة».