بوتين وكيم يتعهّدان بتعزيز التعاون قبيل القمة الروسية الأميركية
تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتعزيز التعاون بين بلديهما، قبل أيام على قمة سيد الكرملين المرتقبة في ألاسكا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ أمس الأربعاء.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية بأن بوتين وكيم تحدثا هاتفيا في «أجواء دافئة ووديّة» الثلاثاء وأكّدا «استعدادهما لتعزيز التعاون في المستقبل».
يأتي الاتصال قبل ثلاثة أيام على القمة المرتقبة بين بوتين وترامب والتي ستكون الأولى بين رئيس أميركي في منصبه والرئيس الروسي منذ العام 2021، في وقت يسعى ترامب للعب دور وساطة لوضع حد لحرب روسيا في أوكرانيا المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأرسلت كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى منطقة كورسك الروسية إضافة إلى أسلحة لدعم جهدها الحربي، بينما أكد كيم لموسكو دعم بلاده الكامل للحرب أثناء محادثات عقدها الشهر الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وأعرب بوتين أثناء اتصالهما الثلاثاء عن تقديره «لروح التضحية التي أظهرها عناصر الجيش الشعبي الكوري في تحرير كورسك» في روسيا، حيث احتل الجيش الأوكراني مئات الكيلومترات المربعة في هجوم مباغت في آب-أغسطس 2024 قبل أن تتمكن القوات الروسية في الربيع من تحريرها بدعم من فرقة كورية شمالية.
تعهّد كيم بدوره بأن كوريا الشمالية «ستدعم بالكامل جميع الإجراءات التي تتخذّها القيادة الروسية في المستقبل أيضا».
وأكد الكرملين الاتصال في بيان قائلا إن بوتين «تشارك معلومات مع كيم جونغ أون في سياق المحادثات المقبلة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
يتوقع بأن يضغط ترامب على روسيا لوضع حد لحرب أوكرانيا أثناء قمته مع بوتين المقررة في ألاسكا الجمعة.
وتوطدت العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية في السنوات الأخيرة مع توقيع البلدين اتفاقا للدفاع المتبادل العام الماضي عندما زار بوتين الدولة الانعزالية.
في نيسان-أبريل، أكدت كوريا الشمالية لأول مرة أنها نشرت كتيبة من جنودها على خط الجبهة في أوكرانيا، إلى جانب القوات الروسية.
وذكرت وكالات استخباراتية كورية جنوبية وغربية بأن بيونغ يانغ أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى منطقة كورسك عام 2024 إلى جانب قذائف مدفعية وصواريخ وأنظمة صاروخية بعيدة المدى.
وبحسب سيول، قتل حوالى 600 جندي كوري شمالي وأصيب الآلاف بجروح وهم يقاتلون إلى جانب روسيا.
وأفاد رئيس جامعة دراسات كوريا الشمالية في سيول يانغ مو-جين فرانس برس بأن الكشف علنا عن محادثة كيم وبوتين يعد مؤشرا على «الرغبة في إظهار درجة التقارب بينهما للمتابعين في الداخل وعلى الصعيد الدولي».
وأضاف أنه في حال توصل ترامب وبوتين إلى اتفاق للسلام في أوكرانيا، عندها يمكن «لبوتين أن ينقل وجهة نظر كيم حيال مصالح ترامب المرتبطة بكوريا الشمالية، بما في ذلك قمة مشروطة محتملة بشأن نزع السلاح النووي».
ويرجّح أيضا بأن بوتين قدّم إحاطة لكيم تتعلق بالأمور التي تهم الزعيم الكوري الشمالي، بحسب يانغ.
وتابع «إذا ازداد زخم محادثات السلام الروسية الأوكرانية، فقد تكون لذلك تداعيات إيجابية على الحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والحوار الكوري-الكوري». وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اجتمع ترامب مع كيم ثلاث مرّات على أمل التوصل إلى اتفاق لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي.
لكن منذ انهارت قمتهما الثانية في هانوي عام 2019 على خلفية فشلهما في الاتفاق على ما ستحصل عليه كوريا الشمالية في المقابل، سرّعت بيونغ يانغ تطوير برنامجها النووي.
ولطالما تباهى ترامب بـ»علاقته الرائعة» مع كيم، لكن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي النافذة كيم يو جونغ حذّرت الولايات المتحدة الشهر الماضي من السعي لنزع سلاح بيونغ يانغ النووي، قائلة إن بلادها «سترفض بشكل قاطع» أي مسعى لحرمانها من موقعها كدولة مسلحة نوويا.
ولفتت كيم يو جونغ إلى أن «العلاقة الشخصية» التي تربط شقيقها بترامب «ليست سيئة» لكنها حذّرت من استغلالها «لخدمة هدف نزع السلاح النووي» في أي محادثات مستقبلية. وأما العلاقات بين الكوريتين فبلغت أدنى مستوياتها منذ سنوات في عهد الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول، مع اتّخاذ سيول موقفا متشددا حيال بيونغ يانغ.