أنا من النوع الذي لا يطلب من أحد شيئاً

بيتر سمعان: نعيش واقعاً مريراً لم نعرف مثله سابقاً

بيتر سمعان: نعيش واقعاً مريراً لم نعرف مثله سابقاً

نشر الممثل اللبناني بيتر سمعان أخيراً مقطع فيديو مؤثر عبر حسابه على تطبيق (تيك توك) حظي بنسبة مشاهدة عالية جداً ولاقى تفاعلاً كبيراً من المتابعين، ظهر فيه وهو يتحدث فيه عن أزمة صحية تَعَرَّضَ لها بعد تلقيه الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لـ (كورونا) وسقوطه أرضاً وزحفه إلى سريره لعدم قدرته على السير.
بيتر سمعان تحدث عن حقيقة ما حصل معه وسبب اللوم والعتب اللذين عبّر عنهما، كما عن بعض المواضيع الفنية وسبب ابتعاده إلى حد ما عن الشاشة رغم النشاط الذي يعيشه القطاع التمثيلي.


• نشرتَ قبل فترة مقطع فيديو مؤثر جداً على (تيك توك) فيديو تتحدث فيه عن أزمة صحية تعرّضتَ لها عندما كنت وحيداً في البيت بسبب تناول الجرعة الثالثة من لقاح كورونا. فما الذي حصل معك تحديداً؟
- كنت قد تلقيتُ الجرعة الثالثة من اللقاح عند الساعة الواحدة ظهراً.
وقرابة الساعة السابعة مساء بدأت عوارض اللقاح تظهر بشدة وشعرتُ بالألم وبأوجاع مبرحة.
فدخلتُ إلى سريري كي أستريح وغفوت. وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استيقظتُ وشعرت بدوارٍ فسقطتُ أرضاً وعدتُ زحفاً إلى السرير لأنني لم أتمكن من الوقوف على قدميّ والأوجاع قد أنهكتني.

• قلتً في الفيديو إنك وحيد وإن (ما حدا لحدا). هل تشعر بالحزن وهل تلوم أو تعتب على مَن اتصلتَ بهم ولم يقفوا إلى جانبك؟
- لم أتصل بأحد. أنا من النوع الذي لا يطلب من أحد شيئاً.

• هل تعيش لوحدك في البيت؟
- نعم. إخوتي على قيد الحياة، لكن حتى الإخوة مشاكلهم تكفيهم.

• لماذا أنتَ عاتِب بما أنك لم تتصل بأحد؟
- لست عاتباً على أحد، ولكن نشرت الفيديو لأنني شعرت بالحرقة.
الواقع مُحْزِن ومُبْكٍ. لكن تفاعَل الكثيرون مع الفيديو ووصلتْني أكثر من 700 رسالة.
الكل قال لي إنها الدنيا ولا يمكنك سوى الاتكال على الله. هذه هي الحقيقة وأنا أتكل في هذه الدنيا على ربي فقط.

• هل تشعر بالندم لأنك لم تتزوج حتى الآن؟
- كلنا نشعر في لحظة ما بأن العائلة مهمة جداً في حياة الإنسان.
أخي توفي قبل نحو 6 أشهر ولم يقف إلى جانبه أحد سواي.

• ما سبب موت شقيقك؟
- أصيب بالسرطان وأنا وضعتُه بيدي في النعش. لا شك أنني نادم جداً لأنني لم أتزوج.
• لكن المجال لا يزال متاحاً؟
- وهل الزواج هو أمر ممكن في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها في لبنان؟ نحن نعيش واقعاً مريراً لم نعرف مثله سابقاً.
عوض أن نعمل وأن نكون مبدعين هم يُغْرِقوننا في الهموم والتفاصيل اليومية، وسرقوا منا الحلم.

• ما سبب ابتعادك عن الشاشة إلا من خلال أعمال قليلة ومحدودة، بالرغم من أن المجال الفني يشهد حركة نشاط لافتة؟
- ربما لأن البطل الذي يلعب أدوار البطولة الأولى دائماً غير لبناني.

• وهل هذا يعني أنك لا ترضى إلا بأدوار البطولة الأولى؟
- لم أقل ذلك.
 صوّرتُ قبل عام عملاً مشتركاً في أبوظبي تحت إدارة المُخْرِج مجدي سميرة وشارك فيه عدد من النجوم من العالم العربي وهو يحكي قصة عائلة مصرية وعائلة لبنانية وعائلة سورية.
وكل ممثل أخذ مساحة الدور المناسبة ولم يطغ أي دور على الآخَر. أرفض المشاركة في أي عمل لمجرد المشاركة لأنني ممثل لديه خبرته وتجربته وتاريخ.

• لكن بعض النجوم كانوا أبطال الدراما اللبنانية وتنازلوا قليلاً عندما شاركوا في الدراما المشتركة؟
- كل ممثل لديه استراتيجية خاصة به. كان من المفترض أن نقوم بتصوير المسلسل الذي أنجزتُ كتابته واتفقتُ مع إحدى المحطات على أن تقوم بإنتاجه.
ولكن أحداث عين الرمانة (14 أكتوبر الماضي) حالت دون ذلك، وكان يفترض أن يعرض في الموسم الرمضاني المقبل.
 ولأننا مقبلون على مرحلة سوداء، تأجل المشروع.

• ولكن كل المُنْتِجين مستمرون في تصوير أعمالهم؟
- غالبية الأعمال التي تُصَوَّر هي للتسويق الخارجي، وهم ليسوا بحاجة للسوق المحلية.
شركتا (الصباح) و(إيغل فيلمز) هما أكبر شركتيْ إنتاج في لبنان وهم مستمرتان في العمل لأن غالبية أعمالهما تباع للسوق الخارجية، أي خارج لبنان.