بلومبرغ: على بايدن تثبيت الخط الأحمر أمام نتانياهو

بلومبرغ: على بايدن تثبيت الخط الأحمر أمام نتانياهو


يمكن القول إن الأعدقاء، الأعداء-الأصدقاء يصبحون أعداء عندما يرسمون خطوطاً حمراء لبعضهم البعض. هذا ما يفعله الآن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على ما يلاحظه الكاتب السياسي أندرياس كلوث.
المشكلة الأساسية في الخطوط الحمراء، إذا كان الرئيس غير راغب في تنفيذها فسيفقد المزيد من المصداقية والنفوذ.
كتب كلوث في شبكة "بلومبرغ" أن بايدن كان أول من سحب القلم المجازي الأحمر. لأشهر عدة، كان بايدن مذهولاً مما سمّاه القصف الإسرائيلي "العشوائي" لغزة رداً على حماس، في حملة عسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 30 ألفاً وجرح أكثر من 70 ألفاً وتركت مليوني فلسطيني في غزة، وهو رقم يساوي تقريباً كل سكان القطاع، بلا ملجأ وجائعين ومصدومين. وهو غاضب لأن إسرائيل لم تسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية، ولأن نتانياهو وشركاءه من اليمين يتجاهلون رؤيته طويلة المدى للسلام والتي تجد تتويجها في دولة فلسطينية، ذات سيادة.
لذلك، حذر بايدن نتانياهو من اجتياح رفح حيث يتجمع نحو نصف نازحي غزة، واعتبره انتهاكاً للخط الأحمر. لم يوضح الرئيس التداعيات التي ستترتب على الانتهاك، ولكن فريقه لشؤون الأمن القومي حاول تخفيف حدة الرسالة. لكن بايدن ألقى الآن على العلاقة لوناً جديداً.

سفسطة نتانياهو
 أخرج نتانياهو قلمه وصعّد على عادته، ورد بأنه سيرسل الجيش الإسرائيلي إلى رفح بالتأكيد، لأن لديه أيضاً خطاً أحمر، وهو التأكد من منع تكرار 7 أكتوبر (تشرين الأول). رأى الكاتب أن هذه سفسطة: فبايدن لا يريد أيضاً 7 أكتوبر آخر. والقضية هي متى تصبح الأضرار الجانبية عقاباً جماعياً للفلسطينيين، وجريمة بموجب القانون الدولي.
لهذا السبب، تواجه العلاقات الثنائية التي تمتد إلى ثلاثة أرباع قرن من الزمن توتراً غير مسبوق. إنه توتر أكبر من الذي كان بين 1956 و1957، عندما أجبر الرئيس دوايت أيزنهاور إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المصرية، وهدد بوقف جميع المساعدات لإسرائيل. وهو أكبر مما حصل في 1982، عندما اتصل رونالد ريغان برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن، وأمره بوقف القصف الشامل لبيروت. وقال ريغان: "مناحيم، هذه محرقة". وفي المرتين، استجابت إسرائيل للولايات المتحدة.
في المقابل، لا يرجح أن يتراجع نتانياهو. إن عناده وحبه لذاته متطرفان للغاية، وكذلك الحال مع آيديولوجيا شركائه في الائتلاف والذين يريدون إعادة احتلال دائم لغزة على طراز الفصل العنصري. يترك الصدام الجانبين معزولين عن بعضهما البعض، وعن بقية العالم.

فاعلية 
تصبح التناقضات في سياسة بايدن صارخة بحيث لا يمكن التغاضي عنها. يجب النظر إلى السماء فوق غزة، إنها القنابل الأمريكية التي يسقطها الإسرائيليون بشكل كبير، حتى في الوقت الذي تنزل فيه الولايات المتحدة صناديق الوجبات، والمياه، والأدوية بالمظلات على شواطئ غزة.
يعترف البيت الأبيض بأن هذه الجهود تشبه الضمادات بعد جراحة القلب المفتوح. وما يزيد الطين بلة أن بعض هذه العمليات قتل غزيين بشكل غير مقصود. لذلك، كان على بايدن أن يتبنى لهجة جديدة. لكن هل الخط الأحمر هو الحل الأفضل؟
يستشهد كلوث بتراجع أوباما عن خطه الأحمر في سوريا في 2013 للإشارة إلى المشكلة الأساسية في الخطوط الحمراء، إذا كان الرئيس غير راغب في تنفيذها فسيفقد المزيد من المصداقية والنفوذ.،على النقيض من ذلك، ليؤخذ على محمل الجد، عليه التصرف عند تجاوز الخط الأحمر، حتى لو لم يكن يريد ذلك حقاً. بعد أن رسم خطه، من المرجح أن يتوجه نتانياهو إلى رفح ويسبب المزيد من المعاناة. عندها، على بايدن الذي يرى أن خطه نتُهك أن يفعل شيئاً.

خيارات متنوعة
اقترح الكاتب في الأول، تتوقف الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار. أما الخطوة الإضافية فهي التي هدد بها أيزنهاور، تقليص أو إيقاف المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
وكتب ثمانية من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى بايدن رسالة يطالبونه فيها بذلك . لن يضطر بايدن للصرامة إلى هذا الحد. يمكنه الاستمرار في تزويد إسرائيل بأنظمة دفاعية مثل القبة الحديدية، مع وقف تزويدها بالأسلحة الهجومية. أو يمكنه أن يفرض شروطاً على استخدامها، كما تفعل الولايات المتحدة عندما تتجهز دولاً أخرى.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot