بوليتيكو: أسبوع تاريخي لليز تراس

بوليتيكو: أسبوع تاريخي لليز تراس


عن الظروف التي مرت بها رئاسة ليز تراس للحكومة البريطانية خلفاً لبوريس جونسون قبل يومين فقط من وفاة الملكة إليزابيث الثانية، كتبت ألين كوريا وإميليو كازاليتشيو في مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، أن الجميع يدرك أن الأسبوع الأول في وظيفة جديدة يكون صعباً، فكيف سيكون الأمر مع تراس التي كلفتها إليزابيث الثانية تأليف حكومة في الأسبوع الماضي.

وسيبقى يوم الخميس 8 سبتمبر -أيلول عالقاً في ذاكرة تراس، إذ سيبقى ثاني يوم بعد تأليفها للحكومة  الأكثر أهمية في مسيرتها السياسية. ويعرف مستشاروها البارزون أن ذلك اليوم سيشكل نسقاً لبقية ولايتها في الحكومة.

وكانت رئيسة الوزراء وصلت لتوها إلى مجلس العموم عقب كشف خطتها التي طال انتظارها للتعامل مع فواتير الطاقة المرتفعة، التي تعتبر دون أدنى شك القضية السياسية الأهم هذه السنة. وكان إعلانها حزمة بمئة مليار جنيه استرليني لتجميد الفواتير، سيشكل أكبر التدخلات المالية من حكومة في أوقات السلم. وهي تدرك أن رئاستها للحكومة سيحكم عليها من خلال وقعها على الناس.

لكنها ما أن جلست على مقعدها في مجلس العموم، حتى أُبلغت بالوضع الصحي للملكة. وبعد أربع ساعات، في الرابعة والنصف بعد الظهر، أبلغها كبير موظفيها المدنيين سايمون كايس، بوفاة الملكة.

لحظة تغيير
وتقول “بوليتيكو” إن وفاة الملكة التي حكمت بريطانيا أطول مدة، تشكل لحظة تغيير عميقة للبلاد، وتحدياً هائلاً لرئيس وزراء لم يمض على حكمه سوى يومان.
وقال مؤرخ حزب المحافظين ومؤلف كتاب “بريطانيا منذ 1945” جيريمي بلاك إن “لحظات الانقطاع، ووفاة أطول الملوك حكماً في بريطانيا، هما مثال رئيسي على ذلك، ويستدعي الحاجة إلى رجال دولة يكونون من طراز سياسي رفيع”. وأضاف “يجب أن تكون متطلبات المهارة السياسية في هذا الظرف غير مسبوقة. وبالنسبة إلى المؤرخين، فإنها ستكون لحظة فارقة في مسيرة رئيسة الوزراء تراس. وإذا عرفت كيف تتعامل مع هذه الأزمة وتظهر القيادة الضرورية، فإنها ستخرج منها بإشادة في المستقبل». ودخلت تراس أصلاً إلى 10 داونينغ ستريت مثقلة بالضغوط. فالتضخم بلغ 10%، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الطاقة 80% في أقل من أربعة أسابيع. والملايين من العائلات لن يكون في مقدورها دفع فواتيرها. وسبق لتراس أن قالت إنها “ستفي بتعهداتها».

مشاريع الطاقة
وخلال شهرها الأول في الحكم، كان من المقرر أن تكشف خطتها لمشاريع الطاقة، وأن تلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة عالميين آخرين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومن ثم تعلن خفضاً للضرائب في حدث مالي بحلول أواسط سبتمبر -أيلول.
لكن وفاة الملكة وما سيتبعها من حداد وطني عشرة أيام كبح خططها. ومن غير المتوقع أن يجتمع البرلمان قبل أن ينتهي النواب من مراسم التكريم السبت، ما يعني أنه لا مجال لإقرار تشريع جديد في الأيام المقبلة.
لكن مسؤولين في 10 داونينيغ ستريت قالوا إن مشروع تجميد فواتير الطاقة يمكن أن يقر قبل 1 أكتوبر-تشرين الأول كما هو مخطط له، لكن بعقود خاصة مع الشركات المزودة للطاقة، عوض قوانين الطوارئ المنتظرة، كما أن رحلة تراس إلى الأمم المتحدة موضع شك الآن، بسبب جنازة الملكة وإعلان خفض الضرائب في أسبوع واحد. وبدل ذلك، تواجه تراس تحدياً جديداً كاملاً، وهو أن تنهض بالمسؤولية، رئيسةً جديدةً للوزراء، في لحظة تاريخية.

طوني بلير
وكان آخر رئيس للوزراء وجد نفسه في وضع مشابه، ولو من بعيد، هو طوني بلير الذي لم يمض على حكمه سوى خمسة أشهر، عندما توفيت الأميرة ديانا، في حادث سيارة.
وذاع صيت عبارة “أميرة القلوب” الذي أطلقه بلير على ديانا يومها، ودخل التاريخ. وارتفعت شعبيته إلى 93% في مؤتمر حزب العمال في سبتمبر -أيلول 1997. ولقي المديح لتعاطفه مع ديانا، في وقت كانت بقية العائلة المالكة تتعرض لضغط شديد بسبب صمتها على الحادث. ويقول المراقبون إن لتراس الآن الفرصة لفرض نفسها. وهي لا تزال مجهولة من قطاع واسع من الجمهور البريطاني.
وبحسب استطلاع لمعهد إيبسوس هذا الأسبوع، فإن نصف المستطلعين فقط قالوا إنهم يعرفون ما يكفي عنها.