خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من منافسات الألعاب الرقمية الهجينة في «دورة ألعاب المستقبل 2025»
لا تثق أمريكا بالزعيم الإسرائيلي
بنيامين نتانياهو.. غير المرغوب به في واشنطن
استبعد بن كاسبيت، المحلل المختص بالشؤون الإسرائيلية أن تؤدي المكالمة الهاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين إلى إصلاح الخلاف المتزايد بين تل أبيب وإدارة بايدن.
وقال كاسبيت في تحليل بموقع “المونيتور” الأمريكي إن الحكومة الإسرائيلية باتت منبوذة بين عشية وضحاها تقريباً، بعدما كانت دولة ذات نفوذ أسطوري تقريباً في واشنطن، ولطالما كانت تتودد إليها الأنظمة الأقل شعبية التي تسعى للدخول إلى البيت الأبيض.
نتانياهو نفسه، يضيف الكاتب، في طريقه إلى الانضمام لقائمة البيت الأبيض “الهامشية” التي تضم التركي رجب طيب أردوغان وآخرين. وبهذه الوتيرة، قد يفوز بمكان لنفسه بجوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
قوبلت عودة نتانياهو إلى السلطة بعد انتخابات الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) على رأس ائتلاف قومي متشدد بفزع في الداخل والخارج. ورداً على ذلك، تبنت إدارة بايدن قاعدة بسيطة - لن تضيع الوقت في التعامل مع القوميين الراديكاليين في السلطة، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وستحاسب نتانياهو على أفعالهم وسياساتهم. لكن مع استمرار حكومة نتانياهو في اندفاعها التشريعي لإضعاف النظام القضائي، نصح الأمريكيون بايدن بأن يوقف زحف الطاغوت. وفي جلسة خاصة، وجه السفير الأمريكي توم نايدس تحذيرات صارخة.
واستاءت الإدارة الأمريكية في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أقال نتانياهو وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي تعتبره الإدارة الأمريكية جزيرة عقلانية في الساحة السياسية الإسرائيلية الراديكالية المضطربة بشكل متزايد والتي تقع في قبضة بن غفير وسموتريتش - الرجل الذي دعا مؤخراً لمحو قرية حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية.
تردد صدى إقالة غالانت في البنتاغون ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وبلغت ذروتها في عرض بايدن الصريح للاشمئزاز من نتانياهو.
فعندما سئل هذا الأسبوع عما إذا كان سيدعو نتانياهو إلى البيت الأبيض الآن بعد أن وافق على التفاوض مع المعارضة بشأن تحركاته المثيرة للجدل، رد بايدن بإيجاز، “ليس على المدى القريب».
وأوضح الكاتب أن الإدارة الأمريكية فقدت صبرها مع نتانياهو وحلفائه الذين ادعى بعضهم أن بإمكان إسرائيل أن تتدبر أمرها بشكل جيد بدون حليفتها الولايات المتحدة. أحد هؤلاء الحلفاء ليس سوى نجل رئيس الوزراء، يائير نتانياهو، الذي يقال إن له تأثيراً حاسماً على والده ومجموعة من النواب المتشددين ووزراء الحكومة. ويستخدم يائير نتانياهو موقع تويتر وبرنامجاً حوارياً يبثه على محطة إذاعية يمينية متطرفة لنشر نظريات المؤامرة وتشويه سمعة أي شخص يعتبره تهديداً لسيطرة والده على السلطة. ويُقال إن عدداً متزايداً من القرارات السخيفة مستوحاة من نتانياهو جونيور، وكان يدعي أن إدارة بايدن، وتحديداً وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكية، تحاول الإطاحة برئيس وزراء إسرائيل المنتخب حسب الأصول.
ورفعت لافتة في تجمع مؤيد لنتانياهو في تل أبيب هذا الأسبوع كتب عليها “اللعنة على بايدن».
وأصدر البيت الأبيض بياناً استرضائياً نوعاً ما في 29 مارس (آذار) للتخفيف من تعليقات بايدن القاسية، لكن من الواضح أن الإدارة الأمريكية غاضبة من الخراب والأضرار التي يلحقها نتانياهو بإسرائيل والشرق الأوسط. وقال الكاتب: “إذا كانوا بحاجة إلى مزيد من الأدلة، فعليهم فقط سماع أن نتانياهو وعد بن غفير بإنشاء حرس وطني تحت قيادته بدلاً من قيادة الشرطة، وذلك رداً على تهديد بن غفير بالانسحاب من الحكومة بعد أن علق نتانياهو الإصلاح التشريعي». ووفق التحليل، تُحمّل إدارة بايدن رئيس وزراء إسرائيل المسؤولية عن الاضطراب الخطير الحالي.
ولأول مرة منذ 75 عاماً تقريباً، لا تثق واشنطن بالزعيم الإسرائيلي، حسب الكاتب. فالإدارة الأمريكية ليست مقتنعة بأن نتانياهو هو صاحب القرار، وهي غير متأكدة من أنه يتخذ قرارات عقلانية، فضلاً عن عدم تأكدها من درجة سيطرته على حكومته وائتلافه.