مليون لاجئ أوكراني منذ بدء الغزو الروسي

بلينكن: حصيلة الضحايا المدنيين لغزو أوكرانيا «مروّعة»

بلينكن: حصيلة الضحايا المدنيين لغزو أوكرانيا «مروّعة»


أعلن المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي  أمس الخميس أنّ مليون لاجئ أوكراني فرّوا من بلدهم منذ بدأت القوات الروسية غزوه قبل أسبوع.
وقال غراندي في تغريدة على تويتر إنّه “في غضون سبعة أيام فقط شهدنا تدفق مليون لاجئ من أوكرانيا على الدول المجاورة لها».
وأضاف أنّه “بالنسبة لملايين آخرين داخل أوكرانيا، حان الوقت لأن تسكت المدافع حتى تتمكّن المساعدات الإنسانية من أن تصل وتنقذ أرواحاً».
وقال غراندي إنّه يعتزم التوجّه في الأيام القليلة المقبلة إلى رومانيا ومولدافيا وبولندا، الدول الثلاث التي تستضيف على أراضيها أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين.

وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتّحدة بأغلبية ساحقة الأربعاء قراراً غير ملزم “يطالب روسيا بالتوقّف فوراً عن استخدام القوة ضدّ أوكرانيا».
ميدانياً، واصلت القوات الروسية تقدّمها في أوكرانيا وسيطرت خصوصاً على خيرسون، المدينة الكبيرة في جنوب البلاد وأكبر مدينة تسقط في قبضتها حتى اليوم.
هذا وحذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أنّ الحصيلة “المروّعة” للضحايا المدنيين الذين سقطوا في أوكرانيا منذ بدأت القوات الروسية غزو هذا البلد قبل أسبوع ستواصل الارتفاع.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي إنّ “التكلفة البشرية للحرب غير المبرّرة والمجّانية التي يشنّها الكرملين مروّعة. هناك مئات إن لم يكن آلاف المدنيين قتلوا وجرحوا». وأضاف أنّ “عدد القتلى والجرحى المدنيين والعواقب الإنسانية لن تنفكّ تزداد سوءاً في الأيام المقبلة».
وشدّد بلينكن على أنّ البنى التحتية التي دمّرتها الضربات الروسية “ليست أهدافاً عسكرية. إنّها أماكن يعمل فيها مدنيون وتعيش فيها أسر».
لكنّ الوزير الأميركي امتنع عن اتّهام موسكو باستهداف المدنيين عمداً، مكتفياً بالقول إنّ واشنطن تدرس الوضع من كثب.
من جهته قال مسؤول كبير في البنتاغون إنّه يخشى ارتفاعاً كبيراً في حصيلة الضحايا المدنيين في أوكرانيا في الأيام المقبلة لأنّ الجيش الروسي عازم على ما يبدو على قصف المدن الكبرى لإجبار الأوكرانيين على الاستسلام.

وقال المسؤول للصحفيين طالباً عدم نشر اسمه “نتوقّع استخداماً مضطرداً للمدفعية عندما سيقتربون من المراكز الحضرية وعندما سيحاولون تطويقها».
وأضاف “هذا نموذجي لتنفيذ حصار: عندما تريد تطويق مركز حضري وإخضاعه، وإجباره على الاستسلام، تصبح المدفعية سلاحاً مفيداً للغاية».
وحذّر المسؤول في البنتاغون من أنّ “ما يُقلقنا هو أنّه عندما يصبحون (الروس) أكثر عدوانية، يصبحون أقلّ دقّة وأقلّ انتقائية” في قصفهم المدفعي.

والأربعاء دقّت واشنطن ناقوس الخطر إزاء خطوة أخرى قد تُقدم عليها القوات الروسية: اللجوء إلى أسلحة محظورة بموجب اتفاقية جنيف.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة “يبدو أنّ روسيا تستعد لتصعيد وحشية حملتها ضدّ أوكرانيا». وأضافت “لقد شاهدنا مقاطع فيديو لقوات روسية وهي تنقل لأوكرانيا أسلحة فتّاكة بشكل استثنائي لا مكان لها في ساحة معركة».
وأوضحت أنّ هذه الأسلحة تشمل ذخائر عنقودية وقنابل فراغية، وهي ذخائر “محظورة بموجب اتفاقية جنيف».

وردّاً على سؤال عن هذا الوضع، قال بلينكن إنّ الحوار لا يزال ممكناً لكنّه غير مؤكد.
وقال “نُبقي الباب مفتوحاً للتوصّل لمخرج دبلوماسي” للنزاع، لكنّ “تحقيق هذا الأمر يصبح أصعب بكثير عندما تقصف المدافع وتتقدّم الدبابات».
وعشية انطلاق جولة جديدة من المحادثات الروسية-الأوكرانية التي يفترض أن تتمحور، وفقاً لموسكو، على التوصّل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، قال بلينكن إنّه مستعدّ “لدعم الجهود الدبلوماسية” التي تبذلها كييف لإرساء مثل هذه الهدنة.

ووفقاً للمسؤول في البنتاغون، فإنّ حوالي 82% من القوات العسكرية التي حشدتها موسكو على مدى أسابيع عديدة على حدود أوكرانيا أصبحت الآن داخل أوكرانيا ولفت المسؤول إلى عدم وجود «أيّ تحرّك ملحوظة» للقوات الروسية تجاه كييف أو خاركيف مقارنة باليومين أو الأيام الثلاثة الماضية، مشيراً إلى أنّ مدينة خيرسون (جنوب) التي أعلنت القوات الروسية «سيطرتها الكاملة» عليها الأربعاء لا تزال في الواقع مدينة «متنازعاً عليها بشدّة».
لكن ليل الأربعاء-الخميس أكّد مسؤولون أوكرانيون أنّ الجيش الروسي سيطر على خيرسون، لتصبح بذلك أكبر مدينة تسقط في قبضة القوات الروسية منذ بدء غزوها لأوكرانيا.

وجدّد المسؤول الدفاعي الأميركي التأكيد على أنّ القوات الروسية لم تتمكّن حتى اليوم من أن تسيطر بشكل كامل على المجال الجوي الأوكراني، كما أنّها ما زالت تعاني من مشاكل لوجستية، بما في ذلك من نقص في الوقود والغذاء.
وأوضح أن القوات الروسية “متأخّرة بالنسبة لمخطّطاتها” لكن “ما زالت لديها قوة قتالية ضخمة تحت تصرّفها وستتغلّب على الصعوبات التي تواجهها».
ولفت المسؤول إلى أنّ الولايات المتحدة تواصل تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، مشيرا إلى أنّ آخر عملية تسليم لهذه المساعدات تمّت قبل أقلّ من 24 ساعة.

وأتت هذه التصريحات الأميركية بعيد تبنّي الجمعية العامة للأمم المتّحدة بأغلبية ساحقة قراراً غير ملزم “يطالب روسيا بالتوقّف فوراً عن استخدام القوة ضدّ أوكرانيا».
ومن أصل 193 يحقّ لها التصويت في الجمعية العامة صوّتت 141 دولة لصالح القرار فيما عارضته 5 دول فقط (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا) وامتنعت 35 دولة عن التصويت من بينها الصين. وقوبل القرار بعاصفة من التصفيق. وفي واشنطن علّق الرئيس الأميركي جو بايدن على نتيجة هذا التصويت بالقول إنّها “كشفت عزلة” نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وقال بايدن في بيان إنّ الغالبية العظمى من الدول حول العالم تدين حرب بوتين. الغالبية العظمى من الدول تدرك أنّ بوتين لا يهاجم أوكرانيا فحسب، بل يهاجم ركائز السلم والأمن العالميين وكلّ ما تمثّله الأمم المتحدة». وأضاف أنّ “غالبية عظمى من العالم تدرك أنّنا إذا لم نتصدَّ لروسيا بوتين فإنّها لن تتسبّب سوى بمزيد من الفوضى والعدوان على العالم».
وشدّد الرئيس الأمريكي على أنّه في هذا التصويت “وقفت روسيا معزولة، لا تدعمها سوى أربع دول وحشية ومستبدّة».