محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
رهان جريء وليس مجرد نزوة:
بلومبرغ، الملياردير الذي يريد الإطاحة بترامب...!
- يثير نقص مادة المشاعر عنده أسئلة، ويتمتع بصفر كاريزما، ولا يتواصل مع الناس
- يراه العديد من اليساريين الديمقراطيين، مليارديرا يستطيع شراء كل شيء
- عند البلومبرغ، لكل قسم مطبخه، لأن ذلك يوفر وقتًا أقل من الكانتين، وسيكون الناس أكثر إنتاجية
- ملياردير لا يكتفي بالأعمال الخيرية، ويريد العمل وليس العطاء فقط
- في صورة تكون المبارزة بينه وترامب، لا يستبعد وجود دماء على الجدران، مع بعض الفضائح المضمونة
إنه ليس بمنزل صغير في مرج اخضر، ولكن عليك أن تتخيل ما كانت عليه رونيلي رود في ميدفورد، من الضواحي الشمالية الغربية لمدينة بوسطن، عام 1942، عندما أنجبت شارلوت روبنز بلومبرغ أول طفل لها. في نصف قرن تقريبا، شهدت المدينة زيادة عدد سكانها خمسة أضعاف. وليام، والد مايكل، محاسب في شركة ألبان محلية. هناك قابل زوجته المستقبلية، أخصائية في التدقيق. هو ابن مهاجرين يهود ليتوانيين، وهي تنتمي إلى عائلة من البرجوازية الصغيرة البيلاروسية. وإذا اختارا أمريكا، فللهروب من تهديد مذابح روسيا القيصرية.
في 6 رونيل ستريت، تقريبًا عند مفترق الطرق الرئيسية، يشبه منزل بلومبرغ أي بيت في الضواحي الأمريكية. الطلاء الأبيض والألواح الرمادية، وحديقة صغيرة. تقع المدرسة الثانوية التي سيدرس فيها مايكل على بعد خطوات قليلة. وفي مكان قريب أيضًا، كنيس شالوم، الذي بني في أواخر الخمسينات، ويحمل اليوم اسم والديه. في جامعة جونز هوبكنز في بوسطن، مايك الشاب، فخور بلعب دور مدير موقف سيارات الحرم الجامعي لتمويل دراسته، كان يرد بعنف على الذين يتعالون عليه: لا نتحدث بهذا الشكل إلى أول رئيس يهودي مستقبلي للولايات المتحدة! ؟
بلومبرغ رئيس، إنه رهان بجرأة لا تصدق، ولكنه ليس نزوة عابرة على الإطلاق. يقول جون زغبي، أحد كبار استطلاعات الرأي في أمريكا: لا أعتقد أنه يتخذ قرارًا دون أن يعلم مسبقًا أنه قادر على الفوز . عام 1999، اتصل به مايكل بلومبرغ لمعرفة فرصه في الفوز ببلدية نيويورك. كان يريد أن يتقدم كجمهوري بينما لم تكن صورة العمدة المنتهية ولايته، رودي جولياني، الذي أراد أن ينافس هيلاري كلينتون على عضوية مجلس الشيوخ، لم تكن جيدة ، يتابع زغبي، وحاولت اثناءه فبالنسبة لي، كان سينفق ثروة مقابل لا شيء .
ثلاث ولايات على نيويورك
لكن، في نهاية الحملة، كان انهيار البرجين التوأمين، في 11 سبتمبر 2001. وأصبح جولياني في غضون ساعات قليلة السيد الصغير لأمريكا ، واستفاد بلومبرغ من تجدد الانسجام المحلي والوطني ليحقق الفوز. انتصار بفارق ضئيل في هذه المدينة ذات الغالبية الديمقراطية، ولكن بعد أربع سنوات أعيد انتخاب الملياردير بفارق 20 نقطة عن خصمه، وهو رقم قياسي لجمهوري. وبما ان الولاية الثالثة محظورة عليه، قام بتغيير القواعد واختار صفة المستقل ليقدّم نفسه على أنه الوحيد القادر على اخراج نيويورك من الأزمة المالية الرهيبة لعام 2008 ... ونجح.
عندما غادر البلدية عام 2013، اعتقد الجميع أنه سيعلق القفازات، وسيمنح نفسه تقاعدا مستحقًا. لكنه بعد أن أعلن أنه لن يرأس مجموعته المتخصصة في إعداد التقارير المالية، تراجع. في السابعة والسبعين من العمر، مع إيما وجورجينا، بنتان من زواجه الأول، ومع رفيقته طيلة عشرين عامًا، ديانا تايلور، وهي مصرفية سابقة في ولاية نيويورك تصغره سنّا بخمسة عشر عامًا، فشل الرجل في التفرّغ للاستمتاع بالحياة.
عندما عاد لرئاسة شركته بعد فترة ولاياته الثلاث كعمدة، أرسل لنا جميعًا رسالة جماعية ليقول إنه سعيد بان يلتقي بنا مجددا، ولكن من الضروري أمنيّا أن تكون شاراتنا ظاهرة بوضوح للحراس، يروي كادر أمضى أكثر من عشرين عامًا في المجموعة، وعندما استقبله الرجل الثاني بيتر بطرس في مكتبه، طلب منه بلومبرغ ألا يغلق الباب، غير ان بيتر اغلقه في الاخير، وفي صباح اليوم التالي، امر بلومبرغ بإزالة جميع أبواب قاعات المؤتمرات . نزوة الشيف؟ عبادة الشفافية؟ الرئيس المدير العام لا يؤمن الا بالعمل والنجاعة والمردودية... حتى لو كان ذلك يعني استنزاف موظفيه.
بمجرد وصوله إلى بلدية نيويورك، أهدي في اليوم الأول للموظفين قهوة وكعكا. شكره أحد الموظفين، لكن بلومبرغ قال له: إذا كنت تعتقد أنه من اللطف، فأنت لم تفهم . نفس الشيء في مؤسسته الخاصة. يقول أحد القدامى، عند ال بلومبرغ، لكل قسم مطبخه، ويجد الشباب أن ذلك رائع، لكن الرئيس الكبير يعلم خصوصا أنه يوفر وقتًا أقل من الكانتين، وأن الناس سيكونون أكثر إنتاجية .
بلومبرغ، وهو مهندس مالي سابق في شركة سالومون براثرز، اطرد بشيك قيمته 10 ملايين دولار، ينطلق من مبدا أن الحياة منافسة مستمرة. قام بتطوير جهاز كمبيوتر قادر على معالجة أسعار الأسهم في الوقت الحقيقي وربطها بالمؤشرات الاقتصادية والمعلومات المالية، لكن لم يصدقه أحد. وبمبلغ 10 ملايين، أسس شركته واقترح على العالم باسره خدمات محطة كمبيوتر غير مسبوقة. وهذا ما صنع ثروته الهائلة. لقد أنشأ وكالته الخاصة للأنباء العامة، بينما كانت وكالة رويترز البريطانية تحتكر فعلياً المجال منذ عقود.
رفض خوض انتخابات 2016
مواجهة وول ستريت، ورويترز، ثم بلدية نيويورك، والآن ترامب؟. عام 2016، رفض الترشح للبيت الأبيض لأنه لا يرى نفسه رابحا مستقلاً أو ديمقراطياً ضد هيلاري كلينتون ، يشرح جيرارد أرود، السفير الفرنسي السابق في واشنطن، وبالنظر إلى النتيجة، مع فوز ترامب، ندم. ولكن أخبرني كيفن شيكي، الذي قاد حملاته الثلاث الناجحة في نيويورك، أن هذه المرة هناك مجال .
ويواصل الدبلوماسي الفرنسي، الذي تحول إلى القطاع الخاص ويعيش في نيويورك، روايته: في فبراير من العام الماضي، وجدت نفسي على يمينه في مأدبة عشاء خاصة بالمليارديرات. لم يكن يعرف بعد ما إذا كان سيغامر أم لا، لكنه حدثني فقط عن برنامجه الانتخابي، مقتنعا أنه إذا تم اختياره من قبل الديمقراطيين، نعم، سيهزم ترامب .
يكره مايكل بلومبرغ -بعبارة ملطفة -الرئيس المنتهية ولايته: المليارديرات الأمريكان احتقروا على الدوام ترامب، الذي يعتبرونه كاذبًا ومحتالًا ، يضيف أرود. خاصة أنه في هذا العالم، يتم التمييز دائمًا بين الذين ورثوا، مثل ترامب، والذين بنوا ثرواتهم بعرق جبينهم أو بسرعة خلاياهم العصبية، مثل بلومبرغ. و بصفته عمدة نيويورك، لم يشارك فقط في تظاهرات المشاهير مع ترامب: إنه يعرف أشياء عنه ، تؤكد كاتبة سيرته الذاتية إليانور راندولف. وفي صورة تكون المبارزة بين الاثنين، لا يستبعد وجود دماء على الجدران، مع بعض الفضائح المضمونة.
ويؤكد فرانسوا ديلاتر، القنصل العام الفرنسي السابق في نيويورك، ثم سفير لدى الأمم المتحدة، وهو خبير في العادات المحلية، ومقرب من رجال الأعمال: انهما ذكران لم يتحملا قط بعضهما البعض . الفرق بينهما ليس مجرد مسألة حجم. يُطلق على بلومبرغ لقب ميني مايك من قبل ترامب بسبب قصر طوله البالغ 1.70 متر. إن رؤيتهما جنبًا إلى جنب، في ملابس السهرة أو في ملابس الغولف، توضح التحدي بشكل رائع. المهندس السابق يصل فقط الى كتف ملك العقارات السابق. كما انه اقل عرضا منه مرتين. من ناحية أخرى، عام 2016، قبل دخول البيت الأبيض مباشرة، لم تتجاوز القيمة الصافية لترامب 5 مليارات دولار، بينما كانت قيمة بلومبرغ تقدر بـ 45 مليار دولار.
الفجوة عميقة في رؤيتهما للمجتمع. صرف بلومبرغ جزءً كبيرًا من ثروته لتمويل قضايا مهمة مثل مكافحة تغير المناخ أو مكافحة الأسلحة النارية. وليس هذا هو الحال مع دونالد ترامب. لم تموّل مؤسسته، قبل فترة طويلة من توليه منصب الرئيس، سوى بعض أنشطته أو أعمال لمجده الخاص، مثل النافورة التي تزين فندق بلازا في نيويورك، الذي يملكه. أو لدفع 7 دولارات (!) إلى الكشافة الأمريكية في عام انضمام ابنه بارون. أعتقد أن بلومبرغ تسكنه الحاجة إلى أن يكون مفيدًا، إنه ملياردير، محب للأعمال الخيرية، ولكن هذا لا يكفي بالنسبة له، إنه يريد العمل وليس فقط العطاء ، يقول جون زغبي، خبير استطلاعات الرأي.
ملتزم بقضية المناخ
ومن هنا ذاك الغضب الشديد الذي سيطر على بلومبرغ عندما، في 1 يونيو 2017، مزق دونالد ترامب اتفاق باريس للمناخ. لم يكن هذا الإنجاز الكبير الذي حققته رئاسة أوباما هو الذي ذهب هباء فحسب، بل كان بمثابة ضربة استهدفته شخصياً لأنه عمل من أجل هذه الحملة الصليبية ضد ظاهرة الاحتباس الحراري. لقد تحدث بلومبرغ في كثير من الأحيان عن ترشّحه للبيت الأبيض إلى آن هيدالغو (عمدة بلدية باريس التي احتضنت قمة المناخ كان لبلومبرغ دور فاعل فيها) ، يقول باتريك كلوغمان، مستشار عمدة باريس للشؤون الدولية.
اختار بلومبرغ السيدة هيدالغو لتتولى زمام الكاك 40 -تجمع أكبر 40 مدينة في العالم الذي كان رئيسا له –عندما غادر ترامب اتفاق باريس. مع هدف واحد: تمويل كل مدينة على هذا الكوكب تتولى تعويض انسحاب الولايات المتحدة. وهو أيضًا من قرر استنفار أصدقائه من المستثمرين الأمريكيين للضغط على الـ 100 شركة الاكثر تلويثًا في العالم حتى تخفّض من انبعاثاتها بشكل كبير.
بوضوح، ان بلومبرغ لا يفتقر إلى الأفكار والشجاعة. وإذا كان يعتقد أن باستطاعته هزم ترامب، فذلك لأنه سبق ان تصادم مع أقوى اللوبيات الأمريكية التي تدعم الرئيس الحالي. سواء كان لوبي الوقود الأحفوري من أجل المناخ؛ ولوبي التبغ عندما حظر التدخين في الحانات والمطاعم في نيويورك؛ ولوبي الأسلحة النارية عندما يمول من جيبه العديد من المنظمات التي تدعو إلى تعزيز التشريعات المتعلقة بحمل الأسلحة من أجل تجنب المذابح المتكررة؛ أو لوبي صناعة المواد الغذائية عندما طلب من أصحاب المطاعم في نيويورك تخفيض جرعات السكر والملح لمحاربة السمنة.
معظم هذه الأفكار يشترك فيها على نطاق واسع مع منافسيه الديمقراطيين، لكنه يعتبر أنهم أقل قدرة منه على طرد دونالد ترامب. بيرني ساندرز؟ على اليسار كثيرا بالنسبة للناخب الأمريكي العادي... بيت بيتيغيغ ، العمدة الشاب والمثلي من ساوث بيند (إنديانا)؟ صغير جدا، وعديم الخبرة جدا... جو بايدن، نائب الرئيس أوباما السابق؟ ينتسب عميقا للعالم القديم بعد خمسة وأربعين عامًا من التواجد المتواصل في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض.
استراتيجية مختلفة في التمهيدية
وإذا اختار مايكل بلومبرغ، تجاهل أول أربعة انتخابات تمهيدية (أيوا، نيو هامبشاير، نيفادا، وجنوب كارولينا في نهاية الشهر)، فذلك ليس فقط لأنه اتخذ قراره في اللحظة الأخيرة، ولكن لأنه، بصفته ابن محاسب جيد، يعرف أن هذا الترشيح الديمقراطي يُكتسب بعدد المندوبين الذين يرسلهم ناخبو الولايات الخمسين إلى المؤتمر في الصيف المقبل. لكن المترشحين الرئيسيين لمحطات التصويت الأربعة الأولى سيتقاسمون فقط 155 مندوبًا بالنسبيّة بحلول الشهر المقبل. ولا بد من المقارنة مع 1،357 التي سيتم منحها خلال الثلاثاء الكبير في 3 مارس، الذي ينظّم في 14 ولاية رئيسية.
جاب بلومبرغ هذه الولايات منذ ترشّحه في نوفمبر، وقد أنفق هناك ما يقارب 300 مليون دولار على الاعلانات التلفزيونية والإذاعية والإنترنت، مما مكنه من الانتقال من 4 بالمائة من نوايا التصويت إلى 15 بالمائة، وفقا لاستطلاع كوينيبياك.
إن رد الفعل إيجابي، ولكن في الوقت الحالي لم نره إلا من خلال إعلاناته ، تشير الصحيفة بنيويوركر ليا بيسار، المستشارة السابقة لبيل كلينتون في البيت الأبيض، وفي قلب الأوساط والدوائر الديمقراطية. في هذه الاعلانات، تضيف، من المثير للاهتمام أن نرى أنه يحاول افتكاك إرث أوباما... والقضية الأساسية هي ما إذا كان الديمقراطيون في حاجة إلى مرشح يوحّدهم لهدف وحيد هو هزم ترامب .
إذا لم يكن المال موضوعًا لبلومبرغ، لأنه سيمول حملته بالكامل بأمواله الخاصة، مما يعفيه من إضاعة الوقت في جمع التبرعات مثل منافسيه، فإن المشكلة الحقيقية هي شخصيته. بالمقارنة مع بيرني ساندرز الاشتراكي ، أو الشاب بيتيغيغ، أو بايدن المخضرم، فإن الملياردير الجمهوري الذي تحول إلى ديمقراطي، لا يرتاح عندما يتعلق الأمر بمصافحة أو التحدث الى غرباء. افتقاره للتعاطف يطرح مشكلة، يرى أحد زواره، له صفر كاريزما، ولا يتواصل مع الناس، نشعر أنه لا يريد إعطاء كل شيء من اجلهم .
ويُثري جيرار أراود: يتمتع بسحر في المجتمع، لكنه غير قادر على بث الحماس في قاعة والهابها. يراه العديد من اليساريين الديمقراطيين أنه ملياردير يستطيع شراء كل شيء، مع غطرسة المال كمصدر للمصداقية . كل هذا دون احتساب القضايا .
كثيرون من الناخبين السود يعاتبونه بسبب الممارسة البوليسية في الاعتقال والتفتيش التي عززتها شرطة نيويورك بموجب تفويضه واعتُبرت تمييزًا خالصًا. بعد فترة طويلة من الإشادة بالانخفاض الهائل للجريمة خلال فترة حكمه (انخفاض 30 بالمائة بين 2005 و2012 وحده)، انتهى الأمر بمايكل بلومبرغ الى تقديم اعتذاره في بداية حملته على تلك السياسة... موقف لم يسلم من وصفه بالانتهازية الانتخابية.
ثم هناك النساء... لا علاقة بسوقيّة وفحش دونالد ترامب، الذي يحاكم بسبب اعتداءات جنسية والمعروف بتباهيه بمغامراته. لكن بلومبرغ هو نوع من الرجال الذين يروون أنه خلال إقامته الأولى في فرنسا، عام 1968 –كان ذلك في كلوب ماد-، وجد أن سمعة النادي لم يتم اغتصابها بما أنه استطاع التسجيل منذ الليلة الأولى ...
لقد انغمس الرئيس المدير العام لشركة بلومبرغ في ثقافة وول ستريت الذكورية في الثمانينيات من القرن الماضي، وتم تقديم شكوى جماعية من 58 امرأة عملن في شركته قبل اثني عشر عامًا بتهمة التحرش المعنوي: رفض الزيادات، ورفض الترقيات في حال الأمومة، وروت واحدة منهن إن بلومبرغ نصحها بالإجهاض إذا كانت ترغب في الاحتفاظ بوظيفتها.
هؤلاء النساء اللائي رفعن شكوى ضده، اعتبرن ما لحق بهن ظلمًا، تقول كاتبة سيرته الذاتية إليانور ران دولف، لكنه يعترف بأنه استهلك وقتًا طويلاً ليفهم أن هذا النوع من الثقافة لم يعد مقبولًا.
كما يدافع على أنه عيّن في الآونة الاخيرة الكثير من النساء في مناصب المسؤولية ومنحهن، أكثر من أي مكان آخر، فرصا أفضل للحصول على إجازة أمومة للجمع بين الحياة المهنية والعائلية . متأخر جدا؟ لا يمكن الفوز بين الديمقراطيين بدون النساء والشباب والناخبين السود.
بالنسبة لمايكل بلومبرغ، الذي، رغم تقدمه في السن (احتفل مؤخرا بعيد ميلاده الثامن والسبعين)، يرى نفسه رجل العناية الالهية القادر على إنقاذ أمريكا، المباراة لم تحسم ولا تزال مفتوحة. والى ان يحين موعد انعقاد المؤتمر الديمقراطي في يوليو في ميلووكي، عاصمة صناعة الألبان العزيزة على والديه، سيكون سباق الحواجز قاسيا.
- يراه العديد من اليساريين الديمقراطيين، مليارديرا يستطيع شراء كل شيء
- عند البلومبرغ، لكل قسم مطبخه، لأن ذلك يوفر وقتًا أقل من الكانتين، وسيكون الناس أكثر إنتاجية
- ملياردير لا يكتفي بالأعمال الخيرية، ويريد العمل وليس العطاء فقط
- في صورة تكون المبارزة بينه وترامب، لا يستبعد وجود دماء على الجدران، مع بعض الفضائح المضمونة
إنه ليس بمنزل صغير في مرج اخضر، ولكن عليك أن تتخيل ما كانت عليه رونيلي رود في ميدفورد، من الضواحي الشمالية الغربية لمدينة بوسطن، عام 1942، عندما أنجبت شارلوت روبنز بلومبرغ أول طفل لها. في نصف قرن تقريبا، شهدت المدينة زيادة عدد سكانها خمسة أضعاف. وليام، والد مايكل، محاسب في شركة ألبان محلية. هناك قابل زوجته المستقبلية، أخصائية في التدقيق. هو ابن مهاجرين يهود ليتوانيين، وهي تنتمي إلى عائلة من البرجوازية الصغيرة البيلاروسية. وإذا اختارا أمريكا، فللهروب من تهديد مذابح روسيا القيصرية.
في 6 رونيل ستريت، تقريبًا عند مفترق الطرق الرئيسية، يشبه منزل بلومبرغ أي بيت في الضواحي الأمريكية. الطلاء الأبيض والألواح الرمادية، وحديقة صغيرة. تقع المدرسة الثانوية التي سيدرس فيها مايكل على بعد خطوات قليلة. وفي مكان قريب أيضًا، كنيس شالوم، الذي بني في أواخر الخمسينات، ويحمل اليوم اسم والديه. في جامعة جونز هوبكنز في بوسطن، مايك الشاب، فخور بلعب دور مدير موقف سيارات الحرم الجامعي لتمويل دراسته، كان يرد بعنف على الذين يتعالون عليه: لا نتحدث بهذا الشكل إلى أول رئيس يهودي مستقبلي للولايات المتحدة! ؟
بلومبرغ رئيس، إنه رهان بجرأة لا تصدق، ولكنه ليس نزوة عابرة على الإطلاق. يقول جون زغبي، أحد كبار استطلاعات الرأي في أمريكا: لا أعتقد أنه يتخذ قرارًا دون أن يعلم مسبقًا أنه قادر على الفوز . عام 1999، اتصل به مايكل بلومبرغ لمعرفة فرصه في الفوز ببلدية نيويورك. كان يريد أن يتقدم كجمهوري بينما لم تكن صورة العمدة المنتهية ولايته، رودي جولياني، الذي أراد أن ينافس هيلاري كلينتون على عضوية مجلس الشيوخ، لم تكن جيدة ، يتابع زغبي، وحاولت اثناءه فبالنسبة لي، كان سينفق ثروة مقابل لا شيء .
ثلاث ولايات على نيويورك
لكن، في نهاية الحملة، كان انهيار البرجين التوأمين، في 11 سبتمبر 2001. وأصبح جولياني في غضون ساعات قليلة السيد الصغير لأمريكا ، واستفاد بلومبرغ من تجدد الانسجام المحلي والوطني ليحقق الفوز. انتصار بفارق ضئيل في هذه المدينة ذات الغالبية الديمقراطية، ولكن بعد أربع سنوات أعيد انتخاب الملياردير بفارق 20 نقطة عن خصمه، وهو رقم قياسي لجمهوري. وبما ان الولاية الثالثة محظورة عليه، قام بتغيير القواعد واختار صفة المستقل ليقدّم نفسه على أنه الوحيد القادر على اخراج نيويورك من الأزمة المالية الرهيبة لعام 2008 ... ونجح.
عندما غادر البلدية عام 2013، اعتقد الجميع أنه سيعلق القفازات، وسيمنح نفسه تقاعدا مستحقًا. لكنه بعد أن أعلن أنه لن يرأس مجموعته المتخصصة في إعداد التقارير المالية، تراجع. في السابعة والسبعين من العمر، مع إيما وجورجينا، بنتان من زواجه الأول، ومع رفيقته طيلة عشرين عامًا، ديانا تايلور، وهي مصرفية سابقة في ولاية نيويورك تصغره سنّا بخمسة عشر عامًا، فشل الرجل في التفرّغ للاستمتاع بالحياة.
عندما عاد لرئاسة شركته بعد فترة ولاياته الثلاث كعمدة، أرسل لنا جميعًا رسالة جماعية ليقول إنه سعيد بان يلتقي بنا مجددا، ولكن من الضروري أمنيّا أن تكون شاراتنا ظاهرة بوضوح للحراس، يروي كادر أمضى أكثر من عشرين عامًا في المجموعة، وعندما استقبله الرجل الثاني بيتر بطرس في مكتبه، طلب منه بلومبرغ ألا يغلق الباب، غير ان بيتر اغلقه في الاخير، وفي صباح اليوم التالي، امر بلومبرغ بإزالة جميع أبواب قاعات المؤتمرات . نزوة الشيف؟ عبادة الشفافية؟ الرئيس المدير العام لا يؤمن الا بالعمل والنجاعة والمردودية... حتى لو كان ذلك يعني استنزاف موظفيه.
بمجرد وصوله إلى بلدية نيويورك، أهدي في اليوم الأول للموظفين قهوة وكعكا. شكره أحد الموظفين، لكن بلومبرغ قال له: إذا كنت تعتقد أنه من اللطف، فأنت لم تفهم . نفس الشيء في مؤسسته الخاصة. يقول أحد القدامى، عند ال بلومبرغ، لكل قسم مطبخه، ويجد الشباب أن ذلك رائع، لكن الرئيس الكبير يعلم خصوصا أنه يوفر وقتًا أقل من الكانتين، وأن الناس سيكونون أكثر إنتاجية .
بلومبرغ، وهو مهندس مالي سابق في شركة سالومون براثرز، اطرد بشيك قيمته 10 ملايين دولار، ينطلق من مبدا أن الحياة منافسة مستمرة. قام بتطوير جهاز كمبيوتر قادر على معالجة أسعار الأسهم في الوقت الحقيقي وربطها بالمؤشرات الاقتصادية والمعلومات المالية، لكن لم يصدقه أحد. وبمبلغ 10 ملايين، أسس شركته واقترح على العالم باسره خدمات محطة كمبيوتر غير مسبوقة. وهذا ما صنع ثروته الهائلة. لقد أنشأ وكالته الخاصة للأنباء العامة، بينما كانت وكالة رويترز البريطانية تحتكر فعلياً المجال منذ عقود.
رفض خوض انتخابات 2016
مواجهة وول ستريت، ورويترز، ثم بلدية نيويورك، والآن ترامب؟. عام 2016، رفض الترشح للبيت الأبيض لأنه لا يرى نفسه رابحا مستقلاً أو ديمقراطياً ضد هيلاري كلينتون ، يشرح جيرارد أرود، السفير الفرنسي السابق في واشنطن، وبالنظر إلى النتيجة، مع فوز ترامب، ندم. ولكن أخبرني كيفن شيكي، الذي قاد حملاته الثلاث الناجحة في نيويورك، أن هذه المرة هناك مجال .
ويواصل الدبلوماسي الفرنسي، الذي تحول إلى القطاع الخاص ويعيش في نيويورك، روايته: في فبراير من العام الماضي، وجدت نفسي على يمينه في مأدبة عشاء خاصة بالمليارديرات. لم يكن يعرف بعد ما إذا كان سيغامر أم لا، لكنه حدثني فقط عن برنامجه الانتخابي، مقتنعا أنه إذا تم اختياره من قبل الديمقراطيين، نعم، سيهزم ترامب .
يكره مايكل بلومبرغ -بعبارة ملطفة -الرئيس المنتهية ولايته: المليارديرات الأمريكان احتقروا على الدوام ترامب، الذي يعتبرونه كاذبًا ومحتالًا ، يضيف أرود. خاصة أنه في هذا العالم، يتم التمييز دائمًا بين الذين ورثوا، مثل ترامب، والذين بنوا ثرواتهم بعرق جبينهم أو بسرعة خلاياهم العصبية، مثل بلومبرغ. و بصفته عمدة نيويورك، لم يشارك فقط في تظاهرات المشاهير مع ترامب: إنه يعرف أشياء عنه ، تؤكد كاتبة سيرته الذاتية إليانور راندولف. وفي صورة تكون المبارزة بين الاثنين، لا يستبعد وجود دماء على الجدران، مع بعض الفضائح المضمونة.
ويؤكد فرانسوا ديلاتر، القنصل العام الفرنسي السابق في نيويورك، ثم سفير لدى الأمم المتحدة، وهو خبير في العادات المحلية، ومقرب من رجال الأعمال: انهما ذكران لم يتحملا قط بعضهما البعض . الفرق بينهما ليس مجرد مسألة حجم. يُطلق على بلومبرغ لقب ميني مايك من قبل ترامب بسبب قصر طوله البالغ 1.70 متر. إن رؤيتهما جنبًا إلى جنب، في ملابس السهرة أو في ملابس الغولف، توضح التحدي بشكل رائع. المهندس السابق يصل فقط الى كتف ملك العقارات السابق. كما انه اقل عرضا منه مرتين. من ناحية أخرى، عام 2016، قبل دخول البيت الأبيض مباشرة، لم تتجاوز القيمة الصافية لترامب 5 مليارات دولار، بينما كانت قيمة بلومبرغ تقدر بـ 45 مليار دولار.
الفجوة عميقة في رؤيتهما للمجتمع. صرف بلومبرغ جزءً كبيرًا من ثروته لتمويل قضايا مهمة مثل مكافحة تغير المناخ أو مكافحة الأسلحة النارية. وليس هذا هو الحال مع دونالد ترامب. لم تموّل مؤسسته، قبل فترة طويلة من توليه منصب الرئيس، سوى بعض أنشطته أو أعمال لمجده الخاص، مثل النافورة التي تزين فندق بلازا في نيويورك، الذي يملكه. أو لدفع 7 دولارات (!) إلى الكشافة الأمريكية في عام انضمام ابنه بارون. أعتقد أن بلومبرغ تسكنه الحاجة إلى أن يكون مفيدًا، إنه ملياردير، محب للأعمال الخيرية، ولكن هذا لا يكفي بالنسبة له، إنه يريد العمل وليس فقط العطاء ، يقول جون زغبي، خبير استطلاعات الرأي.
ملتزم بقضية المناخ
ومن هنا ذاك الغضب الشديد الذي سيطر على بلومبرغ عندما، في 1 يونيو 2017، مزق دونالد ترامب اتفاق باريس للمناخ. لم يكن هذا الإنجاز الكبير الذي حققته رئاسة أوباما هو الذي ذهب هباء فحسب، بل كان بمثابة ضربة استهدفته شخصياً لأنه عمل من أجل هذه الحملة الصليبية ضد ظاهرة الاحتباس الحراري. لقد تحدث بلومبرغ في كثير من الأحيان عن ترشّحه للبيت الأبيض إلى آن هيدالغو (عمدة بلدية باريس التي احتضنت قمة المناخ كان لبلومبرغ دور فاعل فيها) ، يقول باتريك كلوغمان، مستشار عمدة باريس للشؤون الدولية.
اختار بلومبرغ السيدة هيدالغو لتتولى زمام الكاك 40 -تجمع أكبر 40 مدينة في العالم الذي كان رئيسا له –عندما غادر ترامب اتفاق باريس. مع هدف واحد: تمويل كل مدينة على هذا الكوكب تتولى تعويض انسحاب الولايات المتحدة. وهو أيضًا من قرر استنفار أصدقائه من المستثمرين الأمريكيين للضغط على الـ 100 شركة الاكثر تلويثًا في العالم حتى تخفّض من انبعاثاتها بشكل كبير.
بوضوح، ان بلومبرغ لا يفتقر إلى الأفكار والشجاعة. وإذا كان يعتقد أن باستطاعته هزم ترامب، فذلك لأنه سبق ان تصادم مع أقوى اللوبيات الأمريكية التي تدعم الرئيس الحالي. سواء كان لوبي الوقود الأحفوري من أجل المناخ؛ ولوبي التبغ عندما حظر التدخين في الحانات والمطاعم في نيويورك؛ ولوبي الأسلحة النارية عندما يمول من جيبه العديد من المنظمات التي تدعو إلى تعزيز التشريعات المتعلقة بحمل الأسلحة من أجل تجنب المذابح المتكررة؛ أو لوبي صناعة المواد الغذائية عندما طلب من أصحاب المطاعم في نيويورك تخفيض جرعات السكر والملح لمحاربة السمنة.
معظم هذه الأفكار يشترك فيها على نطاق واسع مع منافسيه الديمقراطيين، لكنه يعتبر أنهم أقل قدرة منه على طرد دونالد ترامب. بيرني ساندرز؟ على اليسار كثيرا بالنسبة للناخب الأمريكي العادي... بيت بيتيغيغ ، العمدة الشاب والمثلي من ساوث بيند (إنديانا)؟ صغير جدا، وعديم الخبرة جدا... جو بايدن، نائب الرئيس أوباما السابق؟ ينتسب عميقا للعالم القديم بعد خمسة وأربعين عامًا من التواجد المتواصل في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض.
استراتيجية مختلفة في التمهيدية
وإذا اختار مايكل بلومبرغ، تجاهل أول أربعة انتخابات تمهيدية (أيوا، نيو هامبشاير، نيفادا، وجنوب كارولينا في نهاية الشهر)، فذلك ليس فقط لأنه اتخذ قراره في اللحظة الأخيرة، ولكن لأنه، بصفته ابن محاسب جيد، يعرف أن هذا الترشيح الديمقراطي يُكتسب بعدد المندوبين الذين يرسلهم ناخبو الولايات الخمسين إلى المؤتمر في الصيف المقبل. لكن المترشحين الرئيسيين لمحطات التصويت الأربعة الأولى سيتقاسمون فقط 155 مندوبًا بالنسبيّة بحلول الشهر المقبل. ولا بد من المقارنة مع 1،357 التي سيتم منحها خلال الثلاثاء الكبير في 3 مارس، الذي ينظّم في 14 ولاية رئيسية.
جاب بلومبرغ هذه الولايات منذ ترشّحه في نوفمبر، وقد أنفق هناك ما يقارب 300 مليون دولار على الاعلانات التلفزيونية والإذاعية والإنترنت، مما مكنه من الانتقال من 4 بالمائة من نوايا التصويت إلى 15 بالمائة، وفقا لاستطلاع كوينيبياك.
إن رد الفعل إيجابي، ولكن في الوقت الحالي لم نره إلا من خلال إعلاناته ، تشير الصحيفة بنيويوركر ليا بيسار، المستشارة السابقة لبيل كلينتون في البيت الأبيض، وفي قلب الأوساط والدوائر الديمقراطية. في هذه الاعلانات، تضيف، من المثير للاهتمام أن نرى أنه يحاول افتكاك إرث أوباما... والقضية الأساسية هي ما إذا كان الديمقراطيون في حاجة إلى مرشح يوحّدهم لهدف وحيد هو هزم ترامب .
إذا لم يكن المال موضوعًا لبلومبرغ، لأنه سيمول حملته بالكامل بأمواله الخاصة، مما يعفيه من إضاعة الوقت في جمع التبرعات مثل منافسيه، فإن المشكلة الحقيقية هي شخصيته. بالمقارنة مع بيرني ساندرز الاشتراكي ، أو الشاب بيتيغيغ، أو بايدن المخضرم، فإن الملياردير الجمهوري الذي تحول إلى ديمقراطي، لا يرتاح عندما يتعلق الأمر بمصافحة أو التحدث الى غرباء. افتقاره للتعاطف يطرح مشكلة، يرى أحد زواره، له صفر كاريزما، ولا يتواصل مع الناس، نشعر أنه لا يريد إعطاء كل شيء من اجلهم .
ويُثري جيرار أراود: يتمتع بسحر في المجتمع، لكنه غير قادر على بث الحماس في قاعة والهابها. يراه العديد من اليساريين الديمقراطيين أنه ملياردير يستطيع شراء كل شيء، مع غطرسة المال كمصدر للمصداقية . كل هذا دون احتساب القضايا .
كثيرون من الناخبين السود يعاتبونه بسبب الممارسة البوليسية في الاعتقال والتفتيش التي عززتها شرطة نيويورك بموجب تفويضه واعتُبرت تمييزًا خالصًا. بعد فترة طويلة من الإشادة بالانخفاض الهائل للجريمة خلال فترة حكمه (انخفاض 30 بالمائة بين 2005 و2012 وحده)، انتهى الأمر بمايكل بلومبرغ الى تقديم اعتذاره في بداية حملته على تلك السياسة... موقف لم يسلم من وصفه بالانتهازية الانتخابية.
ثم هناك النساء... لا علاقة بسوقيّة وفحش دونالد ترامب، الذي يحاكم بسبب اعتداءات جنسية والمعروف بتباهيه بمغامراته. لكن بلومبرغ هو نوع من الرجال الذين يروون أنه خلال إقامته الأولى في فرنسا، عام 1968 –كان ذلك في كلوب ماد-، وجد أن سمعة النادي لم يتم اغتصابها بما أنه استطاع التسجيل منذ الليلة الأولى ...
لقد انغمس الرئيس المدير العام لشركة بلومبرغ في ثقافة وول ستريت الذكورية في الثمانينيات من القرن الماضي، وتم تقديم شكوى جماعية من 58 امرأة عملن في شركته قبل اثني عشر عامًا بتهمة التحرش المعنوي: رفض الزيادات، ورفض الترقيات في حال الأمومة، وروت واحدة منهن إن بلومبرغ نصحها بالإجهاض إذا كانت ترغب في الاحتفاظ بوظيفتها.
هؤلاء النساء اللائي رفعن شكوى ضده، اعتبرن ما لحق بهن ظلمًا، تقول كاتبة سيرته الذاتية إليانور ران دولف، لكنه يعترف بأنه استهلك وقتًا طويلاً ليفهم أن هذا النوع من الثقافة لم يعد مقبولًا.
كما يدافع على أنه عيّن في الآونة الاخيرة الكثير من النساء في مناصب المسؤولية ومنحهن، أكثر من أي مكان آخر، فرصا أفضل للحصول على إجازة أمومة للجمع بين الحياة المهنية والعائلية . متأخر جدا؟ لا يمكن الفوز بين الديمقراطيين بدون النساء والشباب والناخبين السود.
بالنسبة لمايكل بلومبرغ، الذي، رغم تقدمه في السن (احتفل مؤخرا بعيد ميلاده الثامن والسبعين)، يرى نفسه رجل العناية الالهية القادر على إنقاذ أمريكا، المباراة لم تحسم ولا تزال مفتوحة. والى ان يحين موعد انعقاد المؤتمر الديمقراطي في يوليو في ميلووكي، عاصمة صناعة الألبان العزيزة على والديه، سيكون سباق الحواجز قاسيا.