بلومبرغ: هل تخرج الحديقة الخلفية لموسكو من دائرة نفوذها؟

بلومبرغ: هل تخرج الحديقة الخلفية لموسكو من دائرة نفوذها؟


«حان وقت التخطيط لـ(التعامل مع) إيران نووية”. بهذه الكلمات، يستهل بيتر بروكس وجيمس فيليبس، الباحثان البارزان في أسلحة الدمار الشامل وشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة هيريتدج الأمريكية مقالهما في موقع “1945».
فمفاوضات إدارة بايدن مع النظام الإيراني بشأن برنامجه النووي ذي التهديد المتزايد على وشك الانهيار. بعد أكثر من عام من الاجتماعات، فشلت إدارة بايدن في إصلاح أوجه القصور التي دفعت الرئيس دونالد ترامب إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الأساسي الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما سنة 2015.

توقفت محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي في مارس -آذار بعدما طالبت روسيا بالحصانة من العقوبات المفروضة عليها لغزوها أوكرانيا كي تستطيع الاستفادة من مليارات الدولارات في إطار عملها النووي داخل إيران بموجب الاتفاق. بعدما وافقت إدارة بايدن على هذه المسألة، انهارت المفاوضات بسبب مطلب إيران برفع الولايات المتحدة العقوبات عن الحرس الثوري لتورطه في الإرهاب. أمكن أن تكافئ خطوة كهذه إيران بمنافع إضافية غير مشمولة بالاتفاق النووي الذي رفع العقوبات المتصلة بجهود إيران النووية فقط. ليس واضحاً متى ستُستأنف المحادثات أو حتى إذا كانت ستستأنف.

وما يثير القلق أيضاً وفقاً للباحثين إدلاء وزير الخارجية أنتوني بلينكن بشهادة أمام الكونغرس مؤخراً قال فيها إن إيران قد تنجز تخصيب اليورانيوم الذي تحتاج إليه لصنع قنبلة نووية في بضعة أسابيع إذا ارادت ذلك. رفضت إيران بشدة ما وعد به فريق بايدن من “إطالة وتعزيز” الاتفاق النووي المعيوب جداً.

يعني هذا أن اندلاع أزمة نووية مستقبلية مع النظام الإيراني يبقى احتمالاً قوياً حتى لو تم التوصل إلى اتفاق معيوب آخر، وهو أمر يبدو مستبعداً على نحو متزايد. الآن هو الوقت المناسب للبدء بالنظر إلى ما سيحصل على الأرجح إذا فشلت المفاوضات النووية بشكل كامل. أحرزت إيران تقدماً كبيراً في برنامجها النووي منذ أن بدأت بانتهاك الاتفاق سنة 2019. انتهكت طهران حدود الاتفاق بطرق عدة، بما فيها القيود على حجم مخزون اليورانيوم المخصب ومستويات تخصيب اليورانيوم واستخدام أجهزة الطرد المركزي المتطورة. تضع هذه الإمكانات والموارد العلمية والتقنية إيران على مسار تطوير ونشر سلاح نووي. إن الفشل في التوصل إلى اتفاق ينهي طموحات إيران النووية بشكل دائم سيكون إخفاقاً ديبلوماسياً بارزاً. سوف يزعزع الشرق الأوسط ويترك تداعيات كبيرة على الأمن الأمريكي والدولي بما يشمل تحول إيران إلى دولة ذات سلاح نووي، مع المشاكل الناجمة عنه.

من المتوقع أن يؤدي أي دليل على أن إيران تمضي قدماً نحو تطوير أو نشر سلاح نووي إلى إثارة رد فعل كبير في الشرق الأوسط بفعل التهديد الذي يمثله هذا الأمر لإسرائيل وجيران إيران العرب . إنه مرجح وأكثر أن تقوم إسرائيل بعمل عسكري لمنع إيران من تطوير سلاح نووي عبر ضرب المنشآت النووية الإيرانية ربما بالتعاون مع شركاء عرب على المستوى نفسه من القلق.

ويجب أن يكون متوقعاً أيضاً عدم اكتفاء إيران بامتصاص الهجمات الإسرائيلية من دون رد عنيف. لدى طهران أكبر ترسانة صواريخ في الشرق الأوسط وبإمكان عدد منها أن يصل إلى مدن إسرائيلية بارزة. ولإيران حليف في سوريا التي تستضيف قواعد للحرس الثوري قادرة على ضرب إسرائيل. وستطلب طهران أيضاً من حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، والميليشيات التي تسيطر عليها في العراق أن تساعدها في الانتقام من إسرائيل.

تابع الباحثان أن النظام الإيراني سيلوم بالتأكيد الولايات المتحدة كمتواطئة في أي هجوم إسرائيلي على برنامجه النووي بصرف النظر عما إذا كانت فعلاً متورطة أم لا. يجب أن يتم توقع قيام إيران ووكلائها بتصعيد هجماتهم على القواعد والمصالح الأمريكية في الخارج.

الانتشار النووي
النتيجة الأخرى لتطوير إيران سلاحها النووي هي شعور دول أخرى بضغط قوي كي تحذو حذوها. إن المعضلة الأمنية التي ستؤسسها إيران النووية ستحفز سباق تسلح إقليمياً على المستوى التقليدي أو حتى النووي بشكل محتمل.

أبعد من الزيادة في التوترات الإقليمية الناجمة عن الخرق النووي الإيراني، ستؤدي جهود موازنة ترسانة الأسلحة النووية إلى إجهاد معاهدات وأنظمة وأعراف الحد من التسلح. حين تملك دولة سلاحاً نووياً تتعزز التصورات عن نفوذها وتأثيرها ومكانتها وحتى شرعيتها بشكل كبير، وعادة ما يحصل ذلك على حساب الآخرين . بفعل ردعها النووي الجديد، ستكسب إيران حرية حركة جديدة لتصعيد سياساتها الاستفزازية بما في ذلك مسعاها للهيمنة الإقليمية وسياساتها المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل ودعمها للمنظمات الإرهابية الدولية.

المنطقة لا تحتمل
بالنظر إلى طموحاتها، ستغير إيران نووية بشكل كبير ميزان القوة في الشرق الأوسط الأمر الذي يزعزع أكثر استقرار منطقة مهمة تلعب دوراً حيوياً في إمدادات الطاقة العالمية. ويتأسف الكاتبان لأن احتمال التوصل إلى حل ديبلوماسي وسلمي للتهديدات التي يفرضها برنامج إيران النووي يبدو بعيداً حالياً، مما يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها يحتاجون للبدء بالتفكير في التعامل مع أوقات أكثر خطورة في المستقبل.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/