70 % من الأمريكيين لا يريدونه أن يترشح
بلومبرغ: ترامب.. ورقة خاسرة للجمهوريين في الحملة الرئاسية
قالت وكالة بلومبرغ إن وجود حزبين سياسيين فاعلين، لا يجب أن يكون مطلباً كبيراً من الديمقراطية الأمريكية، مضيفةً أن أحد هذين الحزبين يعاني حالياً من كارثة صريحة. وكتبت “بلومبرغ” في افتتاحيتها، أن بالحسابات العاقلة، لا يجب أن يكون دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري للحملة الرئاسية في 2024، و أت ترامب يستحق معارضته لكل الأسباب المألوفة، بما فيها الفوضى، والفساد، وانعدام الكفاءة الواضح الذي اتسمت به ولايته الأولى. وحتى مع تجاهل كل هذا، فإن رفضه في مصلحة الجمهوريين أنفسهم.من الناحية الانتخابية، ترامب خاسر، تقول الافتتاحية، فهو أول رئيس منذ الكساد الكبير، يخسر مجلس النواب، ومجلس الشيوخ، والمكتب البيضاوي في ولاية واحدة
أداء أقل من المتوسط
وفي 2020، لم يهدر ترامب مزايا شغل المنصب فحسب، بل كان أداؤه أقل من متوسط المرشح الجمهوري في الولاية بأكملها في ثماني ولايات من أصل 12 مطروحة للمنافسة. ومع تعرض السيطرة على مجلس الشيوخ للخطر في جولتي إعادة في جورجيا، أمضى ترامب بعدها أسابيع وهو يدعي أن الانتخابات شابها، تزوير وأن المسؤولين في ولاية جورجيا متواطئون فيها. ويتفق العديد من الخبراء الاستراتيجيين في الحزب الجمهوري على أنه هو الذي سلم المجلس، ومن ثم السيطرة الموحدة على الحكومة، إلى الديمقراطيين. وفي منتصف العام الماضي تكررت القصة. ووجد تحليل للمنافسات في الولايات أن المرشحين الذين أنكروا شرعية نتائج انتخابات 2020، شغل ترامب الشاغل منذ رحيله عن المنصب، كان أداؤهم دون مستوى 2.3 نقطة مئوية في المتوسط. وفي السباقات التنافسية، كان أداء مرشحيه المفضلين أقل من خطوط الأساس المتوقعة منهم بنحو 5 نقاط مئوية. وحتى ذلك يقلل من شأن الضرر:، فبالترويج لمرشحين عديمي الخبرة أو غير جديرين بالتصديق في منافســــــات كان يمكن الفــــــوز بها، ربما جعل ترامب يكبد حزبـــــــه خسارة عدد من حكام الولايات فضلاً عن مجلس الشيوخ.
نظرة قاتمة
وعندما ننظر إلى المستقبل، تتابع الافتتاحية، تزيد الأمور سوءاً. فقد أظهر استطلاع للرأي في الشهر الماضي أن 70% من الأمريكيين، 63% منهم مستقلين و 44% جمهوريين، لا يريدون ترشح ترامب لمنصب الرئيس مرة أخرى.
ووجد استطلاع آخر أن وضع ترامب على رأس بطاقة الاقتراع سيعطي ميزة خماسية النقاط لمرشحي الكونغرس الديمقراطيين، وهذا التحول من شأنه أن يمنحهم يقيناً السيطرة على مجلس النواب.
وترامب نفسه فاقد للشعبية بشكل ملحوظ، إذ حصل على معدل تأييد أقل بنحو 10 نقاط. ومن غير المرجح أن يتحسن هذا المعدل على ما يبدو. ففي الشهرين الماضيين، وُجهت إليه 34 تهمة جنائية بالتزوير، ووُجد أنه مسؤول عن الاعتداء الجنسي والتشهير في دعوى مدنية. ويعكف مدعٍ خاص على التحقيق معه في إساءة معاملة وثائق سرية، ومحاولة الاحتفاظ بالسلطة بشكل غير قانوني، والتحريض على الشغب في مبنى الكابيتول. ويجري مسؤولون في جورجيا تحقيقات معه عن التدخل في الانتخابات، ويتعرض حالياً للملاحقة القضائية من ابنة شقيقه والمدعي العام لولاية نيويورك، ومجموعة مستثمرين سابقين، و11 عضواً في الكونغرس، وما لا يقل عن 10 من ضباط شرطة الكابيتول، وعنصرين من شرطة واشنطن، ومن الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين.
البحث عن بديل
وقال السناتور الجمهوري جون كورنين في الأســــــبوع الماضي، مهوناً: “نحن في حاجة إلى بديل». أمام الحزب كثير من الخيارات الأخرى، بينها رون ديسانتيس، وتيم سكوت، ونيكي هايلي، ومايك بنس. وهو يواجه مفترق طرق في العام المقبل.
ويمكنه أن يكون حزب أفكار مثل دعم العائلات، وتشجيع الأسواق الحرة، وتعزيز النمو، والتعامل مع التكنولوجيات الجديدة، والمحافظة على القانون، والنظام وغير ذلك، ويستطيع بث الحياة في الحملة، ومنح الناخبين بديلاً جاداً للرئيس جو بايدن. ويمكنه أن يستسلم مرة أخرى لاستعراضات ترامب، الذي يمثل سيلاً من الغرور، وانعدام الكفاءة، وسوء السلوك كاد يقضي على النظام الدستوري الأمريكي. واختتمت افتتاحيتها بالقول: “في الحقيقة لا يجب أن يكون هذا اختياراً صعباً».