عن مضي الولايات المتحدة في التقارب مع أكرانيا وتأثيره المحتمل على النزاع مع روسيا، كتب الصحفيون أندرو ديزيدريو، وناحال توسي، وجوناثان ليمير في موقع “بوليتيكو” الأمريكي، أن الولايات المتحدة تنخرط عميقاً في هذا النزاع، إلى مستوى ما كانت عليه إبان الحرب الباردة. وبعد أيام من اتهام أوكرانيا بتفجير الجسر الوحيد بين القرم بروسيا، ردت موسكو بهجمات صاروخية على أكثر من 20 مدينة أوكرانية.
وأكد مصدر أمريكي بارز أن إرسال أنظمة دفاع جوي متطورة إلى كييف هو الآن على رأس أولويات الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا. وأتى الإعلان بعد تعهد الرئيس جو بايدن بتوفير مثل هذه المساعدة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وهذا الأسبوع، ضغط الديبلوماسيون الأمريكيون في الأمم المتحدة لدعم قرار يندد بروسيا لضمها أربع مناطق أوكرانية.
وفي الوقت نفسه، تحرك نواب أمريكيون للرد على السعودية بسبب قرار تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط.
كما أن ثمة توافقاً بين الحزبين في “الكابيتول هيل” على تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار، في الوقت الذي يزيد فيه الغضب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب تهديداته بضربة نووية انتقامية.

التزام أمريكي لدعم كييف
كل هذه التطورات تؤشر على الإلتزام الأمريكي بالتعاون مع كييف، حتى في الوقت الذي يبقى فيه بايدن حذراً من احتمال اندلاع صراع أمريكي روسي مباشر، بينما تستمر الحرب دون أن تلوح بارقة أمل في وضع حد لها على المدى المنظور. وينذر الشتاء بإعاقة الزخم وتعقيد خطوط الإمداد في الميدان.
وقال رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي جاك ريد: “نحن في وضع لم نشهد مثيلاً له منذ أزمة الصواريخ الكوبية.وعلينا أن نعمل لتأمين المجال الجوي الأوكراني والمساعدة على حماية الشعب الأوكراني، هذا ما علينا فعله».  
وتصريح ريد صدىً لتعليقات أدلى بها بايدن عندما استخدم مصطلح “يوم القيامة” عند إشارته في وقت سابق إلى تهديدات بوتين.
وإلى جانب ريد، يضغط الجمهوريين الأقوياء في “الكابيتول هيل” على بايدن للمزيد لتأمين الأجواء الأوكرانية، ومنع مزيد من الهجمات مثل التي تعرضت لها كييف في وقت سابق من الأسبوع.
وقال النائب الجمهوري عن ولاية تكساس مايكل ماكول عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إن على الولايات المتحدة أن ترد سريعاً “بإرسال مدفعية بعيدة المدى ومزيد من أنظمة الدفاع الجوي” إلى أوكرانيا.

مطالبة بإرسال مقاتلات
وذهب العضو الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ السناتورعن ولاية أوهايو جيم ريستش، أبعد من ذلك بدعوته إلى إرسال مقاتلات أيضاً إلى كييف.
وقال إن “تسليح أوكرانيا على نحوٍ أفضل سيساعد على إنقاذ الأرواح ويعزز قدرة كييف على إنهاء هذه الحرب بشكل أسرع.إن إدارة بايدن تستطيع وعليها فعل المزيد للدفاع عن أوكرانيا».
ولفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء، إلى أنه منذ زمن كانت واشنطن، لا كييف، من يدعو إلى توجيه ضربات ضد موسكو.
وقال: “يبدو لي أن الأمريكيين يشاركون بحكم الأمر الواقع في هذه الحرب منذ زمن، إن هذه الحرب يديرها الأنجلو-ساكسون».

رسالة تحذير
لكن هذا الزعم يتجاهل أنه حتى هذه اللحظة، يسير المسؤولون الغربيون على خيط رفيع بإرسالهم فقط الذخائر إلى أوكرانيا، للتأكد من قدرتها على الدفاع عن نفسها، لكنهم لا يصلون إلى حد تزويدها أسلحة يمكن استخدامها لتصعيد الحرب.
ويتصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا على الرد المناسب على روسيا، فقد شعر مسؤولون أمريكيون بالغضب عندما فجر الأوكرانيون سيارة مفخخة في أغسطس -آب أسفرت عن مقتل ابنة مؤرخ روسي بارز.
ولعل نشر المعلومات عن الهجوم في الأيــــام الأخيرة هدف إلى تحذير أوكرانيـــــا فـــــــلا تكرر هجمات مستفزة، وفق مســـــؤول أمريكي على إطلاع على الأمر.
ورغــــــم الجهـــــــود الأمريكيـــــــة الأخيــــــرة لتعزيـــــز القدرات الأوكرانيـــــــة، فـــــــإن فريق بايدن يصر على أن الولايات المتحـــــــــدة لا تعتـــــــزم إرسال جنـــود أمريكيين إلى الميدان والدخول في مواجهة مباشرة مع قوة نووية.